في الأيام الأخيرة بدأ يلوح في الأفق السؤال السنوي المعتاد الذي يأتي قبيل الشهر الكريم (رمضان) كل عام تقريباً، من يوم أدركنا حجم عظمة هذا الشهر، ومدى كرمه وفضله، وارتبط قرب الشهر باستعدادنا له ولفضائله ولمضاعفة الأجر في أيامه القصيرة.
فبدأنا نرى ونسمع مَن يتساءل ويطلب قائلاً:
أريد كتاب تفسير سهلاً ميسراً لكي أفهم ما أقرأ وأرتل في رمضان، فهل من اقتراحات؟
وتأتي الاقتراحات بأسماء عديدة لكتب كثيرة مثل ابن كثير والقرطبي وغيرهما من عظماء الأمة، ومن صدق عزمه يسارع باقتناء كتاب من الكتب المرشحة ويبدأ يقرأ، ولكن يصيبه الفتور لصعوبة أسلوب الكاتب وصعوبة الكتاب، بل إن أحدهم يجد كتاب التفسير أصعب من القرآن ذاته، فتحدث النتيجة المعتادة وينسى الموضوع ويدخل الشهر الكريم بلا جديد فيرتل ويتلو بلا فهم عميق، بل أحياناً يرتل ويتلو بلا فهم سطحي حتى، ويستشهد على ذلك بحديث الحبيب: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف).
ولكن هل يستوي مَن استشعر كلام محبوبه وسمعه بشغف وحب بمَن سمع بلا فهم، هل يستوي مَن ينظر للكلام نظرة محب عاشق للحروف غارق في جمالها وسحر كلماتها بمَن ينظر كقارئ مجرد من الإحساس!
وصدق الإحساس ينبع من صدق التدبر، فما أهمية أن نتدبر؟
إن للقرآن الكريم خمس مراتب (الاستماع والتلاوة والحفظ والتدبر والعمل).
ــ في التدبر قال تعالى: "كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدبروا آياته".
قال ابن مسعود: "كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن".
يقول الشيخ صالح المغامسي: "القلوب لا يصلحها شيء أعظم من كلام ربها، فتدبر القرآن السبيل الأول إلى صلاح القلوب".
يقول ابن القيم في كتابه مدارج السالكين في العشرة أسباب الجالبة لمحبة الله والموجبة لها أن أولها:
"قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به".
يقول ابن تيمية:
"من تدبر القرآن طالباً الهدى منه، تبين له طريق الحق".
يقول القارئ ناصر القطامي:
قد نكون حرمنا من تدبّر القرآن بسبب ذنوبنا وخطايانا ألا نتلذذ بكلامه، هذا الكلام أسرار والملك لا يفشي أسراره لأي أحد! إلا للمقربين جداً جداً.. ألا نطمح أن نكون منهم حتى يفتح علينا وحتى نعلم أسراره!
فكان لا بد من كتاب سهل ميسر يعيننا على التلذذ بكلام المولى وبجمال حروفه، وقد كان ووجدته في العام الماضي.
كتاب "القرآن تدبر وعمل"، تتمحور عظمة الكتاب في استخدامه لأكثر من مصدر ومرجع في التفسير، فجمع بين ستة عشر كتاباً للتفسير من كتب عظماء الأمة، وما كان الجمع بين الستة عشر كتاباً هدفه التعقيد بل كان هدفه اختيار السهل اليسير من كل كتاب للتفسير، فخرج لنا كتابٌ سهلٌ لفظاً ومفهومٌ معنى، ومضاف للتفسير في كل صفحة من صفحات القرآن أربع فقرات:
1- الوقفات التدبرية وفيها سبع وقفات تدبرية اعتنت بمقاصد الآيات (الإيمانية، والتربوية وغيرها من المقاصد).
2) جدول معاني الكلمات وفيه معاني بعض الكلمات الغريبة والصعبة في وجه المصحف.
3) العمل بالآيات وفيه يتم تدريب القارئ على رتبة العمل بالقرآن الكريم مثلاً باقتراح ثلاثة أعمال تطبيقية مقيسة مستنبطة من آيات الوجه، ووضع أمام كل عمل نص الآية التي استنبط منها.
4) التوجيهات وفيها ذكر الكتاب ثلاثة توجيهات عامة مستقاة من آيات الوجه، سواء كانت تربوية أو عقدية أو فقهية.. إلخ، وأمام كل توجيه نص الآية التي استنبط منها التوجيه.
لمعلومات أكثر عن الكتاب تجدها تفصيلياً في هذا الرابط
ويوجد الكتاب ورقي ومطبوع في المكتبات.. ويوجد موقع رسمي للكتاب يمكنك القراءة منه أون لاين أو شراء الكتاب
ويمكنك تحميل الكتاب في هيئة تطبيق لنظام الأندوريد
ويمكنك تحميل الكتاب في هيئة تطبيق لنظام أبل
رب زدنا شغفاً بقراءة كتابك وتدبره!
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.