كيف تُحدث تغييراً إذا لم تكن تملك شيئاً؟! كيف بإمكانك حتى أن تتخيل مستقبلاً مختلفاً؟ كيف بإمكانك إيجاد صوت أعلى من المجتمع المحيط بك؟
في العديد من المجتمعات حول العالم يواجه الناس أهوال الصراعات والفقر وانعدام المساواة، ويجبر العديد من الناس على الانتقال، تاركين ما يعلمون إلى ما يجهلون، لا يملكون شيئاً سوى الملابس التي يرتدونها وربما بعض الحاجات.
يصعب على بعض الناس تصور العيش دون منزل أو تعليم أو مياه جارية وكهرباء. لكن بالنسبة للملايين من البشر حول العالم هذا هو الواقع.
عملتُ في هذه المجتمعات طوال العقد الماضي وأدركت أنه يجب ألا يكون لديك قدر هائل من المال لإحداث تأثير إيجابي عميق في المجتمع الذي تعيش به.
عندما كنت في كولومبيا بمدينة ميدلين، أخبرني فنان هيب هوب شاب: "لولا الهيب هوب لكنت ميتاً الآن، أعطاني الهيب هوب خياراً آخر في الحياة وأنا ممتن لذلك حقاً".
هذه هي المدينة التي مزقها عنف عصابات المخدرات، مدينة بابلو أسكوبار الشهير. عُرفت المدينة بالعنف ولم يزد العمر المتوقع للشباب فيها أكثر من منتصف العشرينات. لكن الشباب لم يريدوا هذا الواقع لأنفسهم ولا لمستقبلهم.
قرروا متأثرين بثقافة الهيب هوب بنيويورك في الثمانينات، تأسيس حركة الهيب هوب الخاصة بهم في جميع أرجاء المدينة.
بدأت هذه الحركة حرفياً بشباب صغار السن يغنون الراب، حاملين مسجلات صوت عملاقة ويؤدون رقصات البريك دانس في الشوارع.
واليوم، هناك 2500 فرقة هيب هوب في المدينة. الهيب هوب يوحد الناس ويجمعهم معاً.
والآن، لأول مرة، هناك خيار آخر للشباب في ميدلين لاتخاذ طريق آخر في الحياة.
ثم ذهبت إلى أوغندا وقابلت إم سي بيني. كان "بيني" يأخذ الهيب هوب في اتجاه آخر مع مجموعته المكونة من 15 مغني راب بالمنطقة التي مزقتها الحروب في جولو بريف أوغندا.
لدى "بيني" مشروع زراعة هيب هوب، يربي وينتج النحل في مزرعته. يدير 15 فنان هيب هوب المزرعة، والمال الذي يجنونه من بيع منتجاتهم يساعدهم على إيصال الهيب هوب إلى السجن المحلي.
السجناء الذين يشتركون في دروس الهيب هوب لا ينتهي بهم الأمر إلى السجن مجدداً، بدلاً من ذلك عندما يخرجون من السجن يذهبون للبحث عن "بيني" ومزرعة الهيب هوب خاصته. ويصبحون جزءاً من المجموعة.
هذان مثالان فقط يخبرانك بكيفية صنع شيء من لا شيء، فقط أنت وإرادتك وشغفك لتكون مثالاً أفضل للآخرين في مجتمعك.
– هذه المادة مترجمة عن النسخة البريطانية من "هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، من هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.