ليس بالأسلوب السهل، ولكن أعِدكم بأن ينجح.
تلقيت اتصالاً هاتفياً من أحد الأصدقاء المقربين في نهاية الأسبوع، وكنت أقود السيارة، ولذا فتحت مكبر الصوت، وتفاجأت بالوحشية التي استهل بها حديثه.
بدأ حديثه قائلاً: "هل يُعقل مطلقاً أن تكره شخصاً ما؟ كما لو كنت تكرهه بكل جوارحك؟ وبهذا القدر الذي لا يمكن معه العثور على أي صفات تعويضية في هذا الشخص، أو أي شيء يمكنهم قوله أو فعله من شأنه أن يجعل هذا الشعور يتلاشى؟".
لحسن الحظ كنت بمفردي، وعلى الطريق السريع.
وأجبت قائلاً: "حسناً، هذا الأمر يعتمد على الشخص؟".
كان صديقي بالخارج رُفقة ابنه الصغير وزوجته السابقة في حفلة بالقرب من المنزل، وانفصل صديقي عن والدة ابنه منذ سنوات قليلة، وكانت العلاقة ودية، ولكن يمكن أن تنقلب الأمور على نحو سريع، وتخليا عن بعضهما البعض.
واستمر في توجيه الحديث إليّ بأنه وزوجته السابقة تشاجرا بشدة بسبب أمر صغير وتافه (لا أتذكر حقاً السبب في هذا الشجار حالياً)، وأفسد الشجار يومهما وأثّر سلبياً على الوقت الذي أمضياه معاً مع طفلهما، وهو الوقت الذي أعرف أنه يفضله على كل شيء في حياته.
وفي بعض الأحيان، يكون من الصعب جداً علينا -وخاصةً الرجال- التعرف على السبب في المشاعر التي تراودنا بطريقة معينة تجاه شخص أو حدث أو موقف يصادفنا.
فكرت في الأمر قليلاً، وبدأنا في الحديث حول ذلك.
نُصادف أولئك الأشخاص وتلك الأحداث والمواقف في حياتنا، وهو الأمر الذي يُزعجنا بالفعل، ويثير بداخلنا مشاعر سلبية ومدمرة، ونود لو أن ذلك الشخص أو الشيء اختفى من الوجود، أو أنه لم يحدث بهذه الطريقة، لكان كل شيء أسهل للغاية! أليس كذلك؟
عندما تدفعنا هذه المشاعر القوية، فهي تثير بداخلنا مشاعر السلبية، فنصبح متوترين، ويرتفع ضغط الدم لدينا، وقد يكون من السهل فُقدان السيطرة على أنفسنا؛ لأن هذه العواطف تنفُذُ إلى أفكارنا وأفعالنا، ويمكن لذلك أن يؤدي بنا إلى التعامل بالعديد من الطرق المدمرة، مثل الشُرْب أو المداواة ذاتياً، أو أن تُصبح عنيفاً أو متعسفاً، أو أن تتخلى عن كل هذا.
ولكن هناك أسلوباً يمكن من خلاله تحْييد هذا الشعور بطريقة أكثر إيجابية، والسيطرة عليه، وتكوين منظور تجاه ذلك الحدث أو الشخص الذي دفع بنا إلى الحافة، ولا يعتبر هذا الأسلوب من الأساليب السهلة ولكن أعدكم بأن ينجح.
فاعثُر على طريقة تعبر بها عن امتنانك لهذا الأسلوب.
عندما تحدثت إلى صديقي، سألته عما إذا كان هناك شعور وحيد يخالف تماماً شعوره تجاه زوجته السابقة، فما هو ذلك الشعور؟ وأين يمكن أن يعثر على ذلك الشعور في حياته كنتيجة مباشرة لها، أي الشخص الذي يشعر تجاهه بهذا الشعور السلبي؟
وبعد لحظة من التفكير، كانت إجابته بسيطة، الحب وطفله الصغير.
وأدرك أنه لولا زوجته السابقة، لم يكن ليحصل على أكثر الأشياء قيمة بالعالم بالنسبة له، وهو الشخص الذي يجلب له أكبر قدر من الحب والسعادة والفرحة، وبدا الأمر جنونياً كي أستهل كلامي بذلك، ولكن على الأقل، إذا لم تتواجد زوجته السابقة في حياته، لم يكن ليُنجب طفله الصغير، ولذا يُمكنه على الأقل أن يشعر بالامتنان تجاهها لهذا السبب.
في بعض الأحيان، يكون من الصعب جداً علينا -وخاصة الرجال- التعرف على السبب في تلك المشاعر التي تراودنا بطريقة معينة تجاه شخص أو حدث أو موقف يُصادفنا، فالنتيجة الأكثر إيجابية عندما نجد أنفسنا في مثل هذه المنطقة من الشعور السلبي تتمثل في قضاء الوقت في تحْييد هذه المشاعر من خلال التدقيق في التفاصيل العميقة والبحث في حياتنا عن النقطة التي حدث عندها عكس هذا تماماً؛ لأن هذا الشخص أو الحدث تواجد في حياتنا.
فعندما نكتشف أو نشعر حقاً بالامتنان تجاه ذلك الشخص أو الحدث؛ لأنه تسبب في ذلك، فإننا نتخطى الأمر، بدلاً من أن نُخفي الأذى الذي تعرضنا له، أو أن نكتم مشاعرنا بأساليب أخرى.
وعندما بدأ صديقي يدرك قدرته على فِعْل هذا، أدرك أنه يمتلك أشياء كثيرة تُشعره بالامتنان تجاه زوجته السابقة بقدر الأشياء التي تُشعره بالامتعاض، وأصبح بإمكانه تحديد الدوافع التي جعلته يمتلك هذا الشعور السلبي تجاهها.
وبعدها تذكّر المشاعر المأساوية والمُعاكسة التي حدثت أيضاً خلال حياته كنتيجة مباشرة وحوّلت هذه السلبية إلى امتنان خالص تجاهها على وجودها في حياته، وعند هذه اللحظة، لم يشعر تجاهها بالكُرْه مرةً أخرى، وحايد الأمور.
فلا بأس من أن تراودنا مشاعر سلبية قوية تجاه شخص أو شيء ما، أو أن نكره بكل جوارحنا، ولكن من المهم أن نفهم أن هذا لا يخدم أي غرض من الأغراض، غير أنه يؤثر على صحتك ويُشتت تركيزك عن الأشياء التي يمكنك الشعور بها، وهي المشاعر العكسية تماماً في الوقت الراهن، وهو ما يُعد نتيجة مباشرة لذلك الشخص أو الحدث أو الموقف، وكل ما عليك فعله هو التعرف على السبب كي تشعر بالامتنان تجاهه.
فيا لها من نصيحة بسيطة، وواحدٍ من الأساليب الأكثر قيمة التي صادفتها؛ لذا حاول تجربتها، وشاركها مع شخص ما تعتقد أنه سيستفيد منها.
– هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأسترالية لموقع هاف بوست ، للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.