فاتورة الإصلاح الاقتصادي تفسد “فرحة رمضان” على المصريين

‏تستيقظ أم أشرف يومياً في السادسة صباحاً للتوجه إلى عملها في أحد منازل حي المنيب (جنوب محافظة الجيزة) الذي يسكن فيه الطبقتان المتوسطة والفقيرة، تصطحب ابنتها صاحبة العام الواحد على كتفيها في روتين يومي اعتادت عليه

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/31 الساعة 05:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/31 الساعة 05:41 بتوقيت غرينتش

‏هروب إلى "البالة"

"بروح كل لما أعوز أجيب حاجة، الأسعار مناسبة جداً وساعات بفاصل في السعر مع البائع"، هكذا شرح أحمد أيمن (موظف قطاع خاص في إحدى الشركات) قصة تحوله من شراء الملابس من المولات التجارية والذهاب إلى منطقة "وكالة البلح" التي تشتهر ببيع البالة، عقب ارتفاع الأسعار عقب تعويم الجنيه وزيادة سعر المحروقات.

‏يذهب أحمد أيمن على فترات متفاوتة إلى "وكالة البلح" في وسط القاهرة للتسوق في عدد من المحال التجارية المشتهرة ببيع "البالة"، يقتني الملابس التي تباع في بعض الأحيان بوزن "الكيلو" أو بأسعار مخفضة كثيراً عن المولات التجارية أو الماركات العالمية.

"البالة" هو الاسم المتعارف عليه للملابس المستعملة، وهي صفة للتعبير عن الأثواب القديمة الممزقة.

في منطقة "وكالة البلح" أو "بولاق أبو العلا"، هناك بعض المحال التي تبيع الملابس المستعملة التي يقصدها محدودو الدخل أو الفقراء وتلقى رواجاً كبيراً، علماً بأن الحكومة سمحت لبعض التجار باستيراد ملابس مستعملة، في حالة ما إذا كان الشخص قادماً من الخارج ويحمل معه ملابسه الشخصية، بالإضافة لملابس البالة التي تأتي إلى مدينة بورسعيد برسوم المنطقة الحرة طبقاً لقرار وزاري رقم 770 صادر في عام 2005.

تقارير رسمية توضح

‏في تقرير للجهاز المركزي للإحصاء الذي صدر في يوليو/تموز الماضي، كشف أن 27.8% من السكان في مصر فقراء ولا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم الأساسية من الغذاء، مشيراً إلى أن 57 % من سكان ريف الوجه القبلي فقراء مقابل 19.7% من ريف الوجه البحري.

‏وأوضح تقرير "المركزي للمحاسبات" أن نسبة الفقر وصلت إلى أعلى مستوياتها في محافظتي "سوهاج وأسيوط" بنسبة بلغت 66 %، تليهما محافظة قنا بنسبة 58 %، وأن أقل نسبة للفقراء في مصر بمحافظة بورسعيد بنسبة 6.7 %، تليها محافظة الإسكندرية بنسبة 11.6 %، كما أن 18 % من سكان القاهرة من الفقراء.

‏كما أشار إلى أن نسبة الفقراء عام 2015 هي الأعلى منذ 2000 بنسبة 27.8%، وأن نسبة الفقراء زادت من 16.7% فى عام 1999 – 2000 إلى 21.8 % عام 2008 – 2009 ثم 25.2 % عام 2011 ثم 26.3 % عام 2012 – 2013 ثم 27.8% عام 2015.

‏ونوه بأن 10.8% "أكثر من 11.8 مليون مواطن" في أدنى فئة إنفاق حيث يبلغ معدل إنفاق الفرد سنوياً أقل من 4 آلاف جنيه سنوياً أي أقل من 333 جنيهاً شهرياً (18 دولاراً)، وأوضح أن 14.7% من إجمالي الأفراد بمصر في أغنى فئة وينفقون أكثر من 12 ألف جنيه سنوياً.

كما أظهر تقرير آخر للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء صدر في أبريل/نيسان الماضي أي بعد تحرير سعر الصرف (تعويم الجنيه)، قفزة كبيرة في أسعار الغذاء الشهر الماضي؛ حيث ارتفعت أسعار الخضراوات بنسبة 7.1%، واللحوم والدواجن بنسبة 3.4%، والأسماك والمأكولات البحرية بنسبة 10.6%، والفاكهة بنسبة 7.2%، والدخان بنسبة 7.3%.

‏الأزمة الاقتصادية سبب ارتفاع الأسعار

‏محمود العسقلاني، رئيس جمعية "مواطنون ضد الغلاء"، أكد في تصريحات صحفية أن الأزمة الاقتصادية الأخيرة بمصر أثرت سلباً على السلع كافة.

وأضاف أن هناك حالة من الكساد بالأسواق بالإضافة إلى عزوف من جانب المواطنين عن الشراء، لافتاً إلى أن "ياميش" رمضان خلال الآونة الأخيرة أصبح يصنف كسلعة ترفيهية.

‏وأشار العسقلاني إلى أن الحكومة ليست لها علاقة بالأمر أو تحديد السعر أو فرض أسعار على التجار، موضحاً أن هناك حاجة لانضباط تشريعي فيما يتعلق بالقوانين الخاصة بحماية المستهلك وقانون حماية المنافسة، وقانون الاستثمار، ومن ثم تصبح الدولة ملزمة بتحديد هامش ربح أو سقف للربح.

وأوضح أن آليات ضبط السوق فاشلة في ظل ما يسمى بقوى العرض والطلب بعد سيطرة مافيا الأسعار والمحتكرين، بالإضافة إلى تسليم الحكومة المستهلكين لكبار التجار الذين يمارسون أبشع أنواع الجشع على حساب قوت الغلابة من المصريين.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد