حين دخلت الـ”هاف بوست” خائفاً أترقّب

وصلت أخيراً إلى ذلك المكتب الزجاجي، كان يجلس خلف رجل في منتصف العمر، كان كبيراً في السن، ولكن ليس كما تخيلته، جلسنا وتبادلنا أطراف الحديث، وكان التوتر بادياً عليّ، فبدأ بسؤالي لماذا تريد أن تتدرب عندنا؟ وغيره الكثير من الأسئلة، كنت قد توقعت هذه الأسئلة، ولكن لم أتذكر ما كنت أريد أن أقول، ربما كان للارتباك أثر في نسياني لتلك الأجوبة التي قد أعددتها مسبقاً.

عربي بوست
تم النشر: 2017/04/19 الساعة 03:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/04/19 الساعة 03:15 بتوقيت غرينتش

الخوف والارتباك هما الشعور الذي لازمني حين قررت الذهاب لمكتب الـ"هافينغتون بوست" للمرة الأولى، كان ينتابني ذلك الشعور لماذا سوف يقبلونني متدرباً معهم؟ وأنا لم أكتب في حياتي حتى الإنشاء المدرسي؛ إذ كنت أقوم بتحميله من الإنترنت، ولا أعرف شيئاً عن الصحافة، ناهيك عن أنني لم أقم حتى بفتح الموقع؛ لكي أعرف الأقسام التي يحتويها، كنت مقتنعاً أنهم سوف يرفضونني، ترددت في الذهاب؛ لكي أكون صريحاً ذهبت حتى لا ألوم نفسي لعدم الذهاب، وصلت أخيراً للمكتب بعد بحث دام أكثر من ساعة ونصف.

مع خطواتي الأولى داخل المكتب، قمت بجمع كل الأفكار السلبية التي من الممكن أن تخطر على بالي، وبدأت أفكر بأسوأ السيناريوهات، وما زاد الأمر سوءاً أن الكل كان يحدق بي عند دخولي للمكتب، أحسست بالخوف من نظراتهم، أسرعت الخطى للوصول إلى مكتب رئيس التحرير.

وصلت أخيراً إلى ذلك المكتب الزجاجي، كان يجلس خلف رجل في منتصف العمر، كان كبيراً في السن، ولكن ليس كما تخيلته، جلسنا وتبادلنا أطراف الحديث، وكان التوتر بادياً عليّ، فبدأ بسؤالي لماذا تريد أن تتدرب عندنا؟ وغيره الكثير من الأسئلة، كنت قد توقعت هذه الأسئلة، ولكن لم أتذكر ما كنت أريد أن أقول، ربما كان للارتباك أثر في نسياني لتلك الأجوبة التي قد أعددتها مسبقاً.

لا أعرف السبب الحقيقي لقبول طلبي، ربما السبب أنني أول من طلب التدريب معهم، وقد يكون هذا من حسن حظي، بالرغم من ذلك لم تكن تجربة سهلة والتقرير الأول أخذ مني أكثر من شهر لكي أقوم بنشره، بمساعدة صديقي كريم.

مرت تقريباً أكثر من سنة على ذلك اليوم، والناس الذين تجنبت حتى النظر في أعينهم أصبحوا جزءاً من العائلة الكبيرة في تلك الغربة، ربما من محاسن الغربة التي لم يخبرونا عنها أن العلاقات التي تحدث هناك تكون لوحات مضيئة على جدران الذاكرة.

"أنا ما دخلي" قد يتبادر إلى ذهنك هذا السؤال!

يا صديقي قد تكون رحلة البحث عن الشغف هي ما يجمعنا، فالشغف قد يكون هو ما يدفعنا لتجريب أمور مختلفة، قد تكون هي المفتاح لذلك السؤال الذي دائماً نطرحه "لا أشعر بالسعادة فيما أفعل؟!".

وهذا يقودنا إلى أن أكثر من 80% من الموظفين في الولاية المتحدة يعملون في غير تخصصهم، هذا لا يعني أنهم فاشلون، ولكنهم لم يستطيعوا أن يجدوا شغفهم في تخصصاتهم.

رحلة الشغف قد تستغرق عشرات الساعات من الجهد، ولكن في النهاية سوف تكتشف المكان الذي سوف تكون ساعات العمل به هي كساعات مشاهدة الفيلم.

ما زال في الوقت متسع لبداية رحلة الشغف الخاص بك، فرحلة الشغف تبدأ بخطوة.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد