البوركيني لباس بحر نسائي، لكنه تحول لموضوع جدل واسع في بلدان مختلفة؛ ففي فرنسا مثلاً، فرض حظر هذا اللباس في بحورها بدعوى أنها دولة علمانية، لدرجة إجبار إحدى المصطافات في أحد شواطئ نيس على خلعه، وتم حظره في النمسا وسويسرا أيضاً؛ لأنه لباس ذو رمز يحيل على الإسلام.
لكن حتى المسلمين (أو بعض المسلمين)، لا يعتبرونه لباساً شرعياً، فيقول أحد باحثي الأزهر: إن البوركيني لا يمكن تسميته بالمايوه الشرعي، وإن التعبير بدعة من مسميات المتأسلمين، وإنها ليست سوى تسمية تجارية رخيصة للمتاجرة باسم الشرع والدين.
وهناك من يقول إنه لباس يلتصق بجسم المرأة ويحدد عورتها، وهذا لا يجوز في الدين الإسلامي، وحتى في الدول الإسلامية، يمنع هذا اللباس في حمامات السباحة الخاصة كالأوتيلات والنوادي، بدعوى أنه لباس يحمل الجراثيم، رغم أنه صنع من نفس ثوب المايوه المكون من قطعة واحدة، أو قطعتين المعروف.
البوركيني إذن لباس مرفوض في الغرب؛ لأنه يرمز للديانة الإسلامية، وفي الشرق؛ لأنه لا يمثل اللباس الشرعي الإسلامي، وكأننا في العصور الوسطى؛ حيث يفرض على المرأة زي ولباس معين، ورغم أننا في القرن 21؛ عصر الحرية الفردية والحق والحداثة والديمقراطية، فإننا في الحقيقة ما زلنا نرى تصرفات تجعلنا نعيد التفكير في تعاملنا مع هذه الحريات؛ البوركيني لباس بحري فقط، له معجباته في الدول الإسلامية وغير الإسلامية؛ لأنه لباس يحمي من أشعة الشمس الفوق بنفسجية، ولأنه يغطي جسم المرأة، وهناك نساء غير مسلمات أو محجبات يفضلن عدم الظهور عاريات، لا لنيّة دينية، ولكن قد يكون لعدة أسباب أخرى، كالتي تملك جسماً ممتلئاً أو ندوب حروق، أو آثار عملية الولادة، لكنها ترغب بالذهاب والاستمتاع بالبحر والسباحة مع عائلتها وأولادها وأصدقائها.
وفي الأخير، هو لباس مثل التنورة والسروال والبذلة، فقط نحن من أعطاه الحجم الذي هو عليه اليوم، وحتى في الدول التي تدعي ممارسة وتطبيق الحرية، لم تستطِع تحمّل هذا اللباس والحرية في ارتدائه من عدمه.
والسؤال المطروح هو: لماذا يثير هذا اللباس الجدال مع حلول كل فصل صيف؟ ولماذا يصر معارضوه على إعطائه طابعاً دينياً؟ ولماذا يرفضونه في الدول الإسلامية رغم أن غض البصر قد يحل المشكلة وتستطيع النساء السباحة؟
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.