كممرضة لرعاية المسنين منذ أكثر من 20 عاماً من الخبرة، أحد أكثر الأسئلة شيوعاً التي استقبلها كثيراً هو "ما هو الفرق بين مرض ألزهايمر والخرف؟".
وهذا دليل على أنه على الرغم من التقدم الذي أحرزناه في السنوات القليلة الماضية لرفع مستوى الوعي حول هذه المسألة، لا يزال هناك الكثير مما ينبغي علينا القيام به.
سبتمبر/أيلول هو الشهر العالمي لمرضى ألزهايمر، وبذلك فإن الوقت يبدو مناسباً لإجراء مناقشة حول الموضوع الذي يرغب معظم الأشخاص في تجاهله، ولكنه يؤثر اليوم في حياة العديد من الأستراليين أكثر من أي وقتٍ مضى.
مرض ألزهايمر هو الشكل الأكثر شيوعاً من أشكال مرض الخرف، وهو أيضاً يمثل حوالي ثلثي تشخيص مرض الخرف.
لكنه مجرد شكل واحد فقط من أشكال ذلك المرض المخيف، ولا يزال هناك حوالي 100 نوع مختلف من أشكال مرض الخرف.
بالنسبة لكثير من الأشخاص الذين يُعانون من مرض ألزهايمر، يُعد خوفهم الأكبر هو فقدان إحساسهم بالذات وفقدان القدرة على التعبير عن ذلك للآخرين.
ومع ذلك، لدعم شخص مُصاب بمرض ألزهايمر هناك بعض الأشياء التي يمكننا جميعاً القيام بها لمساعدتهم في التواجد بأفضل حالاتهم.
من خلال العديد من المحادثات التي أجريتها على مر السنين مع الأشخاص الذين يعيشون بمرض ألزهايمر، هنا خمسة أشياء تقاسمها أولئك الأشخاص معي وأريد من الآخرين أن يعرفوها:
"أنا ما زلت نفس الشخص الذي كنت عليه دائماً".
الأشخاص المصابون بمرض ألزهايمر لا يزال لديهم نفس الشخصية بنفس المزاج مما يحبون أو يكرهون كما كانوا قبل تشخيص إصابتهم بالمرض.
بالنسبة لمعظم الناس الذين يعيشون بمرض ألزهايمر من المهم جداً لهم أن لا يتم التعامل معهم من قبل حالتهم بعد إصابتهم بالمرض، ولكن بدلاً من ذلك يجب التعامل معهم من قِبل معرفتنا بهم وبشخصيته التي كانوا دائماً عليها.
من الضروري علينا إدراك أنهم ما زالوا نفس الأشخاص بنفس روح الدعابة التي كانوا عليها، واهتمامهم بنفس الأشياء في الحياة بالإضافة إلى حاجتهم أن يُنظر إليهم، وأن تتم معاملتهم بنفس الطريقة التي اعتادوا عليها دائماً.
مع مرور الوقت وتقدم حالتهم، ستُلاحظ بعض التغييرات في كيفية تصرفاتهم، وردود فعلهم وسلوكياتهم، ستُلاحظ أنهم أصبحوا أكثر عُرضةً للنسيان من قبل أو ربما حاولوا الابتعاد قليلاً عن الآخرين.
ولكن من المهم علينا التركيز على الأشياء التي تجعلهم يشعرون أنهم نفس الشخص الذي اعتادوا أن يكونوا عليه.
على سبيل المثال، إذا كانوا يحبون موسيقى الجاز، حاول الاستماع معهم إلى الأغاني المفضلة لديهم، أو إذا كانوا يتمتعون بالعناية بالنباتات في الحديقة، اخرج معهم وقُم بزراعة بعض البذور.
"يمكنني العيش بشكل جيد مع مرض ألزهايمر".
البقاء على النشاط البدني والاجتماعي هو المفتاح الأساسي لضمان سعادة الشخص المصاب بمرض ألزهايمر.
رؤية الآخرين أكثر انفتاحاً اجتماعياً والقدرة على مشاركتهم تمنع الشخص من الشعور بالعزلة والاكتئاب.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تساعد على الحفاظ على لياقتهم البدنية، ولكن من المهم بالنسبة لهم أيضاً الحصول قسطٍ كافٍ من النوم الجيد بصورة منتظمة مما سيمنحهم – ومقدمي الرعاية لهم أيضاً – شعور أكثر بالراحة.
في حين أن بقاء الشخص المصاب بدنياً واجتماعياً نشطاً من الممكن أن يكون مفيداً له، إلا أنه من المهم عدم إجباره على فعل أي شيء.
من المهم أن تسمح للشخص المصاب بألزهايمر أن يكون بنفس الحالة التي كان عليها دائماً؛ لذلك، إذا كان الشخص المصاب بألزهايمر اعتاد أن يكون انطوائياً بصورة دائمة، فإن الشخص الذي يعتني به سوف يحتاج إلى تحقيق التوازن بين فوائد النشاط الاجتماعي مع حقيقة أنه قد يكون من الصعب على ذلك الشخص المصاب تغيير عاداته الاجتماعية فجأة.
"ركز على ما يمكنني القيام به بدلاً من تكليفي ما لا أستطيع".
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض ألزهايمر، فإن التركيز يكون عادة على ما لا يستطيعون فعله بدلاً مما يمكنهم القيام به. ربما قد حان الوقت للتوقف عن سؤالهم بالقيام ببعض الأشياء مثل العناية بأحفادهم أو القيام بعمل فنجان من الشاي، عندما لا يكون هناك سبب وجيه لذلك. هذا يمكن أن يشعرهم بالضعف وعدم القدرة على ممارسة حياتهم، وخاصة إذا كانوا لا يزالون قادرين على القيام بالعديد من الأمور الأخرى.
سوف يكون هناك أشياء يصعُب القيام بها بالنسبة لشخص يعيش بمرض ألزهايمر، وخاصة مع تقدم المرض، ولكن من المهم التركيز على الأشياء التي يمكنه القيام بها ومساعدته في القيام بالأشياء التي لا يمكنه القيام بها منفرداً.
"ما زال بإمكاني إقامة علاقات ذات مغزى.. لا تكن متحرجاً من التواجد حولي".
خلال المراحل الأولى من مرض ألزهايمر، فإن المصاب لا يزال قادراً على التواصل مع الآخرين كما اعتاد قبل تشخيصه بالمرض.
ومع تقدم الحالة، تصبح قدرته على التواصل أكثر صعوبة. ومع ذلك، فإنه لا يزال قادراً على إظهار عواطفه ومشاعره، وبذلك تستطيع الاستمتاع بوقتك معه وتبادل النكات والضحك، أو مشاركة تلك اللحظات الدافئة من الحب والمودة.
فقط تأكد من الحفاظ على بساطة المحادثة مع ذلك الشخص الذي يعاني من المرض، على سبيل المثال، بدلاً من سؤاله، "هل تريد أن تذهب للخارج اليوم أم تريد البقاء بالمنزل؟"، يمكنك قول "هل ترغب في الخروج؟".
"ما زلتُ بحاجةٍ إلى رُفقة، حتى لو لم أستطِع تذكر أنك كنت هنا معي".
إذا كان الشخص في مراحل متقدمة من مرض ألزهايمر، فإنه قد لا يذكر أنك قمت بزيارته، أو معرفة من أنت – ولكن في تلك اللحظة التي تكون معه فيها، فإنه يكون قادراً على الاستمتاع بصحبتك ووجودك معه.
من ولادتنا ونحن نسعى للحصول على رُفقة. شخص ما يجعلنا نشعر بالأمان والحب، لا يوجد أحد يحب الشعور بالوحدة. على الرغم من أن الشخص المصاب بمرض ألزهايمر قد ينسى أنك قمت بزيارته، فإن الشعور الذي يحصل عليه من زيارتك يبقى معه على مدار ذلك اليوم.
• هذا الموضوع مترجم عن مدونة الـ"هاف بوست" الأسترالية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.