هنا في بلاد السلاطين كل شيء جميل وخارق للعادة، جاء الربيع فتزينت إسطنبول بأزهار التوليب أو "اللّالِه" كما يسميها الأتراك؛ لتضفي عليها جمالاً آخر، وتصبح قطعة باذخة الجمال، هذه الزهرة التي طالما تغنى بها الشعراء والأدباء الأتراك، ومن أكثر الزخارف استخداماً لدى العثمانيين لها علاقة خاصة مع الأتراك فهم قد جلبوها معهم من مواطنهم الأصلية في آسيا الوسطى إلى الأناضول،
ومن ثم انتشرت من الدولة العثمانية إلى أوروبا في القرن السادس عشر، كما سُمي أحد عهود الدولة العثمانية بـ"عهد التوليب"، وهي الفترة الممتدة من 1718 إلى 1730؛ حيث ساد السلام بعد توقيع معاهدة مع الإمبراطورية النمساوية، ما أتاح المجال لإيلاء مزيد من الاهتمام بالفنون، وازدهرت زراعة التوليب بشكل كبير في إسطنبول في تلك الفترة، وتم إنتاج أنواع جديدة منها.
التوليب إحدى أشهر الزهور حول العالم، واشتق اسمها من كلمة "Tülbend" وهي تعني العمامة، والتي تصف شكل الزهرة الشبيه بعمامة الرأس.
يحين موعد زراعتها في أواخر الصيف وأول الخريف، وتزهر في الربيع، ينمو التوليب في المناطق المعتدلة المائلة إلى البرودة، ويتميّز بسهولة زراعته، التوليب من الأزهار المعمّرة، أي أنه يعيش لأكثر من سنتين.
يُزرع التوليب من الأبصال، تنمو أزهار التوليب بمختلف أنواعها على ساق تتراوح طولها بين 10 و70 سنتيمتراً.
تحمل الأزهار ما بين ورقتين و6 أوراق خضراء تبدو وكأنها مغطاة بالشمع، ومنها أنواع تحمل 12 ورقة، سرعة تفتّح الأزهار تعتمد على المكان الذي توضع فيه الأوعية، إذا وضعتَ الأوعية في الشتاء داخل المنزل حيث الحرارة المعتدلة، ستتفتّح الأزهار بسرعة، وإذا وضعتها على الشرفة حيث درجة الحرارة تقل عن 20 مئوية، ستبقى الأزهار مغلقة حتى مجيء الربيع، ولزهرة التوليب حياتان: حياة فوق الأرض تنتهي بالأزهار ذات الألوان الجميلة الحمراء والصفراء والوردية، وحياة أُخرى تنتهي بتكوين الأبصال الجديدة.
على اختلاف ألوان التوليب ولكنها تشع في الروح البهجة والمحبة، لكل لون من ألوان التوليب معنى، فالتوليب الملون يعني أن من أهديت إليه تلك الأزهار يملك أجمل عينين بنظر من أهدى الزهور، أما بقية الألوان فتعني المحبة، إذاً فهي زهرة الحب، وكم أعجبني كلام الشيخ سلمان عن الحب، فقد قال: الحب ليس شعوراً تجاه إنسان واحد فحسب، بل هو ينبوع متدفق يتسع مداه كلما فتحنا له القنوات، وبقدر ما تمنح الآخرين من الحب يتسع قلبك، وتسمو روحك، وترق مشاعرك، ويمنحك الله السعادة والنجاح، فالحب ينبوع كلما غرفت منه زاد وجاش بالري.
أهدوا هذه الزهور لمن تحبون، فهي تدخل إلى القلب وتخاطب برقة المشاعر والأحاسيس، وهي أيضاً تعبر عن محبتكم لهم وتدخل السرور على قلوبهم.
إهداء زهرة أو ابتسامة في وجه مَن نحب، أو كلمة طيبة أشياء ولو أنها صغيرة، لكنها تجعلنا غيمة فرح تهطل فتنشر الفرح والبهجة على النفوس.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.