مَن الذي علمك عن المال؟ حول قيمته، عن القروض والفائدة، وعن الادخار من أجل شيء تريده؟ إذا كنت محظوظاً فربما تكون قد مررت على الموضوع في المدرسة، ولكن بالنسبة لمعظمنا فقد تعلمنا عن المال بالطريقة الصعبة – من خلال كسبه، وإنفاقه، وربما حتى الاستدانة قليلاً.
تعليم أطفالك عن قيمة وأهمية المال في سن مبكرة سيشجع على وجود علاقة صحية مع مواردهم المالية لبقية حياتهم.
تقول ديان تشارمان، المستشار المالي لشركة "AMP"، لـ"هاف بوست أستراليا": "لا يمكن أن تكون أصغر من اللازم للتعلم عن المال، فبمجرد أن يبدأ الأطفال في الرغبة في أشياء مثل الألعاب الخاصة، يمكن للآباء أن يُعلموهم فكرة أنهم بحاجة إلى أموال لدفع ثمنها".
"ومع ذلك، فإن العمر المثالي هو حوالي 6 إلى 8 سنوات، أي عندما يبدأ الأطفال في فهم الرياضيات الأساسية، وأن الأشياء ليست مجانية، تحتاج لمبادئ الرياضيات الأساسية لتفهمهم مفهوم الادخار وتراكم المال".
الخطوة التالية هي إفهام الأطفال كيف يمكنهم الحصول على المال، وهو عن طريق القيام بالوظائف.
"اعتقادي الشخصي أن هذا لا ينبغي أن يشمل ترتيب سريرهم أو إطعام الكلب – هذه وظائف يفعلونها؛ لأنهم جزء من الأسرة وينبغي عليهم المساهمة. الوظائف الخاصة التي يكسبون منها المال ينبغي أن تتجاوز ما هو متوقع. هل يمكن أن يساعدوا الأم أو الأب في مشروعٍ ما؟ هل يمكنهم أن يصنعوا شيئاً ما؟ هل يمكنهم تمشية كلب الجيران؟ أو ربما عندما يكونون في سن المراهقة، هل يستطيعون أن يجالسوا الأطفال؟".
مصروف الجيب يعتبر تقريباً أحد طقوس الطفولة، ولكن إعطاءه للأطفال في وقت مبكر جداً يمكن أن يعني أنهم لن يفهموا قيمته أو يتوقعوا أن يُعطوا المال فقط لأنهم يريدونه.
تقول تشارمان: "بدء دفع مصروف الجيب بين سن 8 و10 فكرة جيدة،؛ لأنه يمكن أن يكون مرتبطاً عادة بشيء يريدونه، وأنهم على استعداد للادخار بشكل عام، وليس فقط من أجل ما يريدونه الآن".
وفيما يتعلق بالكم المفترض أن يحصلوا عليه، يقترح بعض الناس أن الأطفال ينبغي أن يحصلوا على دولار مقابل كل عام في عمرهم (أي 10 دولارات إذا كانوا 10 سنوات) ولكني أعتقد أن هذا الأمر يتعلق بميزانية الأسرة وما يعتقدون أنه مبلغ معقول".
"حاول أن تبقيه مرئياً لأطفالك -حساب مصرفي منفصل خاص بهم يمكنهم تتبعه- وتذكر، إذا كنت أنت الوالد قد ادخرت المال منذ ما ولدوا وحتى بلوغهم سن 21 سنة أو ما شابه ذلك، فأبقِ الحساب منفصلاً ولا توقف هذا الادخار أيضاً"، حسبما تقول تشارمان.
كما تقترح تشارمان تعليم الأطفال القيام بالحسابات على معاملاتهم، حتى يمتلكوا هذه العادة من "القيام بموازنتهم الخاصة".
"دعوهم يرون نتيجة إنفاقهم وادخارهم من خلال التأكد من أنهم يتتبعون الأموال الداخلة والخارجة من وإلى حسابهم على الإنترنت. في عصر الخدمات المصرفية عبر الإنترنت، أقترح أيضاً على الآباء البدء في إحضار دفتر حسابات لأبنائهم ويحسبوا المدخلات والمخرجات ثم يتحققوا من حسابهم المصرفي لمعرفة ما إذا كان الرصيد يتماشى مع حساباتهم، هذه عادة عظيمة لاكتسابها، ويمكن أن تكون من طقوس ليلة الجمعة".
عندما يكون الأطفال أكبر سناً تكون فكرة جيدة لتقديم مفهوم الادخار لفترة أطول من الوقت لغرس الصبر، سيجهزهم هذا ليكونوا في حالة جيدة وهم يدخرون لشراء أشياء مثل سيارة أو توفير وديعة منزل عندما يكونون بالغين.
"يحتاج الأطفال إلى عادات جيدة في الادخار؛ لكي يكونوا منفقين جيدين، ما نريد أن نعلمه لهم عن المدخرات هو بناء عشهم لاستخدامه في التوفير لبنود في المستقبل. ويتعلق أيضاً بتعليم مفهوم الأهداف، ماذا تريد؟ ما هو الوقت الذي سوف يتستغرقه للادخار لذلك؟ اجعلها لعبة واجعلها ممتعة".
"يمكنهم وضع علامة عليها على التقويم. أو وضع ملصق مرئي، على غرار مخطط المكافآت، حيث يمكن وضع ملصق عليه عندما يصلون لخطوات معينة. الادخار ليس عن الحرمان، بل عن الطموح التي يكون الأطفال بحاجة إليه في أذهانهم. متى ينفقون؟ نحن بحاجة أيضاً لتعليم أطفالنا أن يكونوا منفقين أذكياء. نريد أن يفكروا فيما إذا كانوا يحصلون على أفضل الأسعار؟ هل هم حقاً بحاجة لأعلى نموذج؟ دعهم يقومون ببعض الأبحاث؛ إذ سيساعدهم هذا على تشكيل عادات كبيرة في وقت لاحق في الحياة"، حسبما قالت تشارمان.
وتقترح تشارمان أيضاً جعل الأطفال يطرحون على أفراد العائلة أو أشخاص آخرين ما هي أفضل قصصهم عن المال في الادخار والإنفاق.
"أنا أستخدم هذا كتمرين، ودائماً ما يعطي نتائج عظيمة. اسأل ما هو أفضل شيء قمت بالادخار له؟ عادة ما يجلب هذا ابتسامة وفرحة للشخص المسؤول عن ذلك".
"المال جزء من حياتنا اليومية، والأطفال بحاجة لكي يتعاملوا معه براحة من سن مبكرة، المال أداة للقيام بالأشياء التي تريدها، فاجعلها ممتعة، واجعلها بصرية، واجعلها جزءاً من الحياة اليومية، لا تترك المال يمر من خلال أصابعهم"، كما قالت تشارمان.
– هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الجنوب الإفريقية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.