السرطان والسكر أصدقاء

تحصل على السكر (الكربوهيدرات) ثم السكر يتحلل إلى البيروفات، ولإكمال عملية الحصول على الطاقة وبوجود الأكسجين تكتمل عملية الاستقلاب داخل مصنع الطاقة الميتوكندريا، وفعلياً العملية تمر بخطوات معقدة وتحتاج إلى وقت، بينما الخلية السرطانية تحصل على السكر (الكربوهيدرات) ويتحلل بعملية التحليل السكري إلى حمض اللاكتيك، البيروفات لا يشق طريقة إلى الميتوكندريا؛ لأنها على الأغلب في الخلايا السرطانية متطفرة أو معطلة، فيتحول كل البيروفات إلى حمض اللاكتيك الذي يتراكم ويهيئ بيئة حامضية مناسبة لنمو الخلايا السرطانية السريع

عربي بوست
تم النشر: 2017/08/01 الساعة 07:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/08/01 الساعة 07:51 بتوقيت غرينتش

كثيراً ما وردتني أسئلة عن علاقة السرطان بالسكر، وهل فعلاً إن السكر غذاء الخلايا السرطانية؟ ولكن التفسير العلمي لهذا الموضوع ليس سهلاً على غير المتخصصين؛ لذلك سأشرح بطريقة مبسطة عن علاقة الصداقة الحميمة بين الخلايا السرطانية والسكر، وعن طريق صورة صممتها حتى أسهل عملية الفهم لدى الجميع..
تاريخياً..
حاز العالم الألماني ورابورغ جائزة نوبل للطب عام 1931 عن اكتشافه بأن الخلايا السرطانية تعشق السكر وتقوم بتحليله إلى جلوكوز بكميات أكبر وأسرع من الخلايا السليمة ومن خلال رصدها بمواد مشعة ومراقبتها بالمجهر..
لماذا؟

لاحظوا الصورة المرفقة:

الخلية السليمة

تحصل على السكر (الكربوهيدرات) ثم السكر يتحلل إلى البيروفات، ولإكمال عملية الحصول على الطاقة وبوجود الأكسجين تكتمل عملية الاستقلاب داخل مصنع الطاقة الميتوكندريا، وفعلياً العملية تمر بخطوات معقدة وتحتاج إلى وقت، بينما الخلية السرطانية تحصل على السكر (الكربوهيدرات) ويتحلل بعملية التحليل السكري إلى حمض اللاكتيك، البيروفات لا يشق طريقة إلى الميتوكندريا؛ لأنها على الأغلب في الخلايا السرطانية متطفرة أو معطلة، فيتحول كل البيروفات إلى حمض اللاكتيك الذي يتراكم ويهيئ بيئة حامضية مناسبة لنمو الخلايا السرطانية السريع، وبالتالي يعيق عمل جهاز المناعة.

ولأن الخلية السرطانية مستعجلة جداً للنمو والانقسام فهي تحتاج كميات عالية من الطاقة والتي تحصل عليها وبسرعة من عملية التحليل السكري دون الحاجة إلى العمليات الاستقلابية المعقدة الأخرى، والتي تحتاج إلى الوقت؛ لذلك يعرف عن الخلية السرطانية بأنها جائعة للسكر.

في الحالة الطبيعية لاحظ العلماء أن السكر بشكل عام يعمل على تقليل عدد الخلايا المناعية بنسبة 38% بعد ساعة واحدة من تناول كمية كبيرة من السكر، ويحتاج جهاز المناعة إلى خمس ساعات أخرى حتى يعود إلى وضعه الطبيعي.

وبالتالي الإفراط في تناول الكربوهيدرات أو السكريات بشكل عام يزيد من نشاط البنكرياس لإفراز الأنسولين، ومستقبلات الأنسولين موجودة في الثدي والبروستات وبطانة الرحم والبنكرياس؛ لذلك يرتبط كثيراً السكري بسرطان هذه الأعضاء وكذلك يرتبط زيادة تناول السكريات بشراسة السرطان ومقاومته للعلاج لهذه الأعضاء.

هذا لا يعني أن باقي الأعضاء بسلام؟!

لأن زيادة السكر في الجسم وعدم قدرة الجسم على استقلابه يزيد من تحويله إلى شحوم، بالتالي يزيد من فرص الإصابة بالبدانة، التي هي من أهم مسببات السرطان.

ولكن ما هو البديل؟

عدم اللجوء إلى السكريات المصنعة، بل التقليل من استهلاك الكربوهيدرات بشكل عام، بما في ذلك السكر الأبيض والطحين والعصائر الصناعية، واللجوء إلى العسل والفواكه الغنية بالسكريات الطبيعية.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد