كيف أصبحت الفتاة العربية سبباً أساسياً في تأخر زواجها؟

بعيدا عن فساد المنظومة وعبث الرجال وزيف المجتمع.. هناك نصيب من المسؤولية تتحمله الأنثى، نصيب أصغر، ولكنه موجود. دعيني أحدثك بواقعية عن أمر ربما لن تسمعيه من أب غيري، إن من أحد أسباب تأخّر الزواج لدى الفتيات هو الصورة التي تصدرها عن نفسها للعالم

عربي بوست
تم النشر: 2017/06/01 الساعة 10:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/06/01 الساعة 10:58 بتوقيت غرينتش

– الإجابة التي بالتأكيد لن تعجب البعض.

بعيدا عن فساد المنظومة وعبث الرجال وزيف المجتمع.. هناك نصيب من المسؤولية تتحمله الأنثى، نصيب أصغر، ولكنه موجود.
دعيني أحدثك بواقعية عن أمر ربما لن تسمعيه من أب غيري، إن من أحد أسباب تأخّر الزواج لدى الفتيات هو الصورة التي تصدرها عن نفسها للعالم!

– بعض الفتيات تخلط بين الحياء والانغلاق، وبين التعفف والخشونة!
فتبدو للرائي قاسيةً باردةً من حيث أرادت أن ترضي الله بحيائها!

وليس الحياء مرادفاً للسمت العسكري.. ولا التعفف بالضرورة يلزمه الشخصية الآلية!

والله يا سادة حين قال: (فلا تخضعن بالقول)، لم يعني بذلك أن نتصنّع الطرف المضاد من خشونة القول وشدته، بل فقط رفع الخضوع.

فبعض بناتنا يقابلن ذم الله للتفريط، بالإفراط المضاد، فتتعثر حياتهن، بل ربما يفتنها وسواس متسائل داخلها: كيف بي أتعفف ولا يمنّ عليّ القدر بالتوفيق لزيجة خير؟!

– وبعض البنات يصدرن صورة (غير المتاحة).
وركزي هنا بقي قوي.. عشان دي غلطة مشتركة..
وهي بنت مستقلة ناجحة، مميزة، تشحن الجو حولها بملامح انعدام الاحتياج، فيستقبلها الرجال، وربما كان بعضهم رجل خير، بمجسات لا شعورية، وكأنها مشغولة، ربما مرتبطة، أو تنتظر أحدهم.
المهم.. أنها تصدر صورة اللامتاحة!
فتجد كل المحيطين يحترمونها، ويبجلونها ويوقرونها، ولكن لا ينبت لدى أي منهم شعور، حتى وإن علم أنها متاحة، وجد نفسه متعادلاً نحوها.

قد يتمنى امرأة تشبهها، ولكن لا يتمناها هي، وكأن النفس قد آيست منها منذ الانطباع الأول، فأدخلتها تحت المظلة الحياد والأخوة.. مما يعثر بشدة إعادة توصيفها تحت مظلة الأنوثة المشتهاة!

تجد هذا الأمر جلياً أيضاً في فشل علاقات الحب التي تنبني على أنقاض علاقة صداقة حيادية قديمة، قد كان كل منهما يوصف صاحبه بتعادلية حيادية منزوعة الجنس، ثم أصبح مطالباً بأن يصنع علاقة قطبية انجذابية بين موجب وسالب.

أن تنشئ تفاعلاً قسرياً بين مركبين خاملين، يحتاج إلى محفزات شديدة وظروف غير اعتيادية، وجهد مضاعف!

– وبعض النساء يخلطن بين التعفف والتخفي..
فلا يكاد أحد يلحظ وجودها، بل ربما اندهش جار أن في البيت المقابل فتاة بسن الزواج بعد عمر طويل من التواري، وهي تظن أنها بهذا ترضي الله.
لم تعلم أن المراد أن يعرف الجميع أن بالبيت أنثى عفيفة، لا أن يجهلوا وجود أنثى.

ذلك أدنى أن يعرفن!! لم يقل (ألا يعرفن).

تتحول بفعل إفراط أحمق مغلوط في فهم الحياء إلى كائن شفاف، لا يدرك وجوده أحد، ثم تجلس لتنتظر متسائلة لماذا أخّر الرب جزاء التعفف بحسن التوفيق لرجل خير؟!

– وبعض الفتيات.. وهن الأسوأ حظاً بغرابة
تجمع الدين والخلق، والمال والجمال، والحسب والشهرة، ولكنها ببساطة Overqualified!

يستشعر الشاب أنها ممنعة حصينة لا سبيل لتحصيلها، تبدو أشهى من أن يصل إليها، وأكبر من أن تقبله، وأكثر اتساعاً من مقاس وضعه الابتدائي متلمس الخطى.

قد يعرض عنها شاب جيد يتمناها، ولكنه يرى الأرض بينهما محترقة بتفوق ظروفها على ظروفه، تصده عنها لمعتها المبالغة، وبريقها المفرط.

هذه الفتاة ربما بشكل عجيب تتزوج رجلاً عادياً، بظروف جيدة، وتبتئس ما تبقى لها من العمر، بفعل أنها كانت لامعة أكثر من اللازم!

– هذه الصور وغيرها التي تصدرها الفتيات عن أنفسهن ربما لا تظهر للفتاة نفسها، وربما لا تظهر لصديقاتها أو لأهلها، ولكنها تصنع حواجز نفسية للرجال، وعوائق غير مرئية تعثر حق الحصول على شريك، والمكفول لكافة الكائنات.

إنني لا أتحدث هنا عن تلميع صورتك أو ميوعة أو خروج عن كرامتك أو المجاهدة وبذل الوسع في تصدير صورة بعينها عن نفسك تسولاً لحبيب، ولكني أحاول فقط أن ألفت انتباهك، أنك وإن لم تكوني تحاولين، فلا تفسدي الأمر وتحرقي الأرض، وتنصبي الأسوار.

إن بعض الفتيات بحماقة لا واعية يضعن لافتات مكتوبة بلغة غير مرئية (ممنوع الاقتراب)، وربما بضعة أمتار من السلك الشائك، وحقل ألغام، لا تراه هي، قد يمنع اقتراب رجل جيد.. فافهمي

توضيح:
تخلط الفتاة أحياناً بين الاستقلال والإقصائية، وهي هنا معذورة فهي تواجه عنصرية مجتمعية، ولكنها للأسف تواجهها بعنصرية مضادة.

فبدلاً من الحصول على حقوقها واستقلالها ونديتها، تتطرف قليلاً فتسعى لكبت حاجاتها وإنكار رغباتها والاستعلاء المتوهم على طبيعة الكائنات وحاجتها للشريك، فتسعى لإقصاء الآخر!

استفزازه حيناً بشكل لا واعٍ..

دفاعية مفرطة حيناً حين ترى أن كل مَن يقترب هو ذلك الشرقي الأحمق الذي يسعى للتسيد والسيطرة وقتل طموحها، وليس هذا إلا وهماً دماغياً لديها وخوفاً نبت مبرراً مع الزمن أصبحت تسقطه على كل العابرين، فتتحول من الاستقلالية إلى الإقصائية، وهو نموذج شائع للغاية يكاد يكون الآفة الأكثر شيوعاً لنجاح الأنثى، وهو دلالة انعدام اتزان، وتأخر نضج، وكبت وكعبلات نفسية في الكواليس.

وما أحاول فعله بعد أن انقطعت أحبال حنجرتي صياحاً بكن أن اخرجن واحصلن على ذواتكن.
أن أوازن هذه الصيحة بتعريفكن بأثر جانبي غامض قد يحدث عفواً وبغير قصد فيفسد عليكن التلذذ بالنجاح نفسه، وتصبح حياتكن صراعاً وراء صراع.
فمن كان شاكوشاً.. رأى العالم كله مسامير.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد