أبطال خارقون من التاريخ الإسلامي!

لكن ما يحير كثيراً كيف لنا أن نصدق هذه القصص التي تبعث على الإحباط فعباداتنا لن تصل إلى ذلك المستوى مهما حرصنا، ولدينا في المقابل أحاديث شريفة واضحة المعالم وصحيحة الإسناد تعلمنا كيف نحصل على الأجور الكبيرة والكثيرة بأعمال بسيطة غير معقدة، يمكننا القيام بها أثناء ممارستنا لحياتنا اليومية، قال صلى الله عليه وسلم: (من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) رواه البخاري

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/22 الساعة 07:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/22 الساعة 07:24 بتوقيت غرينتش

في السينما الغربية يلاحظ أن إصدارات جديدة من أفلام "الخارقون" دائمة الإنتاج، مثل أفلام Avengers وLucy والرجل العنكبوت Spider-Man بسلسلته الطويلة، سبقتها سلسلة الرجل الوطواط Batman وما بينهما الرجل الخارق الـ Superman وعشرات الشخصيات الخرافية ذات القدرات الجبارة.

لعل هذا بسبب أن الإنسان يميل إلى البحث عن القوى الخارقة، والمقدرات العظيمة، والظواهر الغريبة، كان نيتشه يتحدث عن الإنسان الأعلى في فلسفته، وعلى مر التاريخ الإنساني هناك الأساطير والقصص التي تغذي ذات الحاجة.

حتى في تاريخنا الإسلامي لدينا أمور مشابهة تزخر بها الكتب والمراجع القديمة، مشكلتها الرئيسية أنها باتت جزءاً من حياتنا اليومية، فلا درس عن عبادة أو تزكية يمكن أن يخلو من ذكر المقدرات الخارقة للسلف الصالح، فقد قرأت أن أحدهم أسر مائة رومي في معركة واحدة بسيفه العادي، ربما حبكة القصة أسقطت أن السيف الذي امتلكه ذلك التابعي من النوع الليزري!

قصة أخرى تذكر أن أحد التابعين كان يصلي في الليل ألف ركعة، وهذا يعني أن الركعة لو احتاجت إلى دقيقة واحدة بكل ما فيها من حركات لما كفاه 16 ساعة متواصلة ينقر الركعة بالركعة، ويقرأ فيها جميعاً خواتيم سورة الكوثر، وحدثني بعدها عن الخشوع في الصلاة هل يكون قبلها أم بعدها! هذا بخلاف تلك القصة التي ذكرها واعظ في أحد المساجد أن تابعياً كان يختم القرآن يومياً في رمضان ختمة في الصلاة، وثانية صباحية وثالثة في القيام، علماً بأن الحد الأدنى لختم القرآن بقراءة الحدر تحتاج عشر ساعات تقريباً.

والقصص كثيرة في هذا المقام، ويكفي الإشارة لبعض نماذجها كي تصل الرسالة.

لكن ما يحير كثيراً كيف لنا أن نصدق هذه القصص التي تبعث على الإحباط فعباداتنا لن تصل إلى ذلك المستوى مهما حرصنا، ولدينا في المقابل أحاديث شريفة واضحة المعالم وصحيحة الإسناد تعلمنا كيف نحصل على الأجور الكبيرة والكثيرة بأعمال بسيطة غير معقدة، يمكننا القيام بها أثناء ممارستنا لحياتنا اليومية، قال صلى الله عليه وسلم: (من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم: (سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قال: ومن قالها من النهار موقناً بها، فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة) رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم: (من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة كأنما قام الليل كله) رواه مسلم. والأمثلة في ذلك كثيرة لا حصر لها، ويمكن العودة إلى موقع google.com كي يعطيكم من فيض علمه الجزيل موثقة بالسند.

الخلاصة التي نحتاج أن نفهمها أن الله جعلنا خلفاء في هذه الأرض؛ كي نعمرها ونشيدها ونقيم العدل فيها بقدر استطاعتنا، ولم يكلف نفوسنا إلا وسعها، ولو أن رسولنا الكريم امتلك قدرات خارقة لا يستطيعها البشر لما أمرنا الله سبحانه أن نتخذه قدوة لنا، ولو انشغلنا في الصوامع أو الاعتكافات الدائمة كما فعل غيرنا فلن نستطيع عمارتها، ومن أعظم نعم الله سبحانه علينا أن جعل سيرنا في الأرض ومكابدتها وبناء أوطاننا عبادة نتقرب إليه فيها.

وإن الأسلوب الوعظي الذي يقوم على الأساطير وتحميل البشر ما لا طاقة لهم به أسلوب خادع مزيف للوعي ومثبط للإنسان، ولذلك وجب التخلص منه، فقوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض يبدأ طريقها بعمارة الأرض والاستخلاف فيها وتقديم النفع للناس.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد