بمجرد أن تأكدت رحلتي إلى إفريقيا، سارع العديد من أحبابي الأعزاء للتعبير عن مخاوفهم؛ "أليس المكان هناك خطراً؟"، "ماذا لو خُطفت؟"، "لن آخذ الكاميرا معي في كل مكان لو كنت مكانك!".
كانت آخر جملة بالذات غريبة بشكل خاص؛ لأنني مصور حر والكاميرا هي الأداة التي يمكنني استخدامها لرواية القصص.
لا أُنكر أن قلق الجميع لعب في ذهني. وصحيح أن عقلك، إلى حدٍ ما، يعكس تفكير مَن حولك. اربط هذا مع الصور السلبية للأوضاع في إفريقيا المُصدَّرة من قِبل وسائل الإعلام- بدأت أشعر بالضعف في الركبتين.
حرب.. فقر.. خراب.
في الوقت الذي لمست فيه أقدامي التربة الإفريقية، جزء من نفسي بدأ لي العد التنازلي بالفعل حتى اليوم الذي سأعود فيه إلى المنزل. كنت خائفا قليلاً، ولكن الأفكار السلبية المسبقة عن القارة الغارقة في الشمس تبددت بسرعة.
أحد البلدان التي زرتها كانت ناميبيا، وهي بلد ممتع لكل الحواس. كان السكان المحليون حيويين ومنطلقين بشكل لا يُصدَّق. الشوارع صاخبة باستمرار -صوت أبواق، لعب موسيقى، وثرثرة متحمسة- سيمفونية حياة جميلة.
ولكن، كانت المناظر الطبيعية هي ما أخذت أنفاسي. وخلافاً للصور الموجودة في وسائلنا الإعلامية، القارة الإفريقية بعيدة كل البعد عن الخراب والإهمال. خلال السفر عبر صحراء ناميبيا، أحيت الشمس التي لا ترحم، الطبيعةَ بأكملها حولنا.
الرمال تتوهج كالذهب بشكل مذهل، وتمتد الكثبان الرملية التي لا نهاية لها حتى الأفق. كانت السماء زرقاء داكنة وخالية من السحاب بشكل لا يُصدَّق. خلال اتجاهنا إلى المحيط الأطلسي، جلبت لنا الرياح الباردة القادمة من المحيط راحةً جميلة، وبالمثل كان الماء له اللون الأزرق نفسه مثل السماء.
بدأت الحياة النباتية تظهر ببطء في النسيم، مغطيةً الجبهة الشاسعة أمامنا. سار غزال أمامنا تاركاً آثار أقدام مؤقتة في الأرض.
كان الناس سيعذرونك لو ظننت أن المشهد الذي أمامك مرسوم ببراعة على لوحة. وبينما وقفت في رهبة، بدأ شعور من التقدير العميق يملأ وجهي.
يلعب الخوف جزءاً كبيراً في حياتنا. وفي كثير من الأحيان، يشكِّل عقبة تعوقنا عن التقدم والنمو.
الآن لا تفهمني بشكل خاطئ، لقد رأيت بعض الأمور المثيرة للقلق حقاً. منازل شانتي ذات أسقف مملوءة بالأسبستوس، وأكوام من القمامة تحترق على جانب الطريق، و9 مراحيض لـ35.000 نسمة في إحدى المدن!
لكن، كان هناك جمال خفي، كان سيغيب عني لو كنت استسلمت لأصوات الخوف والقلق، وخاصةً في ناميبيا.
للأسف، العالم الحقيقي ليس مثلما تنشر وسائل تواصلنا الاجتماعي. لا يمكننا أن ننظم ما نراه أو نختار ما نختبره. هناك قضايا سوف تخيفنا، وتختبرنا، وتتحدانا. هذا أمر مسلَّم به.
ومع ذلك، فإن مقاومة الخوف بدلاً من الخضوع له قد تكشف عن الجمال الخفي الذي ربما لم تلاحظه من قبل.
لرؤية المزيد من مواضيع ريان اضغط هنا.
– هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأسترالية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.