في بعض الأحيان، تقوم الحياة بكل ما في وسعها لتمزيقنا إرباً. تحاربنا بكل ما لديها. يمكن أن تكون مُنهكة، ويمكن أن تتركنا ممدَّدين على الأرض، بعد أن تُستنزف كل طاقتنا من أجسادنا.
كل شيء يصبح أسود، رغم أن الأسود لا يبدو مظلماً بما فيه الكفاية، أو كافياً لوصف الضباب الكثيف الذي يحيط بكل شيء ويجعل من الصعب جداً علينا التنفس.
التحرك يصبح صعباً. التحرك يؤلم، يؤلم حقاً. ينهكنا ويؤلمنا. مجرد الحركة لتناول رشفة من كوب من الشاي يمكن أن نشعر كما لو أنها تستهلك طاقة مماثلة لجري 10 أميال. لذا لا نفعل ذلك.
لا يمكننا تحمُّل الذهاب إلى الفراش؛ لأن الذهاب إلى الفراش يعني الاستيقاظ، والاستيقاظ يعني معايشة يوم آخر جديد، لا يمكننا رؤية أي ضوء، لا يمكننا رؤية أي مستقبل، ليس لدينا أمل.
لا نعرف كيف نعيش مرة أخرى.
لن أقوم هنا بعمل قائمة من الأشياء التي تخبرك بأن "الأمور ستتحسن"؛ لأن هذا ربما يكون هو آخر شيء تريدون سماعه. يمكن أن يكون الأمر محبطاً حقاً عندما يظل الناس يقولون إن الأمور ستتحسن؛ لأنه عندما تكون الأمور مظلمة، لا يمكننا أن نرى ذلك، ولا نستطيع تصديقه.
يبدو الأمر تقريباً كما لو أن الجميع يقولون ذلك؛ حتى لا يكون عليهم التحدث معنا عن مدى سوء ما نعايشه. في بعض الأحيان، نريد فقط أن نصر عليه "متى؟! متى ستتحسن الأمور؟ لأنها كانت مثل القمامة حقاً لفترة طويلة جداً وأنا متعَب وليس لديّ قوة لمقاومة هذا بعد الآن".
لكن، عندما لا نستطيع أن نحتفظ بأي أمل، علينا أن ندع الآخرين يذكروننا به لفترة قصيرة.
علينا أن ندع الآخرين يذكروننا به، حتى يأتي الوقت الذي يمكننا فيه أن نؤمن به مرة أخرى.
يمكن أن يأتي هذا من زملاء يقولون لنا إنهم يتطلعون إلى عودتنا إلى العمل. يمكن أن يكون مدرباً يذكرنا بأن لدينا المهارة والموهبة، طبيباً يقول لنا: "أراك الأسبوع المقبل" أو مساعداً رعاية صحية يخبرنا عن كيفية قضائه عطلة نهاية الأسبوع. يمكن أن يكون صديقاً يعانقنا بينما نبكي ونبكي، أو صديقاً آخر يقضي مساء يوم الجمعة لمساعدتنا على كتابة قائمة من "30 سبباً للبقاء على قيد الحياة حتى يوم السبت". يمكن أن يكون أحد أفراد العائلة يدعونا أكثر من مرة في غضون أيام قليلة. يمكن أن يكون حرفياً أي شخص على الإطلاق يرفض أن نعتقد أننا قد لا نكون قادرين على التعافي من هذا.
نحن بحاجة لأن يظل هؤلاء الأشخاص مؤمنين. نحن بحاجة لهؤلاء الأشخاص الذين يمكنهم أن يرونا نحظى بمستقبل. نحن بحاجة لهؤلاء الأشخاص الذين يرفضون السماح لنا بالموت.
في النهاية، وفي الوقت المناسب، سوف نجد بصيصاً من الأمل مرةً أخرى. سوف نجد شقوقاً يمر منها الضوء. سنبدأ في العثور على أمور نؤمن بها، وسيكون لدينا كومة صغيرة من الأمور الجيدة والتي ستنمو مع الوقت. قد نجدها في أكثر الأماكن غير المتوقعة- إذاعة على الإنترنت تتحدث إلينا، القدرة على قراءة صفحة من الكتابات، أو فرحة أن تكون قادراً على تذوُّق كوب من الشاي مرةً أخرى. قد يستغرق الأمر أسابيع، قد يستغرق شهوراً؛ بل قد يستغرق سنوات، ولكنه سيحدث.
وإلى أن يحدث ذلك، حتى نستطيع أن نحمل أملنا مرة أخرى، علينا أن ندع الآخرين يحملونه لنا.
– هذه التدوينة مترجمة عن النسخة البريطانية لـ "هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.