لماذا لم ننتقد أبلة فاهيتا؟

أبلة فاهيتا (الدمية) نجمة الإعلام حالياً لها تاريخ إعلامي عريق، فاسمها على وزن (أبلة فضيلة) الإذاعية المحترمة التي طالما استمعنا إلى برنامجها الإذاعي في طفولتنا، وما كان يتضمنه من حكايات ذات مغزى أخلاقي وتربوي

عربي بوست
تم النشر: 2017/04/18 الساعة 03:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/04/18 الساعة 03:08 بتوقيت غرينتش

أبلة فاهيتا (الدمية) نجمة الإعلام حالياً لها تاريخ إعلامي عريق، فاسمها على وزن (أبلة فضيلة) الإذاعية المحترمة التي طالما استمعنا إلى برنامجها الإذاعي في طفولتنا، وما كان يتضمنه من حكايات ذات مغزى أخلاقي وتربوي.

والمفارقة أن أبلة فاهيتا هي كل ما يناقض ذلك من التلميحات الجنسية، مروراً بمحتوى البرنامج الذي لا يصلح للأطفال، وصولاً إلى تدني لغته الحوارية.

(الدمية) بدأت مشوارها الفني كفتاة إعلانات لإحدى شركات المحمول وحققت شهرة لا بأس بها على مواقع التواصل الإعلامي، واشتهرت ببعض الجمل التي جعلت لصفحتها على الفيسبوك آلاف المتابعين.

ولكن ما جعلها شخصية شهيرة واقعة اتهامها بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين.

وكان مقدّم البلاغ في تلك الواقعة شخصاً يدعى (سبايدر)، وكأننا نحيا في عالم سبيستون الخيالي ولسنا على أرض الواقع.

وقامت برامج التوك شو في تلك الفترة بتقديم حلقات وجلسات وحوارات حول كون (أبلة فاهيتا) بريئة أم مذنبة؟

ووصل الأمر في بعض الأحيان إلى الاتصال بها (الدمية) تليفونياً وإتاحة الفرصة لها للدفاع عن نفسها!

وعلى سبيل الاعتذار لها عما بدر منهم في حقها من تهم ظالمة قامت قناة شهيرة بإنتاج برنامج توك شو بتكاليف ضخمة من نفس المكان الذي كان يقدم منه الإعلامي باسم يوسف برنامجه الأشهر (البرنامج) لتستضيف فيه (أبلة فاهيتا) كبار الفنانين والمشاهير!

وكأنه انتقام من باسم يوسف، فها نحن نأتي بدمية ونضعها مكانك وننتج لها برنامجاً، والأكثر من ذلك لقد أصبح لها جمهور عريض ينتظر حلقاتها!

بل وصل الاهتمام بها إلى أعضاء مجلس الشعب فأصبحوا يتعاطون معها كأي مذيعة، يردون على انتقاداتها لأدائهم على صفحات الجرائد وفي المداخلات التليفونية!

وسط كل هذا العبث لم يتساءل أحد عن مغزى وجود تلك الدمية، لم يتساءل أحد عن مَن يحركها ويكتب لها سيناريو برنامجها.
الكل يتعامل معها على أنها كيان حي في سابقة هي الأولى من نوعها في الإعلام.
لماذا لم ينتقد أحد (أبلة فاهيتا) سواء من الجمهور أو الإعلاميين؟ لماذا تقبلناها بهذه الأريحية؟!

أعتقد أن كلاً منا في داخله يقين أن أغلب الإعلاميين في حقيقتهم لا يختلفون كثيراً عن (أبلة فاهيتا).

مجرد دُمى تحرك عن بُعد، تلقن ما تقول، وتدرب على ما تفعل دون أدنى اعتبار لتأثيرها على المتلقي.

فنتابع (أبله فاهيتا) وزملاءها ولسان حالنا يقول: ماذا سيضير الإعلام لو زادت الدُّمى دمية؟!

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد