مرونة التعامل مع النظام ومربيات الأطفال

وكيف ساد المجتمع على هذا النحو، فهل كان غالبية أطفاله يمارسون ما شاءوا بسهولة؟ أم أن مربيات الأطفال في رياض الأطفال هن من يتحملن النتيجة؟! أم أن فوضى الحياة أثناء الانتفاضتين أجبرت الناس على التأقلم مع المرونة بكل شيء إلى أن وصل لتعاملهم مع أطفالهم

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/08 الساعة 08:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/08 الساعة 08:44 بتوقيت غرينتش

إن منع الطفل الصغير من ممارسة أي لعبة تخطر في باله، وخصوصاً الألعاب التي تغضب الكبار وتتعبهم، سواء بالتنظيف أو ما شابه ذلك، سوف يجعله مختلفاً نوعاً ما عن المجتمع من حوله إذا كان يتميز هذا المجتمع بـ(اللف والدوران)، مما يعني قلة عدد المحبين والمؤيدين على المدى البعيد.

فهل نترك أطفالنا يلعبون كما شاءوا ليعتادوا على مجتمع يقبلهم ولا يرفضهم أم نستمر في مراقبتهم وإعادتهم للنظام كلما خرجوا عنه؟!

وهل المشكلة تتلخص في الطفل أم بالمجتمع؟!

وكيف ساد المجتمع على هذا النحو، فهل كان غالبية أطفاله يمارسون ما شاءوا بسهولة؟ أم أن مربيات الأطفال في رياض الأطفال هن من يتحملن النتيجة؟! أم أن فوضى الحياة أثناء الانتفاضتين أجبرت الناس على التأقلم مع المرونة بكل شيء إلى أن وصل لتعاملهم مع أطفالهم، وبالتالي كبر الأطفال على المرونة في ظل مجتمع يتوافق على المرونة، كسهولة اتخاذ قرار تحديد ما إن كان دوام المدارس سيسير كما المعتاد أم لا بسبب دخول جيبات إسرائيلية لمنطقة المدارس، وكمرونة استعمال اسم أحد الأولاد المسجل بالتأمين الصحي في علاج ولد آخر لا يوجد له سجل في التأمين الصحي،

أم كسهولة ترفيع الطلاب من مرحلة دراسية ابتدائية إلى المرحلة التالية بنجاح دون أن يكون هناك التزام بمعايير النجاح والرسوب، أو حتى من الممكن ألا يكون هناك معايير محددة للنجاح والرسوب؛ لكونهم في مرحلة ابتدائية، وليس من الضروري إحباطهم أو إعاقتهم في بداية مشوارهم التعليمي، وعلى ما يبدو فإنه من لم يعرف عملية حسابية ما في بداية حياته الدراسية فقد يعرفها في مرحلة أخرى تليها!

والعديد من القضايا والأمور التي يتم التجاوز عنها في حياتنا؛ لتشكل تقبلاً عاماً لفكرة المرونة بالأنظمة والقوانين مما يعني انتشار تبعات مضرة لهذه الثقافة من عدم اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب، مع عدم استهجان لهذه الفكرة؛ لكونها أصبحت ضمن الممارسات المرنة في حياتنا، ومما يعني تقبل فكرة التغيير والتعديل، وسهولة اتخاذ قرار التزوير في أنظمة المشتريات والعطاءات، وحتى الانتخابات؛ لكون الفرد أصبح معتاداً على إمكانية صناعة أمر سيئ؛ لأنه لا يلقى رفضاً أو استهجاناً كتصرف وقح، بل يكاد يتعامل مع هذه الحالات بضرورات بحجة نظرية المؤامرة، أو عدم اتباع ما هو معقد كإجراءات وأنظمة لهدم البيروقراطية.

وفي النهاية لا يسعني إلا أن أدعوكم لعدم التسرع باختيار مركز رياض الأطفال المعتمد لطفلكم، اسألوا عن المربية فيه لضمان عدم اتخاذ ابنكم عندما يكبر لقرارات سيئة جداً.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد