بالنسبة للمديرين الجدد، فإن الأيام الأولى في المنظمة حاسمة، وبناءً على طريقة تفاعلهم خلال هذه الأيام يصبح توقع نتائج وإنجازات أعمالهم أكثر سهولة.
السؤال المهم هنا: ما الذي يجب على المديرين فعله في أيامهم الأولى في المنظمة لضمان نتائج أفضل؟
وضوح الرؤية وفاعلية النظام
التأكد من وضوح الرؤية وفاعلية النظام الذي من خلاله تنجز الأهداف وتحقق الرؤى أهم مهام المدير الجديد.
يقول جاك ويلش مدير شركة (General Electric) السابق، الذي يعتبره كثيرون أفضل مدير في القرن العشرين: "قادة الأعمال الجيدون يضعون الرؤية، يوضحون الرؤية، يملكونها بشغف وبلا هوادة يدفعونها إلى النهاية".
فالبداية الصحيحة تبدأ بالتعرف على رؤية المنظمة وأهدافها، بالإضافة إلى تقييم نظام العمل القائم بشكل إجمالي.
ومن أبسط الوسائل وأسرعها لتحقيق ذلك؛ الاطلاع على التقارير الإدارية والمالية والأرشيفات المتعلقة بأقسام التسويق والموارد البشرية والعمليات والإنتاج، وزيارة أماكن العمل، والاستماع إلى أعضاء الفريق الإداري والموظفين قدرَ الإمكان، ومحاولة فهم الثقافة السائدة والنظام في المنظمة، والانتباه الحذِر لما هو كامنٌ بين السطور.
ويشمل ذلك معرفة التوازنات والتحالفات الخفية والمعلنة والقوى المؤثرة فيها.
وفي حال غياب الرؤية والنظام وجب بناؤهما بشكل دقيق، وفي حال ضعفهما وقلة فاعليتهما فيجب تقويمهما وإصلاحهما، فلا جدوى ولا إنجاز في العمل دون رؤية واضحة ونظام فاعل.
قيادة الأفراد
يلي تكوين النظام العام بناء الفريق القوي والمنسجم مع هذا النظام، فالنظام والأفراد هما أهم ركنين في بناء أي منظمة ناجحة، وتعتمد قوة المؤسسة ونجاحها على قوة وانسجام وفاعلية النظام وفرق العمل المختلفة، فالإدارة ليست عملاً سهلاً كما يبيِّن ذلك رجل الأعمال الشهير "جاي كاوازاكي" في خلاصة مهمة حين يقول: "عندما حصلت أخيراً على منصب إداري، وجدت كم هو صعب إدارة وقيادة الناس".
فالتعامل السليم مع الأفراد يستلزم الخبرة والمهارة القيادية الحكيمة، وبينما لا يبدأ المدير الناجح أيامه الأولى بإعطاء الأوامر ومتابعة المهام التفصيلية مع الفريق، فإنه يعمل على بناء علاقات صداقة ومحبة مع أعضاء فريقه بالتعرف على قيمهم العليا وهمومهم وآرائهم، ويحرص على بناء علاقات فردية وعميقة معهم داخل وخارج إطار العمل، فالعلاقة الطيبة مع أعضاء الفريق تجعلهم ينظرون إليه نظرة إيجابية في تصرفاته وقراراته، وتجعلهم أكثر ولاءً له.
يقوم المدير كذلك بمراجعة عمليات التوظيف السابقة، والتأكد من أن التوظيف كان حسب الكفاءة، كما يقوم بفتح قنوات تواصل سريعة وفعالة بين فرق العمل المختلفة على المستويين العمودي والأفقي، الفشل في بناء هذين الركنين يعني المشاكل الدائمة والمؤلمة.
يوضح مبادئه ويلتزم بها
كما يجب أن يكون المدير الجديد واضحاً وحازماً من يومه الأول، فلا يتحرك حسب مزاجه، وإنما حسب وعي ونضج.
ففي هذه المرحلة يقوم بتوضيح رؤيته ومبادئه وقيمه العليا وأولوياته وأسلوبه للجميع، ويتأكد من وصول الرسالة بشكل واضح ومفهوم.
كما يوضح طريقة تقييمه للموظفين، ويُفعّل نظام الثواب والعقاب، ويتمسك بتنفيذ كل ما يعد به من ثواب أو عقاب دون تردد.
كما أنه لا يقبل القيام بأي عمل يخالف قيمه ومبادئه العليا مهما كانت المبررات أو النتائج، وإن أدت إلى سخط بعض المتنفذين والملاك.
وهذا سيؤدي إلى زيادة احترامه وتقديره دون أدنى شك، وسيعتاد الجميع على أسلوبه بعد حين.
يعمل ولا ينتقد
من الخطأ السعي في تعزيز ثقة الموظفين والعملاء والمديرين الآخرين بتمجيد النفس ونقد الإدارات السابقة وكثرة الحديث عن إنجازاتنا الذاتية السابقة بطريقة مبالغ فيها، وإنما نعزز ثقة الجميع بنا من خلال تحقيق إنجاز حقيقي يتناقلونه ويترك انطباعاً إيجابياً.
الخلاصة:
صديقي المدير الجديد.. عند تسلّم مهامك الجديدة فكِّر جيِّداً كيف تزيد فاعليتك من خلال التأكد من فاعلية وانسجام النظام والأفراد، وبيان مبادئك للجميع، والتركيز على تحقيق إنجاز واضح يعزز ثقة من حولك، بدلاً من المدح المبالغ فيه لذاتك، أو التقليل من إنجازات من سبقك من المديرين.
وأنصحك بأن تخصص أربع مفكرات خاصة بك من اليوم الأول؛ مفكرة لمتابعة مهامك الخاصة، ومفكرة للتعلم والتطور وحل المشكلات بالطرق العلمية، ومفكرة للأفكار الإبداعية والجديدة، ومفكرة لتلخيص لقاءاتك مع الأشخاص من حولك.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.