النحل و الذباب

أتذكر حينذاك أن التفاعل مع المقالة له صداه الطيب مؤقتاً، إلا أنه مع وجود طاقة سلبية لدى بعض الأعضاء الآخرين ووجود حالة هوس لديهم في التعرض لإسقاط الآخرين ورموزهم بكل الاتجاهات، استطاعوا بطريقة ذكية تأليب عدد لا بأس به من الأعضاء الآخرين بالنقد السلبي المفرط للعادات والتقاليد والبناء الاجتماعي، وكل رجال الدين (ضَع خطَّين تحت كلمة كل) والناشطين الاجتماعيين، والحالة الثقافية والمنتجات الثقافية السائدة.

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/03 الساعة 05:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/03 الساعة 05:29 بتوقيت غرينتش

قرأت قبل مدة مقالة أعجبتني كتبها أحد أعضاء إحدى الجروبات عن التفاؤل، وضرورة أن يكون الإنسان إيجابياً؛ ليكون يومه وحياته في عطاء وهناء وسعادة وتفاؤل.

وقد اتخذ الكاتب حينذاك التشبيه بالنحل والذباب في انتقاء المواضيع وطرح المقاربات وأساليب عرض المشاكل الاجتماعية.

أتذكر حينذاك أن التفاعل مع المقالة له صداه الطيب مؤقتاً، إلا أنه مع وجود طاقة سلبية لدى بعض الأعضاء الآخرين ووجود حالة هوس لديهم في التعرض لإسقاط الآخرين ورموزهم بكل الاتجاهات، استطاعوا بطريقة ذكية تأليب عدد لا بأس به من الأعضاء الآخرين بالنقد السلبي المفرط للعادات والتقاليد والبناء الاجتماعي، وكل رجال الدين (ضَع خطَّين تحت كلمة كل) والناشطين الاجتماعيين، والحالة الثقافية والمنتجات الثقافية السائدة.

كان الانتقاء السلبي للمواضيع وتضخيم المشاكل وبث روح الإحباط وتركيز الانتقاد السلبي على كل الجهات الأخرى، وبالذات أيديولوجيات محددة (الدين) وتهميش الإنجازات التي تُنجز من قِبلها تتراكم مع تقدم الأيام، حتى انجرف عدد ليس بالقليل لتكرير أسطوانات الانتقاد السلبي، بمن فيهم كاتب مقالة النحل والذباب!

مع تقادم الأيام، انخرط أكثر وأكثر عدد من الأعضاء كتابة ليكونوا أقرب إلى مثال الذباب، كما شبّه الكاتب حينذاك، بالوقوع على زبائل وقمامات الصراعات، بدل أن يمتصوا من رحيق الزهور ويفرزوا عسل الحلول، ويكون بذلك سعيهم وقلمهم مشكوراً بين العباد والبلاد.

وتجسد ذلك بتهميش أخبار الإنجازات العظيمة لسيدَين محترمين في محاربة الإرهاب وتغييب إنجازهما عن التدارس واستنطاق العبر، لا سيما الإنجازات الملموسة على مساحة منطقة الشرق الأوسط، وإخمادههما لفتن كبرى في دولهما وكامل المنطقة.

وفِي المقابل تنجرف أقلام البعض لتهافت التهافت في معارك كلامية، وتتبرع بنقل كل شاردة وواردة توغل في هدم البيت الداخلي فضلاً عن الوطني.

نحن كما الكثير نؤمن بأن أفضل طريقة لمحاربة الباطل والفساد وتجار الدين وأدعياء الوعي ومنتحلي التثاقف ومروّجي الأفكار الباطلة وزرّاع الشعائر الدخيلة ومسوقي الابتزاز العاطفي ومستثمري الشقاق بأن نكون جميعاً كالنحل النشيط في امتصاص الرحيق الطيب والإعراض عن القمامات ومكبات الزبائل، ونثر الوعي الإيجابي وطرح حلول للأزمات التي يواجهها أبناء مجتمعاتنا، والسعي الصادق في زرع الثقة بالنفس، وبين أبناء المجتمع.
نسأل الله التوفيق للجميع.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد