شريكك في السكن هل يجب أن يكون صديقك المفضَّل؟

أحد أكثر المفاهيم المغلوطة حول حياة الجامعة هو أن رفيقك في الغرفة يجب أن يكون صديقك المقرب، تبدو كفكرة عظيمة، تقابل شخصاً جديداً وتتشارك مساحة عيش مشتركة، وصفة متميز للحصول على شريك في الجريمة.

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/23 الساعة 07:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/23 الساعة 07:05 بتوقيت غرينتش

عملية إيجاد شريك في الغرفة هي إحدى أغرب التجارب التي تقدمها الكلية، تجربة مثيرة ومرعبة في آن، في حالات عديدة فكرة العيش مع شخص غريب تماماً تكون مرهقة للأعصاب.

الرقم المجرد للاحتمالات المتاحة لا نهائي، الجزء الساخر من أدمغتنا يفكر: هل تكون عبقرية من الدرجة الأولى تذاكر تحت ضوء المصباح حتى الثالثة صباحاً؟ ربما هي من مرتادي الحفلات وتقضي معظم يومها في شرب الكحوليات؟ أو ماذا لو كانت لاعبة ألعاب فيديو غير اجتماعية لن تخصص لي أي جزء من اليوم؟ على الجانب الآخر ربما تكون رفيقة روحك بالمعنى الأفلاطوني، لكن رغم قصص شريك الغرفة المرعبة التي نسمعها من وقت لآخر، معظم الناس يدخلون التجربة بآمال وتوقعات مرتفعة.

أحد أكثر المفاهيم المغلوطة حول حياة الجامعة هو أن رفيقك في الغرفة يجب أن يكون صديقك المقرب، تبدو كفكرة عظيمة، تقابل شخصاً جديداً وتتشارك مساحة عيش مشتركة، وصفة متميز للحصول على شريك في الجريمة.

لكن هذه العقلية قد تحد من تجربتك الجامعية في بعض الأحيان تتسبب بحزن عميق، النوايا الحسنة تكون نتيجتها سيئة عندما تكون محصورة في مساحة 12*15 لفصلين دراسيين متتابعين.

مشاركة غرفة السكن مع أحدهم تولد نوعاً من الروابط القهرية التي تكون موسعة للأفق، مهما حاولت سيراك شريكك في الغرفة في الأيام التي يكون مزاجك فيها سيئاً أو في ظروف غير محببة.

للأسف إذا كان شريكك هو صديقك المفضل الوحيد لن يكون بإمكانك أبداً الهروب من تلك اللحظات، مثل الكحوليات والشيكولاتة، شركاء الغرفة هم الأفضل في المواساة.

أن تتوقع من شريك غرفتك أن يكون صديقك المفضل معناه أن تضع مزيداً من الضغط على علاقة جديدة، إذا كان بإمكانكم أن تكونوا أصدقاء فهذا أمر جيد لكن التمدن البسيط والاحترام يجب ألا يتم إهماله.

يجب أن يشعرك السكن كأنك في المنزل، لكن لا يعني هذا أن ترتكز عليه أكثر من اللازم، لا تقيد نفسك بتلك الجدران الأربعة، اكتشف الإمكانات الأخرى التي تقدمها لك الكلية والحرم الجامعي.

إذا أصبح شريكك في الغرفة صديقك المفضل بطريقة طبيعية إذن ربما هو القدر، لكن لا يجب عليكما أن تكونا كذلك، لأنكما تعيشان معاً، يجب على كليكما أن تنضجا كأفراد وتعرفا حياتكم الجامعية بالشروط التي تصلح لكل منكما.

لا تدع السكن الجامعي المريح والجميل يمنعك عن رؤية العالم، التق أناساً جدداً وجرب أشياء جديدة واستمتع بالعالم خارج غرفتك، أحد مكونات الحياة الاجتماعية الصحية هو التنوع، لا تضع بيضك كله في سلة شريكك في الغرفة، عندما تخلق دائرتك الاجتماعية الخاصية سيخفف هذا الضغط عن علاقتك مع شريك غرفتك.

أن تتوقع من شريك غرفتك أن يكون صديقك المفضل مثل أن ترتدي صندلاً في الثلج: بالتأكيد ترتدي نعلاً في قدميك، لكن لا يعني أنه الخيار المناسب للطقس، ليس معنى أن شريكك يعيش معك في نفس المساحة أن تحدد صداقته (أو عدمها) تجربتك الجامعية، كن ودوداً ورفيقاً وكن ملجأً جيداً لشريكك عندما يحتاج ذلك، وما هو مقدر له أن يحدث سيحدث.

– هذه التدوينة مترجمة عن نسخة الرئيسية من "هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا

.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد