العرب وحزيران.. نكسات وانقسامات

في ليلة العاشر من رمضان، 5 يونيو/حزيران 2017، ذلك اليوم الأسود في تاريخ العرب وما اتفق على تسميته يوم النكسة والنكبة العربية- اختار العرب أو اختارت الأقدار والصدف أن تحل نكسة أخرى بالعرب وأن يخلد تاريخ العرب الحافل بالهزائم يوم الخامس من يونيو/حزيران بنكستين.

عربي بوست
تم النشر: 2017/06/16 الساعة 06:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/06/16 الساعة 06:16 بتوقيت غرينتش

في ليلة العاشر من رمضان، 5 يونيو/حزيران 2017، ذلك اليوم الأسود في تاريخ العرب وما اتفق على تسميته يوم النكسة والنكبة العربية- اختار العرب أو اختارت الأقدار والصدف أن تحل نكسة أخرى بالعرب وأن يخلد تاريخ العرب الحافل بالهزائم يوم الخامس من يونيو/حزيران بنكستين.

أولاهما هزيمة والثانية انقسام وانهزام وحصار لبلد عربي شقيق، جريمته أن دعم مقاومة تواجه احتلالاً إسرائيلياً طالما أرَّق كاهل العرب وألحق بهم الهزائم والنكسات من فلسطين مروراً بسوريا ولبنان ومصر والأردن.. ليقدم له العرب في ذكرى انتصاره عليهم أغلى هدية وما عجز عنه من حصاري مادي ومعنوي للمقاومة الفلسطينية.

البحرين تعلن قطع العلاقات مع قطر، والسعودية تبارك، والإمارات ترحب، ومصر تبصم بالعشرة، وبعض التابعين للمملكة يلحقون بالركب المقاطِع لقطر، ومن بينهم حكومة موريتانيا التي طالما وقفت قطر إلى جانبها وتلك قمة نواكشوط شاهدة على ذلك!

إغلاق للموانئ والحدود، ومنع للطائرات القطرية من التحليق على أجواء الأشقاء الجيران.. المقاطِع والمحاصر لقطر ليس إسرائيل ولا الولايات المتحدة الأميركية، ولا غزواً فارسياً كحال سوريا واليمن.

إنها الشقيقة الكبرى السعودية وإخوتها البحرين والإمارات وجمع من الإخوة التُبّع ممن اعتادوا أن يَجروا وراء الرز السعودي والإماراتي أولاً وقبل كل منطق ووفاء للدين تجاه شقيقة طالما عُرفت بمد يد العون لكل أشقائها العرب ليتخلوا عنها في أزمتها.. ما الذي فعلته قطر حتى تستحق كل هذه المقاطعة؟!

يردّ وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، بأن الكيل قد فاض وأن على قطر وقف دعم جماعات، أولاها الإخوان وثانيتها كلام لا يصدر إلا من أفيخاي أدرعي المتحدث باسم إسرائيل ولكنه صدر عن وزير الخارجية السعودي!

وخلاصته أن على قطر وقف دعم حماس، ومفاده أن حماس إرهابية.. كلمة سمعناها من قبل في قمة الرياض، وقائلها ليس الجبير قطعاً؛ بل الرئيس الأميركي ترامب الذي غرد بأن قمة رياض بدأت تؤتي أكلها، وأن القادة العرب الذين اجتمع بهم أو اجتمعوا به أشاروا إلى قطر كداعم للجماعة الإرهابية.

هي إذاً مؤامرة على قطر وشعبها وفكرها ومبدأها وسياستها.. غيرة من بعض الأشقاء من دور قطر في المنطقة، ومحاولة لفرض الوصاية عليها من البعض الآخر، ومكيدة ترامبية وإسرائيلية ستفشل حتماً؛ لأن عصر الحصار الاقتصادي قد ولّى ولن يعود، ولأن العالم بدوله العظمى منقسم وما يقوده هو نظام المصلحة المادية أولاً وقبل كل شيء.

كما أن عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء أبداً، فأبشر بطول سلامة أيها المواطن القطري ويا من كنت ممن وقف إلى جانب قطر وهم كثر؛ فالشعوب العربية اليوم تقف إلى جانب قطر كما وقفت إلى جانب غزة والمقاومة اللبنانية والانقلاب الفاشل في تركيا، وغيرها من نكسات أعداء الأمة .

وأما الحكومات العربية التي تعودت خذلان شعوبها وألحقت بالعرب الهزائم واحدة تلو الأخرى، وحولت ذكرى يونيو/حزيران المؤلمة إلى ذكرى أخرى أشد إيلاماً، وأظهرت مدى تفرق العرب- فسوف تحاسبها شعوبها عاجلاً أم آجلاً كما حاسبتها ذات يوم من يناير/كانون الثاني 2011 والذي لا يزال يؤرق البعض ويحاسب قطر عليه.. فانتظروا إنا معكم منتظرون.

كل التضامن مع قطر حكومةً وشعباً ومواقف.. ذلك موقف الشعوب الحرة والعربية شمالاً وشرقاً وجنوباً، فمن يتابع مواقع التواصل الاجتماعي التي تمثل متنفَّساً للشعوب العربية لا بد أن يكتشف أن القلوب مع قطر.

أما الحكومات المقاطعة، فلا تمثل إلا نفسها، وبياناتها ليست إلا مجرد أوراق لا قيمة لها في منطق المبادئ ومصلحة الأمة التي هي الآن في الوقوف مع قطر.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد