باعتباري أحد المؤسسين لمجموعة مناهضة للكراهية تناضل ضد الكره، وبالتحديد لكوني عضوة غير مجهولة فليس سراً أنه يصلني عدد كبير من رسائل الكراهية. لكن رغم أنني توقعت هذا القدر من الكراهية والنقد اللاذع قبل انضمامي إلى المجموعة، فإن الردود السلبية التي تصل إليّ من أقصى اليمين بسبب تدويناتي ومقالاتي وتغريداتي، فاجأتني بكونها تركز بشكل حصري على وزني بدلاً من وجهات نظري.
باعتباري امرأة يبلغ حجمها 18 في يوم جيد (الله وحده أعلم بالأيام السيئة)، لم يفت عليّ أن وزني زائد على الحد بطريقة ما. من حسن الحظ بالنسبة لي، أنني لاحظت هذا، حيث لا يوجد نقص في عدد الأشخاص الذين يخبرونني بهذا على الإنترنت.
اضغط هنا رجاءً لترى صوراً لرسائل الكراهية (تحذير: هذه صور لرسائل كراهية شخصية مسيئة تلقيتها والتي قد تكون مزعجة لبعض القراء).
هذا الأمر لا يزعجني شخصياً. أنا أخرج إلى الملأ وأتوقع أن الكارهين سيستخدمون أي وسيلة لإسكاتي. لكن، ما يزعجني ويقلقني كثيراً هو مدى شيوع توجيه الإهانة بالوزن على وسائل التواصل الاجتماعي. وما يغضبني أن النساء اللاتي لم يتخذن خيارات موضوعية بتعريض أنفسهن للمجال العام كما فعلتُ ومع ذلك يتعرضن للإساءة بسبب أحجامهن وأوزانهن!
هدف الساخرين من الوزن، هو استغلال نقطة يرونها مصدراً لعدم الثقة عند النساء. في مجتمع يعتقد أن كل النساء واعيات بأوزانهن وخجلات في حالة تعديهن الوزن المثالي الخرافي- يسعى الكارهون لاستخدام هذا الأمر لتحطيم ثقة النساء. أهدافهم تتمثل في استغلال النساء التي لا يثقن بأنفسهن ويتلاعبون ويُسكتون وجهات نظرهن. يبدو أن منطقهم يقول: إذا أخبرتك بأنك سمينة فلن تبقى لديك الثقة الكافية للدفاع عن وجهات نظرك ومعتقداتك بعد ذلك.
العالم الذي نعيش فيه يخلق بيئة مثالية لهؤلاء الشامتين في الوزن الزائد. أعرف العديد من النساء القويات والواثقات اللاتي بكل بساطة تم إحباطهن (أذىً غير متعمد) بسبب صورة الوزن النحيف والمثالي التي يتم عرضها دون توقف في الإعلام . يتم إخبارنا كثيراً بأننا يجب أن نكون نحيفات إلى درجة أنه حتى أكثر النساء ثقة يمكن أن يقعن فريسة للشك وكراهية أجسادهن الطبيعية.
رَدّي الحالي على هذا الهراء، أن لا أحد يمتلك الحق في إخبار امرأة عن الشكل الذي يجب أن تبدو عليه. نحن نتخلى عن فرديتنا عندما نخضع للصورة النمطية المتجانسة للأنثى. بعض النساء يناسبهن الحجم 8 بينما أخريات يكتمل جمالهن عند الحجم 12. من السخيف أن تتوقعوا منا جميعاً أن نبدو بالشكل نفسه بالتأكيد؛ لأننا لسنا متشابهات!
من السخيف أيضاً أن يعتقد كل هؤلاء الشامتون، على الإنترنت، أننا جميعاً نهتم بالطريقة التي يرى بها الآخرون أجسادنا. والنساء اللاتي يحظين بالثقة الكافية لاكتساب احترام الذات عن طريق حب كل تفاصيل وتضاريس أجسادهن، بإمكانهم فعل خير كثير بالحديث عن هذا الأمر وإعطاء أولئك الأقل ثقةً الشجاعة لحب أجسادهن أيضاً. تعلمي حب الأجزاء الجيدة؛ قد أكون منتفخة ومكدسة لكن لديّ كاحل مثالي، كاحل ممتاز حقاً. بإمكاننا جميعاً أن نجد أجزاءً نحبها فينا إذا توقفنا عن النظر في المرآة إلى الأجزاء التي لا نحبها.
لا أقول إن خسارة الوزن ليست شيئاً إيجابياً. سيكون أمراً "كنسياً" أن نقوم بإنكار الفوائد الصحية للحمية الغذائية المتزنة والتمرينات الرياضية والمشي بدهون أقل في الجسم. لكن ما أقوله، إن العالم لن ينتهي إذا كنت سمينة قليلاً. ما زال بإمكان المرأة أن تكون جذابة بأحجام أكبر وبإمكانهنّ أن يكنّ أكثر لياقة بأحجام أكبر، وبالتأكيد بإمكانهن أن يشعرن بشعور جيد تجاه أنفسهم حين يكون حجمهن كبيراً.
لا أسمح بتاتاً بأن أهبط إلى المستوى الذي يتم فيه تقييم فائدتي وقيمتي بالقياس إلى حجم خصري، وكذلك أنت لا يجب عليك فعل ذلك.
وملحوظة أوجهها إلى كارهيَّ المخلصين: كل مرة تهاجم وزني بدلا من وجهات نظري في النقاش تثبت أنك غير قادر على دحض الحجج التي أقدمها ضد الكراهية وكل ما أنت قادر على فعله هو النزول إلى مستوى الإهانة التي حتى أنت يجب أن تكون قد لاحظت أنها لا تحقق شيئاً سوى جعلي أضحك عليك.
لذا أنت تخسر وأنا أربح. وانا لا أربح فقط، أنا أربح وقد أكلت كل الفطائر.
– هذه التدوينة مترجمة عن نسخة البريطانية من هاف بوست. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.