ملحوظة: التدوينة بالعامية المصرية
قال: مراتي جدعة وبميت راجل، بس نفسي أحس إني متزوج ست، نفسي تكلمني برقة وحنيّة وصوت واطي، نفسي لما تيجي تطلب مني طلب تطلبه بأنوثة وتدلّع علي، تاكل عقلي وتضحك عليّ برقتها.
والله، لو عملت كده أنا حاسس بإني مش هقدر أرفض لها طلب، نفسي لما أدخل البيت أحس بإني مرغوب فيّ، وإنها مشتاقة لي، وعايزة تحضني وتبوسني وتلبي طلباتي وتهتم براحتى…
ولو عملت كده، هيبقي سهل عليَّ جداً إني أساعدها في شغل البيت وتلبية طلباته. لكن إحساسي إنها بتديني أوامر وتعليمات بيخليني أرفض وأتململ.
نفسي لما تعترض على كلامي يبقى من غير تسفيه وسخرية وانتقاد وأحكام على شخصي،
أنا طبيعتي إني بتقبّل الرأي التاني، وبحب أسمع رأيها؛ لأنها ذكية وبتلفت نظري لحاجات ما باكنش واخد بالي منها.
بس أسلوبها في النهْر والنقد بيخليني أرفض أي حاجة بتقولها، نفسي تحسسني بإني موجود في حياتها وتاخد رأيي في كل صغيرة وكبيرة، مش لازم تنفذه، بس على الأقل أحس بإنها مهتمة وبتسمع رأيي.
أنا أصبح أُمنية حياتي إنها تبتسم في وشي، بقيت بحلم بيها وهي تتغنج عليَّ وتتمايل وتتراقص بين أيدي.
طريقة كلامها الجافة؛ أسلوبها في الكلام الخشن؛ طريقتها العدوانية المتحدية؛
نبرة صوتها العالية؛ ملامح وشها وهي بتتكلم واللي فيها تحدي وعِند، بتبرق وتدي إشارات بإيديها ووشها بتحسسني برغبتها الجوانية في الصراع والعدوان- بتحسسني بإني عدوها مش جوزها.
دي حتى ساعة اللقاء الحميمي، بحس بإنها تؤديه كمهمة رسمية، لما بتحس بإني عايزها
تقوم تستحمى وتلبس لبس حلو وتقولي: هيت لك… من غير روح، من غير رغبة!
نفسي أشوف في عينيها الرغبة زي ما أنا راغب فيها.
يا دكتورة، أنا بحبها، بس نفسي أحس بإني متجوز أنثى، أنا عارف إننا كرجالة أسلوبنا ممكن يبقى كده، ولا أنكر إني كتير ببقى معاها كده، بس أنا فقدت انجذابي ليها ورغبتي في إني أقعد معاها أو أتكلم معاها أو حتى أنام معاها…
بحس بإني بكلم واحد زميلي في الشغل وزميلي دا فيه صراع بيني وبينه على ترقية؛ فبنحارب في بعض!
بتلفت نظري جداً أي بنت بتتكلم معايا برقّة وذوق وحنيّة، وببقي ضعيف أدامها، قوليلي أعمل إيه؟
***
مشكلة كبيرة بلاحظها في بنات الجيل الجديد، بقت قوية وجدعة وبميت راجل، لكن فقدت أنوثتها الفطرية بين يدي الرجل.
وأنا دايما بنصح البنات: خليكي قوية من جواك.. من إحساسك الجواني بإنك قادرة على إدارة حياتك وحياة أولادك بمنتهى الكفاءة. لكن بين إيدين زوجك خليكي أنثي، ناعمة، رقيقة، حنونة، ضعيفة.
البنات بتقولي: صعب جداً يا دكتورة أتغير؛ لإني ما اتعودتش أكون كده. ودا لأن فيه قناعات اتربت جوانا على إن الأنوثة دي ضعف أو قلة أدب، لدرجة إن بعض البنات بتحس بالإهانة لما بتعمل كده وكأنها ست شمال مثلاً، أو إنها ست ضعيفة!
القناعات دي فعلاً مغروسة من التربية ومن المجتمع ومن أفكار الإعلام والأفلام والمسلسلات اللي خلت الست اللي بتعمل كدة ست ليها أغراض دنيئة، أو عايزة تضحك على الراجل لأهداف سيئة أو إنها ست مستأجرة.
البنات ممكن تكون اهتمت اهتمام مبالَغ فيه بشكلها الخارجي وأنوثتها الخارجية، لكنها لم تهتم بأنوثتها من الداخل.. من قلبها وحنانها ورقتها، بتكون عاملة زي الرقّاصة الشَّلَق، عاملة في نفسها البِدع من برة ونافخة ولابسة وشافطة وحاطة ميك أب رهيب، بس لما تتكلم تحس بإنها راجل!
التغيير صعب، لكن ممكن.. البنات مثلاً عمرها ما اتعودت تكون أم، بس أول ما بييجي طفلها بتتعود إنها إزاي تلاعبه وتتكلم معاه بلغة طفولية محببة، أو إزاي تهدّيه لما يبكي، أو إزاي تحسس عليه وتحرك جسمه وهي بتغيّر له أو بتحميه بنعومة وحنية.
الأسلوب دا بيبقي صعب عليها في البداية، بس هي بتتعود مع الوقت إنها بتتعامل مع ابنها بأمومة وطفولة غير لما بتتعامل مع حد كبير.
البنت برده ممكن تتعلم إزاي تتعامل مع جوزها، في البداية هيبقي صعب، لكن مع الوقت هتتعود على الأسلوب دا.
إحنا عندنا مرونة عالية إننا بنقلب لما نلعب أدوار مختلفة، يعني تلاقي الست وهي أم، غير لما تتعامل مع زميلة في الشغل، غير لما بتتعامل مع المدير، غير لما بتتعامل مع العامل أو البياع،
غير لما بتتعامل مع الأب أو الأم.
إحنا بشكل أو بآخر وبشكل لا إرادي تماماً، بنرسم طريقة التعامل مع كل شخصية على حدة،
ودي حاجة محتاجاها البنت كتير في بداية العلاقة مع شريك حياتها.
إنها ترسم من البداية أسلوب مميز أنثوي في التعامل معاه؛ علشان تقدر تحافظ عليه، ويبقى بعد كده أسلوبها التلقائي معاه.
الراجل ضعيف أدام الأنثى، فكوني له أنثى تكسبي عقله وقلبه وحياته.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.