بما أننا خبراء تغذية، وصفنا أنفسنا بأننا من المهتمين باتباع العلم – ولكن في مكان ما على طول الطريق ركنّا إلى النقر على الإعلانات الخادعة وأصبحنا مأسورين بالإعجاب والمشاركة.
أراهن بأنك تمكنت على الأقل من تحديد واحد من تلك الهاشتاغات مؤخراً (وربما يكون اليوم): مثل هاشتاغ #cleaneating، أو #lowcarb، أو #paleo، أو #weightloss، أو #diet، أو #cheatmeal، أو #whole30. فهل من الممكن لهذه الإشارات أن تطيل من الأكاذيب المتعلقة بالطعام الصحي؟ وهل يجري استخدامها بشكل غير متعمد (وهو ما يعد أمراً سيئاً)، أو بشكل متعمد (وهو ما يُعد الأسوأ) من قبل الممارسين الصحيين حسني النية؟ فهل تؤذي هاشتاغات الحمية الغذائية صحتنا؟
هل تؤذي هاشتاغات الحمية الغذائية صحتنا؟
أشعر حالياً وكأننا نعيش في جحيم الهاشتاغ؛ حيث يندثر الأكل البديهي والأكل الصحي الأساسي والعلم. وربما يتمثل الأمر الأكثر إثارة للغضب في أن الممارسين الصحيين الذين يدّعون أنهم معارضون للحمية الغذائية يستخدمون تلك الهاشتاغات من أجل الترويج للأكل الصحي.
هل ينطوي نظام الهاشتاغات على معنى الموافقة؟
عندما يستخدم خبراء التغذية والممارسون الصحيون تلك الهاشتاغات الصحية من أجل الوصفات، فإن هذا يعني ضمناً أننا نوافق على الفكرة ونؤيدها. وربما يتسبب الهاشتاغ في حصول مقالٍ ما أو وصفةٍ ما على المزيد من المشاهدات، ولكن ما هي العواقب طويلة الأمد؟ فهذه الهاشتاغات تضر بمصداقية العلم وخبراء التغذية بما أنهم من دُعاة الصحة كما أنها تضر قطعاً بأتباعها – وهم هؤلاء الذين يزعم خبراء التغذية بأنهم يودون أن يشكلوا مصدر إلهام لهم كي يصبحوا بصحة أفضل.
وبما أننا خبراء تغذية، وصفنا أنفسنا بأننا من المهتمين باتباع العلم – ولكن في مكان ما على طول الطريق ركنّا إلى النقر على الإعلانات الخادعة وأصبحنا مأسورين بالإعجاب والمشاركة.
فهل يعتبر نظام الهاشتاغ أفضل من الوصفات المفيدة؟ لا. يعرف بالفعل الأشخاص المصابون بالداء البطني (الحساسية من مادة الجلوتين) ما إذا كانت الوصفة تحتوي على مادة الجلوتين أم لا – فهم ليسوا بحاجة إلى الهاشتاغ. وينطبق نفس الأمر على الأشخاص الذين يعانون من حساسية مشروعة من أي طعام آخر – فهم بالفعل يعرفون المكونات التي ينبغي عليهم تجنبها وكيفية الاستعاضة عنها. وإذا لم يكونوا على دراية بذلك، يمكنك دائماً تضمين ذلك في المقال بدلاً من نشر هاشتاغ بالحمية الغذائية المبتدعة.
أصادف العديد من الممارسين الصحيين الذين يقولون بأنهم يعتقدون أن "اتباع الحمية الغذائية لا ينجح"، وأنهم يؤيدون "تناول الأكل بحذر"، ولكن ينشر هؤلاء الأشخاص أنفسهم هاشتاغات بوصفاتهم الخاصة مثل #glutenfree، و#paleo، و#lowcarb. يتماثل هذا الأمر في الأساس مع موافقة على هذه الحمية – وهو الشيء ذاته الذي تقول بأنك معارض له. فهل يشاركون حالياً في اختيار الرسالة الشائعة المتعلقة بالأكل غير المرتبط بالحمية أو الأكل بحذر، أو أنهم لا يفهمون ببساطة أن الحمية الغذائية التي يتناولون فيها الأطعمة القديمة (حمية باليو) أو الأطعمة قليلة الكربوهيدرات؟
لم يثبت نجاح أي نوع من أنواع الحمية الغذائية
إن الاستسلام للحمية الجنونية التي تشمل نظام "تقليل نسبة الدهون" أو "النظام الخالي من مادة الجلوتين" أو "تقليل الكربوهيدرات" أو "حمية باليو" أو "البروتين العالي" أو "الأكل النظيف" يعد بمثابة التخلي عن العلم والتخلي عن اتباع الأشياء التي تساعدنا حقاً على أن نبقى بصحة جيدة. وبما أننا خبراء تغذية، وصفنا أنفسنا بأننا من المهتمين باتباع العلم – ولكن في مكان ما على طول الطريق ركنّا إلى النقر على الإعلانات الخادعة وأصبحنا مأسورين بالإعجاب والمشاركة. ولكي أوضح الأمر: هناك فرق كبير بين استخدام الهاشتاغ للإشارة إلى أنك تتحدث عن التأثيرات المضرة أو عدم جدوى بعض أنظمة الحمية الغذائية والتشجيع على اتباع الحمية الغذائية بالفعل.
فهل من الخطأ الترويج لنفسك على أنك من مناصري الأكل بحذر أو الأكل البديهي (على وجه الخصوص) أو أنك من مؤيدي حركة عدم اتباع حمية غذائية أثناء استخدام هاشتاغات الحمية الغذائية.
فإذا أخفقت جميع أنظمة الحمية الغذائية في مساعدة أتباعها على تقليل وزنهم على المدى الطويل، وظهرت عواقب بدنية وذهنية رئيسية جراء اتباعها، فكيف لنا أن نقول بأننا نساعد عملاءنا على البقاء بصحة جيدة؟ وكيف لنا أن نقول بأننا نعي مصالح عملائنا عندما يتجاوز معدل إخفاق أنظمة الحمية الغذائية 95% ويؤدي ازدياد الوزن إلى حالة صحية أسوأ؟
عندما تطلق على نفسك أنك من مؤيدي عدم اتباع نظام حمية غذائية فإن هذا يعني التخلي عن هاشتاغات الحمية الغذائية.
فهل من الخطأ الترويج لنفسك على أنك من مناصري الأكل بحذر أو الأكل البديهي (على وجه الخصوص) أو أنك من مؤيدي عدم اتباع حمية غذائية أثناء استخدام هاشتاغات الحمية الغذائية. فبغض النظر عن مدى شيوع وانتشار تلك الهاشتاغات، فباستخدامها نروج للفكرة القائلة بأننا بحاجة إلى الالتزام بنظام حمية معين كي نظل بصحة جيدة، أو نروج لما هو أسوأ من ذلك، وهو أننا بحاجة إلى فقدان بعض الوزن (أو نكون عند وزن معين)؛ كي نظل بصحة جيدة.
وسواء أكان هاشتاغ #cleaneating أو #lowcarb أو #paleo أو أي هاشتاغ آخر هو الأكثر تداولاً على الإنترنت في الوقت الحالي، ففي نهاية اليوم تظل كما هي ضمن أنظمة الحمية الغذائية – فهذا يعد ضمن الكذب المتعلق بتحسين صحتك أو المتعلق بإضفاء سعادة أكبر عليك، أو الذي يؤدي إلى أي شكل من أشكال فقدان الوزن بشكل مستدام.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The HuffPost، للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.