خزعبلات الفيسبوك

أتساءل بماذا يشعر حينها عند كتابته لهذا المنشور، أو ما الفائدة التي تعود عليه من ذلك التصرف، أقول ربما على العكس ربما يأتي بنتائج سلبية ويزيد الأمور تعقيداً، في حال تم الرد عليه بمنشور آخر من قبل الشخص المقصود، حينها يتحول فضاء الفيسبوك إلى حلبة مصارعة لا متناهية من الضربات المتوالية.

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/30 الساعة 04:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/30 الساعة 04:48 بتوقيت غرينتش

إنه من اللافت للنظر في معظم الأحيان وأنت تقلب صفحات الفيسبوك وجود بعض المنشورات التي تستخدم أسلوب السب والشتم والتلميح لأشخاص آخرين بطريقة غير لائقة، فلا بد وأن يصادفك منشور تفهم من صياغته أن صاحبه مستاء من موقف معين، أو أنه على خلاف مع أحد الأصدقاء، فتراه يعبر من خلال منشوره عن سخطه وغضبه.

أتساءل بماذا يشعر حينها عند كتابته لهذا المنشور، أو ما الفائدة التي تعود عليه من ذلك التصرف، أقول ربما على العكس ربما يأتي بنتائج سلبية ويزيد الأمور تعقيداً، في حال تم الرد عليه بمنشور آخر من قبل الشخص المقصود، حينها يتحول فضاء الفيسبوك إلى حلبة مصارعة لا متناهية من الضربات المتوالية.

أفكر ماذا لو كنا إيجابيين بعض الشيء، على الأقل في هذا الفضاء، لماذا يخرج البعض دائماً بأسوأ ما لديهم في حالة الحزن أو الغضب، ماذا لو فكروا باستبدال مشاعرهم السلبية بمشاعر إيجابية وجميلة، يكتبونها على الملأ، لتعطي انعكاساً أفضل لدى الآخرين. لتترك أثراً طيباً في نفوسهم. ماذا لو فكروا قليلاً أن الحزن والغضب لأنفسهم، وأنها مشاعر لا تقدم ولا تأخر شيئاً للآخرين، وأنهم يجب أن يكونوا على يقين أنها مرحلة وقتية وحتماً ستنتهي.

عزيزي القارئ! فكِّر بطريقة أخرى، حاول أن تحافظ على هدوئك وتوازنك، حاول السيطرة على غضبك والثورة والصراعات التي بداخلك، وأن تتجاهل كل هذه الأمور، وأن تكون قوياً أمامها في حال أصابك الحزن، حاول أن تنظر إليها أنها مجرد سخافات وتفاهات، وتذكر دائماً أن هذا الوقت سيمضي، وأن الحياة فانية لا تدوم.

فكِّر بطريقة جميلة، حاول نشر بعض المنشورات التي تمنحك الطاقة الإيجابية، انشر أقوالاً وجملاً مأثورة تتحدث عن التفاؤل، عن الأمل، عن التسامح، عن الطموح.. اترك انطباعاً رائعاً لأصدقائك ومتابعيك بأنك شخص ناضج فكرياً وسلوكياً، حتى من يراقبك وينتظر ردة فعلك السلبية، سيزداد دهشة واستغراباً من كونك شخصاً هادئاً ومتزناً ومتفائلاً وتفكر بمستوى جميل وراقٍ.

ودائماً ابتعد عن الأشياء التي تجلب لك علامات الاستفهام من الأشخاص المراقبين، فنشر المنشورات التي توحي بأنك حزين وضعيف وتعاني مشكلات في حياتك تتيح المجال للآخرين للتدخل والتطفل عليك، واعلم أيضاً أن حزنك لن يغير شيئاً في عالمك المحيط، لكن هذا لا يعني ألا تبوح بحزنك لأحد أصدقائك المقربين منك فعلياً، بعيداً عن حدود العالم الافتراضي.

حاول قدر الإمكان أن تحافظ على خصوصيتك، وتجاهل أن تكون تلك الشخصية الفارغة السخيفة، التي تنشر كل شؤون حياتها الصغيرة والكبيرة، التي لا قيمة لها، وتشارك أدق تفاصيلها على الملأ. فكِّر ملياً بالأمر، ماذا ستضيف لأصدقائك أو متابعيك؟!

وأخيراً.. اخرج من دائرة الموقف إلى دائرة التأثير: فعندما يحدث للمرء منا موقف سيئ، نكون إزاءه أحد شخصين: إما أن نقف أمام الموقف ونبكي، وإما أن نتوجه بسرعة إلى الانتقال لدائرة التأثير، ونبدأ في البحث عن الطريقة المثلى للتغلب على هذا الموقف أو المشكلة.

أو بشكل آخر أنت مخيَّر بين أن تفكِّر من الداخل إلى الخارج، أو من الخارج إلى الداخل!.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد