لماذا لا ينصرنا الله على السيسي؟!

أنتم تقولون إن السيسي قاتل، فلماذا لا يخسف الله به الأرض وقد قتل منكم من قتل إن كنتم على الحق؟ هو نفس السؤال الساذج الذي أجبنا عليه في أول الكلام..

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/08 الساعة 06:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/08 الساعة 06:33 بتوقيت غرينتش

– تخيل لو كل واحد تعدى على حدود الله تنزل عليه في التو واللحظة صاعقة من السماء!.. هل سيكون وقتها هناك أي معنى ليوم القيامة والحساب؟! الكل سيصبح مؤمناً بالله بالطبع.. لن يرتكب أحد جريمة.. لن يرتكب أحد ذنباً واحداً.. وبالتالي لن يكون هناك أي معنى للحساب والجنة والنار!

– لو أراد الله أن يؤمن الناس جميعاً لحوّل قلوبهم دون معجزة، لكن هذه ليست إرادته في الأرض كما علمنا الإسلام.. وهذه نقطة مهمة جداً في العقيدة يجب أن يفهمها الجميع بشكل واضح.

– بعض الملحدين والمشككين يقولون لماذا لا يظهر الله لنا لكي نؤمن به لو كان موجوداً؟ وهو سؤال سخيف يدل على جهل السائل بسبب وجوده في الأرض من الأساس، خاصة أن كثيراً من هؤلاء له خلفية دينية يعتقد منها أن الأديان تقول إن وجودنا في الأرض ما هو إلا نتيجة خطيئة آدم!.. وهذه فكرة عبثية جداً عن الدنيا.. في الإسلام نعرف أن الله ما خلق الإنسان إلا ليستخلفه في الأرض بغض النظر عن فعل آدم الذي هو مجرد خطأ قد غفره الله له، ولا يتحمل نسله خطيئته التي لم يشاركوا فيها أصلاً.

– إن أراد الله خلقاً مؤمنين به دون اختبار، فإنه قد خلق الملائكة بالفعل!.. البشر خلق مختلف من مخلوقاته.. ستظل الدنيا دار اختبار للإيمان حتى تزول الأرض ومن عليها.. ولكي تظل دار اختبار فلن تجد فيها حدثاً لا يستطيع كافر أن يشكك فيه، حتى معجزات الأنبياء خرج من قال لهم إن ما تفعلونه سِحر!

– إذن دعنا نسأل سؤالاً: لماذا لا يُظهر الله نفسه بطريقة أخرى؟ لماذا لا ينصر الله عباده المؤمنين بشكل واضح وصريح في كل صراع لهم؟ أنتم تقولون إن السيسي قاتل، فلماذا لا يخسف الله به الأرض وقد قتل منكم من قتل إن كنتم على الحق؟ هو نفس السؤال الساذج الذي أجبنا عليه في أول الكلام.. لو فعل الله هذا مع كل مجرم فإن فكرة الاختبار ستسقط ويسقط معها الحساب والقيامة والجنة والنار!

– تذكر أن ما حدث مع فرعون لم يكن عقاباً.. فرعون مات غرقاً.. الأبرياء أيضاً يموتون غرقاً.. وجرائم فرعون خاصة ادعاءه الألوهية أكبر بكثير من أن يكون عقابه مجرد الغرق.. ما حدث لفرعون هو الخزي في الدنيا فقط.. وتذكر أنه رغم غرقه هناك من لم يؤمن بعد أن رأى أو سمع بما حدث له.. فهم قالوا عن موسى إنه ساحر، إذن موسى أغرق فرعون بالسحر!.. من يريد التشكيك سيجد دوماً طريقة لذلك، ولهذا فإن الدنيا ستظل دوماً دار اختبار.

إن لم يكن غرق فرعون عقاباً فمتى يُعاقب على فعله؟.. وهذا السؤال هو هدف كل هذا الكلام.

– أصل من أصول العقيدة الإسلامية أن تكون مؤمناً بأن الدنيا ليست دار جزاء، بل دار ابتلاء.. ابتلاء بالخير والشر.. المال الكثير ابتلاء والفقر ابتلاء.. وكل إنسان يوضع في ظروف مختلفة يحاسبه الله على ما وضعه فيه يوم القيامة.

سيتلقى فرعون عقابه يوم القيامة.. وهكذا كل المجرمين.. قد يظهر انتصار المؤمنين في الدنيا في معركة ما في زمان ما بشكل واضح وقد لا يظهر.. قد يموت المجرم بنهاية مأساوية أو يطول عمره ويموت على سريره.. كل هذا يخضع لقوانين الله في الأرض التي تحافظ على الدنيا كدار اختبار وليست دار يقين.

ولهذا لا تحزن من تجبر المتجبرين أو تأخر نصرك الذي يعتمد على أخذك بالأسباب بقدر الإمكان مع اليقين بالله الذي لا يهتز بنتيجة المعركة المؤقتة.. والدنيا كلها مؤقتة!

– لكن تذكر أن الله قد يبتليك لتصحح من أخطائك وتعيد حساباتك، بل ويبتليك ليُعلمك لتقوي إيمانك.. فكن دائماُ في حالة تفكر ودعاء بإخلاص بأن يهدينا الله الصراط المستقيم.

لهذا.. كُن مدركاً لفقه الابتلاء حتى لا تجزع وتذكر:
– الحزن أمر طبيعي ومقبول لكن الجزع واليأس لا!
– ليس مطلوباً منك أن تصل لنهاية الطريق، بل الموت على الطريق.
– لا تأسَ على من مات على الحق فهو في حال أفضل من حالك!
– لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها!
– جدد نيتك دائماً بأن يكون فعلك وقولك وحميتك وغضبك وحزنك لله ودينه، وليس لأشخاص أو لانتقام شخصي أو لتعصب لشخص أو جماعة أو فريق.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد