كيف يمكننا إعداد الأطفال للوظائف التي لم توجد بعد؟

ببساطة قبل عشر سنوات، كانت وظيفة "مدير وسائل التواصل الاجتماعي" أو "مطور تطبيقات المحمول" تبدو وكأنها عناوين لوظائف خيالية على الأغلب. مع سرعة وتيرة التغير الاجتماعي والتكنولوجي، يُقدر المنتدى الاقتصادي العالمي بأن 65% من الأطفال اليوم سينتهي بهم المطاف ليعملوا في وظائف لم توجد حتى الآن.

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/25 الساعة 07:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/25 الساعة 07:40 بتوقيت غرينتش

ماذا سيعمل طفلك عندما يكبر؟ ربما يعمل مبرمجاً للسيارات الكمومية، أو نحات البيانات متعددة الأوجه.

حسناً، لقد اختلفنا في تلك الوظائف، لكن خذ هذا في الحسبان: ببساطة قبل عشر سنوات، كانت وظيفة "مدير وسائل التواصل الاجتماعي" أو "مطور تطبيقات المحمول" تبدو وكأنها عناوين لوظائف خيالية على الأغلب.

مع سرعة وتيرة التغير الاجتماعي والتكنولوجي، يُقدر المنتدى الاقتصادي العالمي بأن 65% من الأطفال اليوم سينتهي بهم المطاف ليعملوا في وظائف لم توجد حتى الآن.

إنه لمن الصعب أساساً جعل الأطفال يؤدون واجبات مواضيع معروفة مسبقاً. فكيف يمكننا إعدادهم لسوق العمل في مستقبل لا نستطيع حتى التنبؤ به؟ يجب أن يوفر نظامنا التعليمي المهارات اللازمة للشباب للتكيف.
وتلك المهارات ليست كما تظن.

سوف يكون الإلمام بالقراءة والكتابة والحساب والمعرفة العلمية أمراً أساسياً دائماً، ولكن في الآونة الأخيرة، طلب المنتدى الاقتصادي العالمي من المديرين التنفيذيين لبعض الشركات الرائدة في العالم قول ما الذي يعتقدون أنها أهم المهارات الوظيفية المطلوبة في عام 2020.

كان ردهم الأول، حل مشكلة معقدة، تشمل قائمة من أهم عشر مهارات أخرى هي التفكير النقدي، والإبداعي، والتعاوني، والذكاء العاطفي.

لسوء الحظ، فإن نُظمنا المدرسية -التي بُنيت خلال الثورة الصناعية- ليست مجهزة تجهيزاً جيداً لتصدير مثل هذه المهارات، وفقاً لخبير التعليم المشهور عالمياً السير كين روبنسون؛ إذ قال: "إن التركيز على العمل الأكاديمي التقليدي يُضعف المواهب والقدرات التي يحتاجها الطلاب لمواجهة المستقبل".

ويضيف بيتر غامويل، المؤلف المشارك في كتاب الجدار الرائع: قيادة المدارس الإبداعية والمنظمات في عصر التعقيد (كوروين برس، 2017)، "لقد أصبحنا مهووسين باثنين من جوانب التعليم؛ الرياضيات، واللغات".

ويتفق روبنسون وغامويل على ما يلي: يجب أن يتحول نظامنا التعليمي إلى نموذج عملي، يركز على الطالب.

يشير روبنسون إلى مدارس
Big Picture schools في الولايات المتحدة. مجموعات صغيرة من 15 طالباً يعملون مع مستشار ويكيفون دراستهم حسب اهتمامهم.

يمكن للطالب الذي يحب كرة القدم البحث في العلاج الطبيعي، وبعد ذلك من خلال شراكات مع المنظمات والشركات في مجتمعهم، تطبيق أبحاثهم لإنشاء برامج وقائية من الإصابات للفرق الرياضية المحلية.

لا تؤهل الفصول الدراسية القديمة أطفالنا لسوق العمل المستقبلية.

يلاحظ جامويل أن المدارس في جميع أنحاء كندا تُجرب "ساعة عبقرية"، كل بضعة أيام، يحصل الطلاب على ساعة واحدة، لفعل ما يريدون، للعمل على أي مشروع يثير اهتمامهم، مثل تطوير لعبة فيديو، أو تعلم الطباعة على القمصان.

تشعل هذه المبادرات شغفاً بالتعليم الموجه ذاتياً، وتخلق فرصاً للإبداع، وحل المشاكل، وهي المهارات التي تتكيف بسهولة مع الأوقات المتغيرة.

ويعد روبنسون أيضاً داعماً قوياً لخدمات التعليم، وإدماج الإجراءات الاجتماعية والبيئية في المناهج الدراسية الأساسية.

قد يبحث فصلا ما في العلوم الشارحة للاحتباس الحراري العالمي، ثم يقوم بمشروع لمكافحة ذلك – من كتابة رسائل إلى السياسيين، لإطلاق حملة محلية لرفع مستوى الوعي حول استخدام الطاقة.

بالإضافة إلى الإبداع وحل المشاكل، طور الشباب مهارات أفضل في القيادة والتعاون والذكاء والعاطفة، والقدرة على التعامل مع العلاقات الشخصية مع العاطفة، تلك المهارات مهمة دوماً.

لا تؤهل الفصول الدراسية القديمة أطفالنا لسوق العمل المستقبلية، حان الوقت لإعادة النظر في التعلم وتعليم الدروس التي يحتاجونها في الوظائف التي يمكننا تصورها فقط.

هذا الموضوع مترجم عن النسخة الكندية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد