لقد مر أسبوعان منذ عودتي إلى مضادات الاكتئاب. القرار الذي تأخر 6 أشهر، ليس فقط بفضل عنادي، ولكن بسبب الخوف من إخبار صاحب العمل أيضاً.
أنا لست الوحيدة التي تحتاج إلى المعالجة من أمراض الصحة العقلية بمكان العمل، في يناير/كانون الثاني أفادت مؤسسة الصحة العقلية بأن أمراض الصحة العقلية هي السبب الرئيس للغياب عن أماكن العمل فترات طويلة في معظم البلدان المتقدمة.
مع مضادات الاكتئاب يأتي الإرشاد النفسي، ومع الإرشاد النفسي غالباً ما تأتي الحاجة الملحة لكي تطلب من صاحب العمل اقتطاع فترات منتظمة من وقت العمل، خاصةً إذا كنت غير قادر على حجز جلسات نفسية خارج ساعات العمل.
لا يعني هذا أن رب عملي ليس متفهماً وداعماً ومثقفاً على نحو كافٍ بشأن مسألة الصحة العقلية. في الواقع، هناك رسائل إلكترونية داخلية منتظمة حول مخططات الإرشاد النفسي الداخلي وخطط المعيشة الصحية المختلفة المتاحة لجميع الموظفين. ولكنه الضغط الذي نضعه على أنفسنا لنصبح موظفين مثاليين.
حاشا لله أن نطلب إجازة مَرضية؛ لأن قلقنا المستعر يثبّتنا في الفراش كل صباح.
بعض الأيام أصعب من غيرها فكيف يمكن للمدير أن يكون حساساً لمستويات الاكتئاب التي يستحيل معها أداء العمل والتي يمكن أن تصير بلاءً على حياتنا اليومية؟ ومن الطبيعي أيضاً اعتقاد أن العلم بشأن أمراضنا العقلية سيجعل زملاءنا يشككون في قدرتنا على أداء وظائفنا.
في الواقع، فإن 45% من جميع الأستراليين سيعانون شكلاً ما من أشكال أمراض الصحة العقلية في حياتهم، مع ما يقرب من واحد من كل خمسة من السكان يُعتقد أنهم يعانون شكلاً من أشكال أمراض الصحة العقلية كل عام. لذلك، فإن فرصة كونك الموظف الوحيد في شركتك الذي يعاني بصمت تتضاءل إلى لا شيء.
في الواقع، وفقاً لتقارير مؤسسة Heads Up، فمن المرجح أن واحداً من كل 5 موظفين سيعاني حالة متعلقة بالصحة العقلية في وقت من الأوقات.
ليس ذلك فحسب، ولكن الكذب الأبيض الذي قد نعتمد عليه للحصول على أيام الراحة التي نكون في أشد الحاجة إليها يمكن أن يتراكم ليحولك إلى شخص غير جدير بالثقة، شخص لا يمكن الاعتماد عليه، أكثر بكثير مما سيحدث حين تقول الأسباب الحقيقية لذلك.
أنا متأكدة من أن أرباب العمل السابقين قد افترضوا أنني ثملة عندما أكون -في الواقع- لا أسيطر على نحيبي؛ لأنني أحاول فهم كل الطرق التي يخطط بها العالم الخارجي "ليتمكن مني". ولكن ذلك لا يحتاج سوى لمكالمة هاتفية تشرح السبب.
غيرت الكثير من أصحاب العمل منذ أول مرة أتناول فيها مضادات الاكتئاب، وحتى أستجمع شجاعتي لأخبر مديري السابق استغرقت أشهراً. كنت قد دُعيت إلى اجتماع تأديبي بسبب استمراري في الوصول متأخرة، وهو الاجتماع الذي انهرت فيه وأوضحت أن جلساتي الإرشادية ما زالت مستمرة. وعلى الفور، تم وضع خطة للأيام التي أحضر فيها جلسات CBT cognitive behavioural therapy (العلاج السلوكي المعرفي)، وكانت الأمور سرية وأخذت كل الوقت الذي أحتاجه.
إلا أن الدعم لم يجعله أقل إرهاقاً. لذا، مثلما يعرف أي شخص مصاب بمرض عقلي، فإن الحاجة إلى إخبار أي شخص جديد بأعراضك، حتى ولو بأصغر الحقائق، يشبه إلى حدٍ ما تلقيك لكمة في معدتك مراراً.
من الممكن أن يكون من المحرج أن تعترف بأن حياتك ليست على أكمل وجه خارج ساعات العمل، وسوف يبدأ "مرضك الخفي" بالتأثير عليك من الساعة التاسعة إلى الخامسة. بالتأكيد، كنت تنوي تعويض أي وقت بشكل كامل، ولكن إذا كنت تعاني أي شكل من أشكال القلق، فيمكن لعامل الشعور بالذنب أن يكون كافياً ليمنعك من أن تكون صادقاً مع رب عملك.
التحدث لرئيسك في العمل وجهاً لوجه هو الخطوة الأكثر إيلاماً، ولكن هذا شيء يستحق الذكر قبل أن تُدعى إلى محادثة عارضة خلال تقديم المشروبات بعد ظهر يوم الجمعة.. ثق بي.
كن صادقاً، وخذ روشتة الطبيب معك إذا كنت تشعر بالتوتر بشأن عدم أخذك على محمل الجد.
كما اكتشفت مادلين باركر روز مؤخراً، عندما ردَّ رئيسها التنفيذي على صراحتها في المكتب، حين قالت: "سآخذ اليوم وغداً للتركيز على صحتي العقلية، آملةً أن أعود الأسبوع المقبل منتعشة والعودة بنسبة 100%".
انتشر رد رئيسها منذ ذلك الحين انتشاراً فيروسياً، وذلك لجميع الأسباب الصحيحة: "أنتِ قدوة لنا جميعاً، وتساعديننا على قطع الطريق على الشعور بالعار حتى نتمكن من تحضير أنفسنا للعمل".
بالنسبة لي، كانت لي قصة مشابهة. وقد كان مديري متفاهماً وداعماً للأيام التي أحتاج إلى العمل فيها من المنزل؛ خوفاً من الخروج خارج الباب الأمامي. لم يكن يسأل الكثير من الأسئلة، وكان لديه سياسة الباب المفتوح التي أحتاج إليها.
نصيحتي: إذا كنت تحاول العمل على استجماع شجاعتك للحديث عن مرضك العقلي في مكان العمل، فحضر المقابل. وأخبر صاحب العمل عن ظروفك، ولكن كن على استعداد للعمل تعويضاً للأيام السيئة.
وإذا أخفقت في ذلك، وكانت أمورك الاقتصادية تسمح، فأخبرھم بأن عليك الالتزام بذلك؛ لأن رعاية صحتك العقلية ھي أولوية قصوى.
– هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأسترالية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.