لا شيء يعطي للمرء إحساساً بالإشباع الداخلي والسلام مثل الفهم الواضح للنهاية للوجهة التي يتوجهون إليها.
لاحظ روبرت براين مرة "أن الهدف من الحياة هو عيش الحياة لهدف".
للوصول إلى مكان ما، تحتاج إلى تعريف هدفك، هذا أمر جوهري، وكلما عرفته مبكراً كلما أصبح كل شيء أوضح، حياة بلا هدف هي حياة بلا وجهة.
إيجاد الطريق الصحيح في الحياة هو معضلة وجودية بالنسبة لنا جميعاً.
ما الذي تتطلع إليه في الحياة؟ العيش بلا هدف أمر خطير، قال فيدور دوستويفسكي مرة: "سر الوجود البشري ليس في البقاء حياً، بل في إيجاد ما تعيش لأجله".
إيجاد الطريق الصحيح في الحياة هو شيء تخلقه، أن تأخذ قرار الفعل، أن تجرب، أن تفعل شيئاً ما، مهما كان صغيراً، في نقطة ما في الحياة، سيكون عليك التوقف للتفكير في القيام بفعل والتصرف.
هدفك في الحياة هو أن تجد ذلك الشيء الذي يجعلك تبتسم وتضحك وتنسى الوقت، إذا لم تكن متأكداً بعد، انتقل إلى مرحلة الاكتشاف والتجربة في حياتك واستمتع بالرحلة.
لا يمكنك أن تحدد وقتاً لذلك، لا يمكن أن تجبر نفسك على إيجاد "سبب وجودك" غداً أو الشهر القادم أو حتى السنة المقبلة، لكن بكل الطرق ابحث عن الوضوح.
في أربعينيات القرن الماضي احتجز فيكتور فرانكل في معسكر اعتقال نازي، في وجود كل هذه المعاناة والوحشية ما منع فرانكل من الاستسلام في معركته للحفاظ على حياته كان الهدف.
وجد معنى في معركته التي يخوضها، وهو ما أعطاه قوة للمضي قدماً رغم الألم غير المحتمل. لفيكتور عبارة تلخص فلسفته في كيف ينجو الناس من معسكرات الاعتقال دون فقدان الرغبة في الحياة.
في كتابه "بحث الإنسان عن المعنى"، يقول فيكتور: "أولئك الذين يمتلكون سبباً للعيش بإمكانهم تقريباً احتمال أي شيء، ما إن تحدد هدفك وما تريده يكون التعامل مع الشكوك، يصبح التركيز وعدم التشتت عما هو مهم والمضي قدماً أسهل".
بإمكان الحركة المستمرة في اتجاه واحد فقط أن تحدث نتائج ملموسة، مسموح لك أن تغير هدفك، أو تعيد التفكير أو تختار واحداً آخر بكل الوسائل.
من الصعب الحفاظ على الزخم إذا كان طريقك غير محدد، للوصول إلى الأهداف الكبيرة، تحتاج إلى الوقت الذي تستمر خلاله في التقدم في اتجاهك المنشود، وليس الخروج عن المسار.
تحديد اتجاهك بأسرع وقت ممكن هو قرار مهم في الرياضة، لكن المثير للفضول أن هذا هو أهم قرار في الحياة بشكل عام، لكن قلة هم من يدركون ذلك.
العيش لأجل هدف يعني أن تعيش عن قصد.
قال نابليون هيل مرة: "ليس هناك مستوى معين يجب أن يحوزه الإنسان ليكون فائزاً، وهذا هو تحديد الهدف، معرفة ما يريده الشخص والرغبة المشتعلة في الحصول عليه".
للحصول على ما تريد، يجب أن تختار اتجاهاً وتمضي قدماً فيه بثبات، وتتطور بوتيرة ثابتة في فترة زمنية ممتدة.
تتطلب السرعة القصوى والنتائج إطار عمل دقيقاً.
الناس الذين يحدثون تغييرات جذرية في حياتهم، وتمكنوا من الحفاظ على أهداف صعبة ليسوا أكثر قوة أو أكثر ذكاءً أو أقل خوفاً منك، الفرق الوحيد هو القرار بالعمل في طريق أحلامهم.
حس قوي بالهدف هو ما يشكل دافعك الحقيقي، لدى الأشخاص الناجحين حس بالاتجاه، لديهم فهم واضح لما يعنيه النجاح بالنسبة لهم.
كل ما يفعلونه متسق مع أهدافهم، يتطلعون إلى أمام، ويحددون أن يريدوا أن يكونوا، أفعالهم اليومية تساعدهم في الاقتراب من رؤاهم، ما إن تجد سببك الخاص ستكون أكثر حذراً وانتقائية في أفعالك اليومية.
كتبت مارجي وارل في كتابها "الشجاع: خمسون فعلاً شجاعاً يومياً للتقدم في العمل والحب والحياة"، تقول: "معرفة السبب هي خطوة أولى مهمة في معرفة كيف تحقق أهدافك التي تستثيرك وتساعدك على خلق حياة تستمتع بها (مقابل النجاة بالكاد)".
وتضيف مارجي: "بالفعل فقط عندما تعرف سبب وجودك ستجد الشجاعة للمخاطرة للمضي قدماً، والبقاء متحفزاً عندما تنخفض أسهمك، وتنتقل بحياتك إلى مسار جديد أكثر تحدياً وإفادة".
يقول ويليام كاوبر: "الوجود هو صفقة غريبة، تدين لنا الحياة بالقليل ونحن ندين لها بكل شيء، السعادة الحقيقية الوحيدة تأتي من نذر أنفسنا لهدف معين".
ليس هناك شعور أفضل من الفهم المفاجئ تجاه شيء كان يشكل عقبة مستعصية في حياتك، لحظات الـ"أها" تكون نعمة حقيقية عندما تأتي، أو كما يقول راينر ماريا ريلكه: "الرحلة الحقيقية الوحيدة هي الرحلة الداخلية".
وضوح الهدف يدفع بك لتقديم الأفضل، والالتزام بالأفعال التي تقربك من الشيء الوحيد الذي تريده حقاً في الحياة، مع الفهم الواضح بإمكانك استغلال كل مواردك وأفكارك والمحيطين بك لأجل قضية مشتركة، من دونه تكون كلها جهوداً ضائعة وفوضى كلية.
يقول بود بيلانتش، المدرب التنفيذي: إنه لتصل إلى فهم واضح لهدفك أنت في حاجة لفعل ثلاثة أشياء:
أولاً: حدد ما يعنيه النجاح بالنسبة لك شخصياً.
ثانياً: اخلق صورة ذهنية ناصعة عن نفسك وأنت ناجح، يجب أن تكون هذه الصورة بأكبر قدر من الوضوح يمكنك الوصول إليه.
ثالثاً: حدد قيمك الشخصية.
الوصول لفهم واضح لما تريده هو عملية تجربة وخطأ، جرب شيئاً ما ثم اسأل نفسك: هل أحب هذا؟ نعم. لا، احصل على مذكرة، وابدأ بتدوين مشاعرك الشخصية، وأفكارك، وأفعالك، وسلوكك.
استخدم ما تكتبه لتمييز المساحات التي تستكشفها باستمرار، قيّم نتائجك بانتظام، ما هي الأفعال والأفكار والمعتقدات والسلوكيات التي تجد نفسك منجذباً لها أكثر من غيرها؟
مفتاح هذا الأمر أن تفعل ما تحبه أكثر، وما يستجلب أفضل ما بداخلك وتستمر في صقله والتركيز على ما تريد أن تفعله، وتحصل عليه في الحياة.
هذه التدوينة مترجمة عن نسخة جنوب إفريقيا من هاف بوست. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.