منذ نشأة وسائل التواصل الاجتماعي وهي قد أثرت على الحياة الشخصية والمهنية على حدٍ سواء، سلباً وإيجاباً. أُنشئ أول موقع للتواصل الاجتماعي بالشكل المتعارف عليه في عام 1997. نعم! كان ذلك قبل 20 عاماً. وكان الموقع يسمى "ست درجات" وكان أول موقع على الإطلاق بشبكة الإنترنت الرئيسة يسمح للمستخدمين بإنشاء التشكيلات والمصادقة مع الآخرين، للتواصل والبقاء على اتصال. كما سمح الموقع للأشخاص الذين لم يكونوا مسجلين كمستخدمين بتأكيد الصداقات وكان ذلك تقدُّماً كبيراً، مع الاعتبار أن كل ذلك كان عام 1997.
غير أن هذا تغير تماماً. وقد زاد الولوج إلى الإنترنت والتكنولوجيا زيادة هائلة؛ ما أدى إلى إدخال المزيد من شبكات التواصل الاجتماعي الجديدة. في عام 2003، اتخذت شركة الإنترنت نهجاً أكثر جدية للتواصل الاجتماعي. وجاءت أول شبكة اجتماعية مهنية في العالم وهي LinkedIn، وكان الغرض الرئيس هو ربط المهنيين والشركات معاً، وحقق نجاحاً كبيراً؛ لأن كثيراً من الناس كان لديهم إمكانية للوصول إلى الإنترنت.
في العام نفسه، بدأت شركة إنترنت أخرى شبكة اجتماعية مع هدف مختلف قليلاً من LinkedIn. وكان هدفهم ربط المستخدمين دون ضجة التسجيل من خلال خط إنترنت مشفر. كل ما يحتاجونه هو عنوان البريد الإلكتروني. تم تسمية الموقع باسم MySpace، وحقق نجاحاً حقيقياً وأوح بمجموعة من التطبيقات الأخرى، من ضمنها Mxit، وMSN Messenger، وGoogle Chat، واثنان من العمالقة هما تويتر والفيسبوك.
نعيش في عالم يُعتبر فيه البقاء على اتصال هو الأولوية رقم واحد. يحدث هذا بالتزامن مع إبقاء وسائل التواصل الاجتماعي لك عالِماً بما يدور حولك، من دون مزاح. تُتقاسم معظم المعلومات عبر الشبكات الاجتماعية قبل أن تذاع في الأخبار أو أن تذهب للطباعة. وهذا يعني أن معظم الناس يعتمدون في الوقت الحاضر على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر للمعلومات أكثر مما يعتمدون على الصحف والتلفزيون؛ الأمر الذي يثير التساؤل عن مدى الموثوقية التي يمكن أن تكون في وسائل التواصل الاجتماعي.
في الواقع، لقد رأينا بعض وكالات الأخبار والإعلام ذات السمعة الطيبة التي تُبلغ عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر وحيد لها. في بعض الأحيان، يمكن أن تستخدم لخصائصها الفريدة والمميزة؛ مثل الوسوم hashtags التي اجتاحت تويتر كالعاصفة بالأمس وضمن ذلك #TshwaneUnrest، #PaidTwitter، #WarRoom ومجموعة من الحسابات الأخرى التي أُنشئت لتشويه سمعة بعض الأعضاء والأحزاب السياسية.
يمكن أن يسبب هذا بعض الأضرار بسمعة الأشخاص والأطراف المعنية. وكشفت دراسة حديثة أن التنمر على وسائل التواصل الاجتماعي له آثار سلبية على ثقة الفرد واحترام الذات. إن جوهر حرية التعبير يعطي الجميع فرصاً متساوية وغير متحفظة للتعبير عن أنفسهم دون انتهاك حقوق الآخرين. ولكن ما تقوله اليوم، قد يكون له تأثير أبدي على الشخص المتلقي.
– هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الجنوب إفريقية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.