عندما بدأت سلسلة عالم الجينات في رمضان لفتتني بعض الملاحظات من خلال التعليقات إلى أن الدراسات العلمية درست نوع الصيام الذي يسمح بشرب الماء ولا يشبه بأي حال صيام رمضان، وكانت نقطة الجدل الدائم على الماء، والبعض اعتبر أن صيام رمضان هو شيء عقائدي ويجب فصله عن العلم، ولكن الآن بعد السؤال والبحث الحثيث أضع أمام الجميع معلومات باهرة عن صيام يسمى بالصيام الجاف Dry Fasting ويستخدم بشكل فعال في علاج الكثير من الأمراض ويستخدمه أطباء مشهورون به، وكذلك بعض المصحات العالمية.
* ما هو الصيام الجاف؟ ولماذا هو صحي؟
طبياً هو الامتناع عن الطعام وتناول الماء لمدة تتراوح من 12 إلى 24 ساعة، وفيه لا يتم التخلص من سموم الجسم من خلال التعرق والكلية والكبد فحسب، ولكن يتم التخلص من السموم داخل كل خلية في الجسم في عملية تسمى Detoxification.
ففي عملية الصيام الجاف يتم تنظيف الجسم والتخلص من الخلايا القديمة والمريضة، أي فعلياً يشبه عملية توضيب كاملة للجسم.
ربما يسأل أحدهم: وكيف ذلك وبدون شرب الماء والذي هو أساس الحياة والعمليات الحيوية؟
ببساطة لأن الجسم سيحصل على حاجته من الماء الموجود في الخلايا والسوائل بين الخلوية وبهذا تتنبه الخلايا إلى أن الجسم ليس بحاجة إلى العناصر الأساسية لإتمام عمليات حيوية مهمة، بل هو أيضاً بحاجة إلى الماء .
وحسب القانون البيولوجي للخلايا، فإنها تحاول قدر الإمكان استخدام كميات ضئيلة من الطاقة وتتخلص من السموم بمساعدة المياه الخارجية (البين خلوية)، ولكن عملية الصيام الجاف تحفز الخلايا الصحية على بذل طاقة مضاعفة واستخدام الماء الموجود فيها للتخلص من السموم باستخدام ماء السيتوبلازم الذي يشكل 80% منه، وكذلك الماء الناتج من تكسير الدهون، بينما يصعب ذلك على الخلايا المريضة والهرمة، مما يؤدي إلى عملية الالتهام الذاتي لنفسها Autophagy وسأكتب عن هذه العملية وأهميتها بالتفصيل.
يقول الدكتور الروسي Filanov في كتابه الشهير Dry Medical Fasting: Myths and Reality، الذي استخدم الصيام في علاج مرضاه، إن عملية الصيام الجاف تخلق منافسة على الماء بين الخلايا، وبالتالي الخلايا الأكثر صحة هي مَن تستطيع استخدام الماء لإكمال عملياتها الحيوية، وهو يشبه قانون الصراع من أجل البقاء، بالتالي الخلايا المريضة كما في حالة الالتهابات لن تستطيع الصمود طويلاً؛ لأن الالتهاب بحاجة إلى الماء.
وبهذه الطريقة لاحظ الدكتور فيلانوف أن ذلك يحفز الخلايا على التجدد والانقسام، بالإضافة إلى الترميم وتحفيز الجهاز المناعي بتكوين خلايا مناعية جديدة مكان الهرمة.
* كم يستطيع الإنسان العيش بدون ماء؟
طبياً الموضوع نسبي، وذلك حسب البيئة الخارجية المحيطة؛ لأن الجو البارد يعطي مدى أوسع لتحمل العطش عكس الجو الحار، ولكن في عدة دراسات فإن الزمن المتوسط للعيش بدون ماء هو من 3 إلى 4 أيام، ولا يظهر على الشخص إلا الإعياء بسبب الجفاف، ولكن في حالة الصيام الجاف، فإن المدة تطول حسب التعود؛ لأن الجسم يتعود على تخزين الماء من خلال عملية تكسير الدهون، ويعتبر من أنقى أنواع الماء المسمى بـMetabolic water ، أما بالنسبة لصيام اليوم الرمضاني، فإن الانقطاع عن الماء لمدة تتراوح بين 12 و18 ساعة تقريباً، ويمكن تعويضه خلال فترة الإفطار حتى السحور.
أضف إلى معلوماتك هناك صيام آخر يسمى الصيام عن الماء، وهو مشابه لعملية الصيام الجاف، وهدفه تخليص الجسم من السموم يصل فيه الامتناع عن الماء لمدة ثلاثة أيام.
وأخيراً فإن عملية الصيام باختلاف أنواعه، سواء كانت جافة أم رطبة، فهي لها أثرها الإيجابي على صحة أجسامنا
المراجع :
Dr Filonov – Dry medical Fasting – Myths and Reality – ebook
Dry Fasting for Physical and Mental Benefits
Dry Fasting Phenomenon: From Deprive to Thrive
Three Day Water Fast and its Benefits
The Ultimate Elixir of Youth
Second Edition! Revised & Expanded
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.