الأمومة صعبة بما يكفي.. لا ينقصها العزلة

لا يمكننا إنكار قيمة مشاركة التجارب بين الأمهات الجدد. تساعدهم على التخلص من شعور الوحدة. والإحساس بأنهن طبيعيات، وتعمل هذه التجربة على تقديم دعم مهم جداً في الوقت الذي يكون كل شيء فيه جديداً وغير معروف.

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/23 الساعة 08:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/23 الساعة 08:41 بتوقيت غرينتش

عندما أنجبت طفلي الأول عام 2015، لم أكن أعلم شيئاً عن الأمومة، لم أغير حفاظاً يوماً ولم أجالس طفلاً رضيعاً قط، ولم أنظفهم أو أغسل لهم أو أطعمهم في يوم من الأيام.

لسذاجتي، لم أكن أهتم بتعلم هذه المهارات التي تبدو أساسية لأن ما علمته حينها أنني سأتواصل مع مجموعات الأمهات الفاعلة محلياً وسأكون مدعومة من قبل ممرضة مؤهلة ستساعدني على اكتساب هذه المهارات وتوصلني بأمهات جدد أخريات سيقدمن لي الدعم الذي أحتاجه للإنتقال إلى حالة الأمومة.

لكني كنت مخطئة

لم تكن هناك أي مجموعة أمهات

لم تكن هناك أي ممرضة ولم يكن هناك أي تعليم ولم تكن هناك أي شبكات دعم.

كنت أعيش في نيو ساوث ويلز، وأخبرت أن توفير مجموعات أمهات لم تكن أولوية تمويلية وبالتالي لن تكون متاحة في منطقتي.

كنت وحيدة تماماً

كان لدي العديد من الأصدقاء، في أماكن مختلفة من البلاد أنجبوا أطفالاً في نفس الوقت مثلي. هذه الطريقة التي عرفت بها مجموعات الأمهات. أخبروني بتجاربهم الخاصة وقدر المعرفة والدعم الذي وفرته لهم هذه الخدمة خلال فترة التأقلم المرعبة في هذه المرحلة الجديدة من حياتهم.

كنت الفرد الوحيد من بين مجموعة الأصدقاء الذي عاش بعيدا عن مدينة رئيسية كبيرة.

وكنت الوحيدة التي تركت وحيدة لأتخبط خلال الأسابيع والشهور الأولى من الأمومة دون أي دعم إجتماعي أو توجيه.

مجموعة الأمهات في برنامج تموله الحكومة المحلية لمساعدة الأمهات في المراحل المبكرة من الأمومة. الجلسات الأولى تصل النساء والأطفال الذين ولدوا في نفس الوقت معاً وتديرها ممرضة مؤهلة ونساء وقابلات يناقشن المشاكل الشائعة للأمهات الجدد. يساعدن في حل المشكلات التي تظهر بحلول عملية وكذلك توصيل النساء بأمهات محليات أخريات.

بشكل عام بعد انتهاء جلسات الدعم المبدئية (من 6 إلى 12 جلسة) تستمر العديد من النساء في الاجتماع بشكل دوري، يشاهدن أطفالهن يكبرون معاً على مر السنوات.

لا يمكننا إنكار قيمة مشاركة التجارب بين الأمهات الجدد. تساعدهم على التخلص من شعور الوحدة. والإحساس بأنهن طبيعيات، وتعمل هذه التجربة على تقديم دعم مهم جداً في الوقت الذي يكون كل شيء فيه جديداً وغير معروف.

لكن أحياناً يكون من الصعب جداً تكوين صداقات جديدة بالنسبة للبالغين. خصوصاً إذا كنت تعاني من حرمان حاد من النوم، محاولاً التعافي من الولادة وتعلم الأمومة ومحاولة اكتشاف هذه النسخة الجديدة من نفسك لأنها بتأكيد نسخة مختلفة تماما عن نفسك التي عرفتها قبل الولادة.

بالإضافة إلى صعوبة إقامة علاقات جديدة أثناء البلوغ هناك أيضاً المعاناة في إيجاد المكان الذي يمكنك أن تلتقي فيه بأشخاص يفهمون ما تمرين به.

تجد الأمهات الجدد غالباً صعوبة في الخروج من المنزل. لسن على معرفة بأماكن نشاطات الأطفال لأنهن لم يكن يوماً جزئاً من هذا العالم من قبل. لذا إن تركناهن يتولين الأمر بأنفسهن كيف أو بالأحرى أين سيذهبن لفعل ذلك؟

عندما نحد من وصولية النساء لخدمة توفر لهن الشعور بالراحة خلال فترة مضطربة فإننا في الواقع نقوم بتعذيبهن. نعاقبهن، ونفعل ذلك ببساطة لأننا رأينا أنهن يعشن بعيداً جداً.

نساء الأقاليم والمناطق الريفية معزولات بالفعل. لديهن وصولية أقل لكل أنواع الخدمات والمصادر. غالباً ما يكن بعيدات عن أعضاء العائلة وقد لا يكون لديهن علاقات صداقة في بيئتهن المحيطة وقد يقضين أياماً إن لم يكن أسابيع لا يتحدثن مع أي إنسان آخر إلا أزواجهن عندما يكونون متاحين.

هذه الترتيبات لا توفر بيئة صحية أو مستقرة للنساء اللواتي يمرون بالفعل بمرحلة الأمومة الجديدة الهشة، ويشعرن بالفعل بالعزلة العاطفية والجسدية الناتجة عن مكان إقامتهن.

بعد ثلاثة أشهر من الكفاح وحيدة مع الطفل الجديد، وبعد أن أخبرني كل المتخصصين الذين تواصلت معهم أنه لا توجد أي خدمات متاحة لي، قررت أني لا أستطيع الإستمرار وحيدة. فأنشئت مجموعة أمهات، على الإنترنت للوصول والتواصل مع الأمهات الجدد في منطقتي.

غيرت المجموعة تجربة الأمومة الخاصة بي. النساء الأخريات اللواتي يحاولن الخروج من العزلة التي وجدوا أنفسهن محاطين بهان استغلوا الفرصة (والمخاطرة لأن الالتقاء بأم صديقة يشبه كثيرا المواعدة العمياء) للمجيء والالتقاء في الحديقة المحلية. مواعيد الحدائق هذه تحولت سريعاً لمواعيد غداء في منازلنا والتي تحولت إلى صداقة صافية صادقة وقوية دعمتني في السنة الأولى من الأمومة.

لم يكن من السهل خلال فترة مظلمة وقاسية أن أضيف عنصراً آخر إلى قائمة ما يجب فعله في حياتي، إيجاد آخرين والتواصل معهم من أجل الدعم دون أي فكرة عن كيف وأين يجب علي أن أبدأ.

كان من الممكن أن يكون الأمر أسهل كثيرا لو أن نفس المصادر التي كانت متاحة لصديقاتي في المدن والضواحي ذات الكثافة السكانية الأعلى كانت متاحة لي أيضاً.

يجب علينا أن نفعل أفضل من ذلك.

لأن كل الأمهات الجديدات يحتجن يد المساعدة

هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأسترالية من هاف بوست. للإطلاع على المادة الأصلية من هنا

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد