جوبيتر يغازل ربيعة جلطي

بين عشب التضاريس الروحية الرفيعة هناك أمر ما مختلف، بين كافة صفات لغة الإنسان هناك الكثير من منصات الرجاء، لم يعد للفرد فرصة البقاء بلا نداء، على الإنسان أن ينصت إلى لغة الأنهار، إلى ضحكات الأبرار، إلى شيم الأخيار، فلا مقابل لها في هالة الحضرة التي تتولّد من هيبة الأحبار.

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/04 الساعة 03:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/04 الساعة 03:00 بتوقيت غرينتش

من الجميل أن تحبّ جزائرية، ومن الأجمل أن تعشقها إلى حدّ جنون العشق؛ من الجميل أن تسمع جزائرية، ومن الأجمل أن تنصت لها، من الجميل أن تقرأ لجزائرية، والأجمل أن تهفو نفسك إلى قراءة حروف الجزائرية التي كتبتها بحبر النسيم؛ تذكروا هذا جيّدا، فأنا لا أمزح.

بين كلمات ربيعة الكثير من المعاني التي تولد بلدغة الأنثى وبشكل جارف، لا تغيب عنها اللمسة الجزائرية، الجزائر حاضرة في كافة مستلزماتها الروحية، في كيانها وحياتها، فهي تمثل المرأة الجزائرية بحق، انظروا إليها، تصفحوا كلماتها أو استمعوا لها؛ لتدركوا ما أقول؛ لأن التعبير يبقى ناقصاً أمام ما ألمسه في هذه الفتاة الكبيرة.

من قلوب الصحراء لا بدَّ من اعتلاء صوت العير، وبين دفات الكتب تنهال الروح على بعض من قدر الإمساك في حضرة السلاطين، لا يمكن أن تبقى على الحياد أمام كل ما يتعلق بالكلمة، لا حياد أمام البشرية التي تتعلق بكل ما هو أدبي، هناك في رحاب الإنس الكثير من الأشواق التي تهفو لمروج البساط الأعلى، لأقدم جرّة روت آخر الأمازيغ، هناك بين الربى حيث تصطف الزهور من أجل استقبال العمق الجزائري، الرقة الجزائرية وإلهام الجزائر.

بين عشب التضاريس الروحية الرفيعة هناك أمر ما مختلف، بين كافة صفات لغة الإنسان هناك الكثير من منصات الرجاء، لم يعد للفرد فرصة البقاء بلا نداء، على الإنسان أن ينصت إلى لغة الأنهار، إلى ضحكات الأبرار، إلى شيم الأخيار، فلا مقابل لها في هالة الحضرة التي تتولّد من هيبة الأحبار.

الإعصار؛ ربما هي الإعصار يعريّ أرواحنا أمام مرآتها؛ لتغزو بشائرها كافة أطراف العيش والمعيش معاً، هي المخايل في مواجهة كافة جنود الخيال، هي كلّ ما نرجوه من امرأة لم تعرفنا بذاتها فحسب، بل علقت بذاكرتنا وعلمتنا كيف تكون المرأة، هذا الكائن الغريب عنا الذي نخرج من جسده، نتربى في حضنه، نسكر من حليب أثدائه، ونُمسك بحبال عطفه وحنانه ما دمنا أحياء، ما دمنا نريد الإصغاء.

على هوامش الكلمة يعشش الفريد من المعاني، تكوين المعنى من اختصاص النساء، كل امرأة لها طريقتها في نحت المعاني، العامل الثقافي غير مهم، ولا التكوين النفسي، ولا حتى المستوى التعليمي، ما هو مهمّ هنا، هو الحضور اللطيف؛ لتشرع تلك المرأة في عملية اعتصار الكلمة وتوليد معانيها بطريقة يعجز عنها فطاحل الكلمة وحتى جهابذة القصيدة.

أليست الحياة هي امرأة؟ هي امرأة بالفعل، ويزيدها رونقاً "الحايك" الجزائري الرائع، المعنى القبائلي أو الأمازيغي العريق، عطرها هو أهم مكوناتها، غيرتها على أيامها هي لوعة لا تزيد الأيام سوى شرف لا يضاهيه أي شرف آخر، هنا تحتار الآلهة، وتعيد حساباتها، في حضور المرأة فقط تعيد ذلك، هو هوس الموجود بالوجود، ذاك الذي يعبّر عنه بعض أيقوناته فقط.

أليست أوروبا هي امرأة؟ مركز العالم هو امرأة، مركز الحياة هي امرأة في جوف امرأة أخرى، وإدراك هذا لا يكون سوى بالعودة إلى ما يمكن تسميته بالولَه؛ هو تيه وضياع دون أسباب، هي حكاية أغرب من كافة الحكايات، لا يمكن تفسير ما تقع فيه أمام المرأة ذاتها، ولا هي تتمكن من تفسير هذا أيضاً، هي تكتفي بإلقاء بعض زخات العواطف على هذه المواضيع لتزهر، ثم تفوه هلوسة يذوب فيها الرجل مرغماً لا مغرماً، احفر في الأسماء، عانِق السماء، ابحث عن سرّ أسرار الارتقاء، انفض الغبار عن أهداف الانعتاق، وباشِر بعد هذا كله في تقريب كل هذا من بعضه البعض، في الأخير ستجد النتائج موحدة وواحدة، ستجد المرأة خلف كل هذا يا ابني العزيز.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد