الهدف: كأس العالم. الطريقة: الإصرار، التركيز، الالتزام.
خطَّ "الجنرال" هذه الكلمات بيده، وعنونها في نفوس لاعبيه المختارين بدقة ملائمة لتحقيق استراتيجيته.
وبمعسكرات أشبه بالثكنات العسكرية، وبتدريبات في الصحراء كقوات الصاعقة، ومعسكرات في دار الدفاع الجوي والهيئة الهندسية بدلاً من الفنادق الفارهة؛ خاضت "كتيبة الجوهري" منذ عام 1989 تصفيات التأهل إلى كأس العالم، التي تضمنت ثلاثة أدوار لصعود ممثل القارة الإفريقية؛ لم يشارك المنتخب المصري في الدور الأول وانتقل مباشرة إلى الثاني، وفيه تصدّر منافسات مجموعته (الثانية) التي ضمت ليبيريا ومالاوي وكينيا بثماني نقاط، ثم صعد إلى الدور النهائي وتجاوز الجزائر (بالتعادل السلبي في قسنطينة ثم الفوز في القاهرة) وتأهل إلى نهائيات كأس العالم 1990.
وماذا بعد؟!
شاركت مصر في كأس العالم مرتين فقط على مدار تاريخها؛ الأولى في إيطاليا 1934، والأخرى بعدها بـ56 عاماً أيضاً في إيطاليا (1990)، وعلى مدار 37 سنة لم تستطِع التأهل؛ لما مرّت به من تراجع في المستوى وسوء الإدارة بلغا حدّ غياب المنتخب عن ثلاث نسخ من كأس الأمم الإفريقية بعد 2010.
لكنّ انتظام النشاط الكروي في الموسم حالياً، وإحراز المركز الثاني في بطولة أمم إفريقيا الماضية، وازدياد عدد اللاعبين المصريين المحترفين في أوروبا، وارتقاء مستوى المنافسة الداخلية في مصر وظهور منافسين جدد غير الأهلي والزمالك؛ يعززون من آمال الجماهير في استعادة منتخبهم أمجاده.
وفي الثامن والعشرين من أغسطس/آب 2017، تخوض مصر ثالثة جولاتها في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا بمواجهة أوغندا؛ وإن فازت فيها ستواصل تصدّر مجموعتها الخامسة (التي ترافقها فيها أيضاً غانا وجمهورية الكونغو)، وستعزز من فرصة الصعود إلى كأس العالم بنسبة كبرى.
استراتيجية مُحكمة
"إذا تحقّق برنامج إعداد جيّد، ومعدّلات بدنية قوية، واحتككنا مع فرق وأجرينا معسكرات داخلية وخارجية، نحقق المستحيل ونصل إلى الهدف".
بهذه الاستراتيجية والتكتيك، بعدما درس شخصية اللاعب المصري جيداً؛ قاد المدرب محمود الجوهري مصر إلى تصفيات نهائيات كأس العالم 1990. واليوم، تتوفر عوامل من هذا التكتيك؛ لكن تنقصها المعسكرات الجيدة والإعداد الجيد على المستوى الجماعي.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.