سبحان من له عقل ناضج، فيه يعيش النقاء والصفاء، يعلم ما له وما عليه، ثابت الخطى، أفكاره مرتبة، أعماله متزنة، قلبه لا يعرف إلا الجمال في كل شيء..
الطيبة من أسمى ما يجب أن يتصف به خلق الله سبحانه، فهي من علامات حسن التربية بالنسبة لي، وليست من علامات الغباء كما يظن البعض، دون أن ننسى المقولة التي تقول "الطيبة ليست غباء، وإنما هي نعمة فقدها الأغبياء".
الحمد لله الذي جعل الطيبة من النعم العظيمة التي رزقها لعباده، الذين يملكون القلوب الصافية والأنفس الزكية.
داخل كل إنسان براءة؛ إما أن يُظهرها بالأخلاق الطيبة، وإما أن يُخفيها بالخبث وسوء الظن.
كلنا نحتاج، أو بالأحرى نطمع في أن نعيش حياة طيبة، يفوح منها النقاء والصفاء، فقد نختلف في سبل تحقيق هذا الهدف النبيل؛ فهناك من يرى هذه الحياة في كثرة المال، أو في منصب عالٍ.. يعني الجري وراء الماديات، دون التفكير في أن الحياة الطيبة أساسها: الإيمان الصحيح، وعمل الصالحات وترك المنكرات.
قلوبنا عندما تلتقي أصحاب النفوس الرحيمة والطيبة، تحس بالطمأنينة، فهي التي تساعد دون مقابل، تحسن الظن، تحب الخير، تسأل دون انتظار، تعطي دون طمع، تبتسم دون نفاق، تحب دون كره.. يا سلام، أليس هذا ما نحتاجه في حياتنا، ما فائدة الكره والخبث؟!
وما يُسكت القلب حقاً، هو الحب المزيف الذي أضحى موضة العصر، يعيش على حسابه الكثيرون في شتى الظروف والأحوال، لتحقيق مختلف الأهداف الخاصة بهم، تحت ذريعة الحب الصادق والابتسامة الصافية، هداهم الله تعالى.
هكذا خُلقنا لنتصادف بأصناف وأشكال من البشر، كل واحد حسب نيته وعقليته، وتربيته، هذا طبيعي! أصلاً، لا يمكن أن يكون البشر على نمط واحد، فمن سنته -سبحانه- في خلقه وعباده أنهم جعلهم متباينين في خَلقهم أولاً ثم أخلاقهم وطباعهم ومعيشتهم، فحتى الأرزاق مقسمة على يده تعالى، وقد ذكر -سبحانه تعالى- هذا الاختلاف بين البشر في كتابه العزيز، لقوله: "ومن آياته خلق السّموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إنّ في ذلك لآياتٍ للعالمين".
وهذا التباين في حد ذاته اختبار من الله سبحانه؛ ليكتشف الصابر والقنوع، والساعي وراء الخير، وصاحب القلب الطيب الذي لا يغيره لا زمان ولا مكان؛ لا ظروف ولا أحداث؛ لا أشخاص ولا أفكار.
أتمنى أن تتغير قلوبنا إلى الأفضل إن شاء الله، فالحياة ليست سوى ممر عبور إلى مثوانا الأخير، فلنحسن عيشنا؛ فلا ندري متى تقبض أرواحنا.
لنحمد الله على شهر الصيام، فهو قد حلّ بنا؛ ليطهر ما هو ملوث داخلنا، وهذه مناسبة عظيمة لها تأثير جيد في تغيير الأحوال إلى الأحسن، وتهذيب النفوس وتزكيتها، لمن له نية صادقة.
اللهم حبب إلينا الإيمان وزيِّنه فى قلوبنا، رمضان كريم.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.