أقدار
قال: كلما عُدت ليلاً أجدني أسير بنفس الطريق شاخصاً ببصري لنفس البنايات القديمة مفعماً برجاء غامض.
قلت: سامحك الله إنما هي أقدار فُرضت علينا.
الخطاب
أمسكت بالخطاب وتحسست جوانبه، مُغلقاً على سر اكتويت بناره، وعندما عزمت على فتحه قهرني نعاس، وغمرني هدوء كبير.
الفقيد
جلس في منتصف السرادق، وانخرط في بكاء شديد على الراحل، فأسرع إليه أهل الفقيد لتطييب خاطره، ووجوههم تكتسي ألماً لبكائه.
صحبة
ثلاثون عاماً لم يقترب منها أو من عائلتها، فلما دنت نهايتها، لم يقبضها وحدها.
عقارب
نظرت لساعة يدي وقد اختفت عقاربها جميعاً فأصابني كدر، ثم سمعت صخباً وجلَبةً والناس في فزع كبير، سألت أحدهم فقال: عقارب كبيرة الحجم تنهش الناس وتفترسهم، انجُ بنفسك!
غروب الشمس
وجدته يمتطي ثوراً أبيض بقرنين أسودَين عظيمين وينطلق مسرعاً.. إلى أين؟!
قال: دعني فالشمس أوشكت على المغيب.
غوث
وجدته هائماً على وجهه أشعث غائر العينين، سألته: قال أحلم كثيراً وأصحو وقد نسيت كل شيء فمن يُغيثني؟!
قلب نابض
قال على الملأ: لم يعد في قلبي متسع لأحد، ثم أحكم إغلاق سترته ومضى غاضباً.
مردود
اصطدمت عند عودتي ليلاً بصندوق خشبي قديم، على سطحه كُتب "هذه بضاعتكم رُدّت إليكم" فحملته صاغراً.
النصيحة
سألته النصيحة فأعرض، وقال ممتعضاً: لا تسعَ وراء حتفك بيديك.
ساعة إجابة
"يحببّ فيك خلقه" فلما وافقت دعوتها ساعة إجابة، أحبته كافة الخلائق من الهوام والقطط والكلاب والعصافير والأطفال دون سن البلوغ.
عنفوان
رأيته فأشفقت عليه لكبر سنه، وسلّمت عليه بأطراف أصابعي خشية أن أؤذيه، فضغط على يدي كشاب في عنفوانه فتألمّت بشدة ورفعت رأسي إليه لطوله الفارع غير المألوف، فرأيت شفقة في عينيه.
نقطة ضعف
جلمود من رخام أملس لا سبيل إليه، اكتوى من الشوق، فتفتّت ثم ذاب ثم تبخّر كدخان في الهواء.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.