أن تكون لك جدة يعني أن تمتلك العالم.
أن تكون لك جدة يعني أن تستيقظ صباحاً وقد أعدت لك إبريقَ شاي أو كوبَ حليب، ولك الخيار بينهما، ولن يقنعها أنك قد شبعت.
أن تكون لك جدة يعني أن طعم الزيت والزعتر والبيض المسلوق وفتة الحليب والكعك المغطس بالشاي له نكهة أخرى.
أن تكون على يقين أنك إذا مرضت فلا غيرها دواء، فدواؤها واحد لجميع الأمراض.
أن تكون لك جدة يعني أن لديها حاسة لكشف أكاذيبك ولن تنطلي عليها الحيل، يعني أن تطمئن أنه سيكون بحوزتك ما يكفيك من النقود، وأن تمرر لك من بين الجميع قطع حلوى ويظن كل منا أنه وحده من حصل عليها، وأن وقت الاستحمام هو نوع من التعذيب الجسدي لكل الأخطاء الفائتة.
أن تكون لك جدة يعني أن جميع أطباقها سترضي جميع الأحفاد، يعني أن تحيك لك في كل شتاء كنزة من الصوف بألوان الطيف، ويعني أن تدعو لك بالسر وهي تتمتم بألفاظ قد لا تفهمها.
أن تكون لك جدة يعني أن تتأكد أنه لا مفر من العقاب والعتاب، وأنه لا محالة ستشعر بتأنيب الضمير، وأن لا منزل قد يستوعب حجم تعبك إلا بوجودها، وأن هروبك الوحيد من صراخ الوالدين أو من خطأ قد تعاقب عليه منهما إلا بحضنها فهي الأمان.
أن تكون لك جدة يعني إن تأخرت يوماً عن المنزل فنومك عندها حجة للهروب.
أن تكون لك جدة يعني أن تختلي مع نفسك من ضجيج العمل والدراسة في بيتها، وأن تكون لك جدة يعني في جميع الحالات أينما ذهبت ستباهي العالم بها.
وأخيراً إن كان لديك جدة كجدتي فهنيئاً لك؛ لأنك قد احتويت قلباً إن غرقت فيه فلا محالة ستعطيك طيفاً قد يقيك جميع الشرور.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.