مثل ظباء المروج

كان علينا أن نحزم أرواحنا قبل أن نخلع عيوننا وألا يشيخ جدارنا

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/26 الساعة 03:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/26 الساعة 03:00 بتوقيت غرينتش

كان علينا أن نحزم أرواحنا
قبل أن نخلع عيوننا
وألا يشيخ جدارنا
على مقربة من ولادتنا
بعيداً عن موج الموانئ
حيث نلملم صدأ الرحيل
حد القارب
وحيث ينكمش الدفء
حد الغياب
ربما كان علينا
أن نموت كل غياب
بسبعة دروب
كي تتدحرج الخطى
على خد السنبلة المائلة

رغم أني لم أكن يوماً
زاهداً مثل جميع الأولياء
في كل ليلة أحلم
إني أوزع حبّات العنب
على ملائكة الله
أقطف الكستناء لهم
من حوائط الضوء
مثل طائر الفضة
أقشّر الجنة للصغار
مثل اليتامى هم
يمسكون بذيل الغيمة
أرواحهم فقدت جبهتها
والرائحة تنتظر على الجدران
شاحبة وباردة

مثل ظباء المروج
تتفيأ شراع الصَّحو
يبحث الصغار في سفر الفراشة
عن رؤية التراب
وحده ريحان طفولتهم
كالدروب بلا سراج
تشخص عيونهم ناحية السماء
وحين تنمو رائحة المطر
يغلق الغيم نوافذه
يجرون بعيداً
بعيداً كثيراً
لكنهم لا يغادرون

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد