شاب روسي أقام في فندق عدة أيام ثم خرج من الفندق بعدما انتهت فلوسه، ولما أراد الخروج كان المطر غزيرا فطلب من الفندق أن يمكث ليلة إضافية حتى يتوقف المطر فرفض الفندق طلبه، فخرج يمشي تحت المطر حتى وصل عند منزل فيه مظلة عند بابه، فطرق الباب فخرج له رجل مسن فاستأذنه أن يجلس تحت مظلة الباب حتى يتوقف المطر، فرحب به الرجل كثيرا وطلب منه أن يدخل إلى المنزل وأكرم ضيافته وخصص له غرفة قال له امكث فيها هذه الليلة حتى يتوقف المطر، فقال الشاب الروسي ولكني لا أملك المال حتى أعطيك مقابل المبيت هذه الليلة، فرد عليه رب المنزل بأننا لا نطلب منك مالا وإنما ديننا يحثنا على إكرام الضيف وأنت ضيفنا، فقال الشاب الروسي وما دينكم؟ فأجاب الرجل: الإسلام، فقال الشاب وما الإسلام؟ فشرح له الرجل عن الإسلام فتأثر هذا الشاب بالحديث وحسن المعاملة والضيافة ودخل في الإسلام من بوابة الضيافة والأخلاق الطيبة.
وكما قيل "من يملك الأخلاق والأدب يملك القلوب إلى الأبد".
قصة أخرى حصلت في تركيا يرويها لي صاحب القصة فيقول إنه دخل محل بيع السجاد فأعجبته سجادة ولكن سبقه شخص كان موجودا بالمحل يسأل عن سعر السجادة نفسها، فأجابه البائع بالثمن وحاول المشتري أن يخفض من سعرها ولكن البائع لم يقبل، فلما خرج هذا المشتري سأل من يروي لي هذه القصة البائع عن السجادة نفسها وهل في امكانية للتخفيض من سعرها، فأجاب البائع نعم ممكن، فسأل صاحبنا البائع إن الشخص الذي قبله حاول التخفيض ولم تخفض له، فلماذا قبلت أن تخفض لي من السعر، فأجاب البائع جوابا كان مفاجأة بالنسبة لصاحبنا، قال له لأنك عندما دخلت المحل سلمت علي بكل احترام وكذلك ابنك عندما دخل سلم علي وصافحنى، فمن أجل هذه الأخلاق الطيبة في احترام الكبير أنتم تستحقون أن أخفض لكم من سعر السجادة، فالناس ترتفع منازلهم بأخلاقهم وليس كل شخص يملك الخلق الحسن، وكما قيل "الأخلاق كالأرزاق الناس فيها بين غني وفقير"، وكلما كان الإنسان حسن الأخلاق، ملك الناس بأخلاقه وازداد رزقه ورضي عنه ربه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن"، ولهذا من يتأمل العبادات في الإسلام يجد أن هدفها تزكية الإنسان وتحسين أخلاقه، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والصيام الهدف منه التقوى وتزكية النفس، والزكاة تزكي النفوس وتطهر المال، والحج يرجع منه الحاج كيوم ولدته أمه ويتدرب على ضبط سلوكه وتزكية نفسه، ولهذا كان حسن الخلق أثقل شيء بالميزان لأن الوصول لحسن الخلق سهل ولكن الصعوبة في الاستمرار والمحافظة عليه.
ولعل السؤال المهم هو: كيف يكسب الواحد منا الخلق الحسن؟ والجواب المختصر عن هذا السؤال هو أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قدوة لنا في سلوكنا، لأنه جاء ليتمم مكارم الأخلاق، فدراسة سيرته وأخلاقه والاقتداء بها توصلنا للخلق الحسن، وكذلك التقرب من الأصدقاء والأصحاب ذوي السيرة الحسنة والخلق الحسن، بالإضافة إلى الدعاء كأن تقول "اللهم إني أعوذ بك من سوء الأخلاق" فإن الدعاء يعتبر سببا من الأسباب الجالبة لحسن الخلق.
– تم نشر هذه التدوينة في موقع صحيفة اليوم
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.