في كتابهما "أينشتاين لم يكن يستخدم البطاقات التعليمية Einstein never used flashcards" تُحذر (كاثي هيرش) بروفسير علم النفس في جامعة تامبل، والبروفسير (روبرتا مشنايك) الأستاذة في علوم الدماغ من التعليم المباشر للرضع، بعدد كبير من الأبحاث العلمية التي أكدت أن كل أشكال التعليم المباشر المبكر للرضع ليست فقط وسيلة غير جيدة من وسائل التحفيز المبكر للأطفال، ولا تؤدي لأي تعليم أو تطوير حقيقي؛ بل هي تعليم يضر الطفل بانتزاعه من بيئته الطبيعية الفطرية، بيئة المشاعر المليئة باللعب والمرح -بما تحمله من فرص للتعلم واكتشاف الموجودات- لبيئة المعلومات المرسلة المباشرة المُخبرة للطفل، التي لا يجب أن تكون أبداً في هذا العُمر الأولي الذي يجب أن يكون التعلم فيه مليئاً بالمشاعر أولاً، والتجربة واكتساب الخبرة الذاتية منها ثانياً.
عرفت فرنسا هذا مبكراً، وقامت منذ 11 عاماً بحظر كل أساليب التعليم المباشرة للرضع -مثل طريقة جلين دومان Glenn Doman التي تحاول تعليم الطفل منذ شهوره الأولى- وحظرتها في جميع المدارس والحضانات، سواء الحكومية أو غير الحكومية.
لذا عزيزي مارك..
لماذا لم تقرأ مقالات مجلة سيكولوجي توداي psychologytoday: "تنشئة الطفل ما تحتاج لمعرفته" التي تعد من أشهر المجلات الموثوقة في علم النفس، والتي يؤكد فيها عالم النفس ديفيد إليكاند David Elkind أن دفع الطفل لتعلم الكلمات والأرقام والألوان والأشكال في وقت مبكر جداً يجبر الطفل على استخدام عمليات أدنى من التفكير، ليست فقط لا تؤدي لتعليمه أي شيء، بل تضره ضرراً مؤكداً يحد من تفكيره.
لماذا لم تقرأ كتاب "بناء العقول السليمة Building Healthy Minds" لأستاذ الطب النفسي وطب الأطفال في جامعة واشنطن ستانلي جرينسبان Stanley Greenspan عندما أكد أن بناء الثقة مع الطفل عبر المشاعر الصادقة في شهور عمره الأولى، هو كل ما يحتاجه الصغير في هذه الشهور الأولى لبناء الأساس الثابت الذي تبنى عليه كل قدراته فيما بعد، سواء ذكاؤه أو كل مهاراته حتى الرياضيات! فكل الحقائق تأتي بتعليم المشاعر والمشاعر فقط أولاً فهي التي تقود لتؤسس لكل ما سيتبعها بعد ذلك!
لذلك عزيزي مارك..
لن تستفيد ابنتك بحرف واحد لا هي ولا أي من الرضع الذين سعى آباؤهم للبحث عن الكتاب الذي ظنوا أنهم بدونه متأخرين عن مواكبة التقدم والعالم الأول، مثلما يواكبه صانع الفيسبوك، والحقيقة أنك وهم متأخرون عن إدراك التجارب والأبحاث الحديثة التي أكدت أنكم تضرون أبناءكم بتلقينهم معلومات مباشرة في شهورهم الأولى.
فكل ما يحتاجونه المشاعر ومزيد من المشاعر وفقط، لذلك تمضية الوقت في اللعب والأحضان والمداعبات والمشاعر الصادقة التي تؤسس لإحساس الرضيع بالثقة فيك، أفضل من قراءتك فيزياء الكم لطفلتك ذات الـ 20 يوماً!
في النهاية.. أنا أعلم أنك لا تملك الكثير من الوقت، لكن كل هذا لا يعفيك من مهمة القراءة عن ابنتك، قبل أن تقرأ لها..
تقبل التحية..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصادر للمراجعة:
psychologytoday
—————
Glenn Doman
—————
Einstein Never Used Flash Cards
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.