ثلاثية السعادة

عادات بسيطة جداً، وعفوية جداً، ومتوفرة لدى الجميع، لكن نحن نتغاضى عنها، ولا نُبدي الاهتمام الكافي بها، ونعتبرها أشياء ثانوية غير أساسية، ما هي هذه الأشياء يا ترى؟ وكيف نتعامل معها في الشكل المناسب؟ والأهم من كل ذلك التوقيت المناسب الذي يليق بها.

عربي بوست
تم النشر: 2017/04/13 الساعة 06:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/04/13 الساعة 06:23 بتوقيت غرينتش

عادات بسيطة جداً، وعفوية جداً، ومتوفرة لدى الجميع، لكن نحن نتغاضى عنها، ولا نُبدي الاهتمام الكافي بها، ونعتبرها أشياء ثانوية غير أساسية، ما هي هذه الأشياء يا ترى؟ وكيف نتعامل معها في الشكل المناسب؟ والأهم من كل ذلك التوقيت المناسب الذي يليق بها.

1- الهدايا:
من الأفعال التي حض عليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: "تَهَادُوا تَحَابُّوا" رواه البخاري في الأدب المفرد، وحسنه الألباني.

لا تنتظر مناسبة لا تنتظر حدثاً لا تنتظر عيد أم أو عيد حب؛ لتهدي أحبابك وتفرحهم وتشعرهم بمدى اهتمامك لإسعادهم، الهدية على الرغم من بساطتها، وإن كانت وردة أو علبة صغيرة من الكاكاو، ستدخل الفرح إلى قلب المُهدى إليهِ، وتذكر هي جميلة في المناسبة، والأجمل إن كانت بلا مناسبة، هي لفتة مميزة منك لمن حولك كعائلتك وأصدقائك وإخوتك وأطفالك وزوجتك.

الهدايا تضفي تجدداً وانبهاراً على أيامك مع أحبابك، وتشعرهم بمدى اهتمامك.. أهدوا وتهادوا وافرحوا وأفرِحوا من حولكم.

2- الكلمة الطيبة:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والكلمة الطيبة صدقة" الحديث متفق عليه.

وما أكثر الكلمات الطيبة والجمل البسيطة التي تجعل الآخرين سعداء بسماعها، بدءاً بإلقاء السلام والتحايا وانتهاء بـ(شكراً، عفواً، سلمت يداك، الله يساعدك، جزاك الله خيراً، تسلم، أحسنت صنعاً، تفوقت على نفسك، خيراً ما فعلت)، والكثير من الجُمل والكلمات التي لا تعد ولا تحصى، نستطيع أن نستخدمها في التعامل مع الناس، في العمل، والبيت والحافلة، ونرددها لكل من يقدم لنا خدمة.

الأقربون أيضاً لهم النصيب الأكبر من الكلمات الطيبة، أمك، وأخوك، وزوجتك وأبناؤك، جميعهم بحاجة للكلمة الطيبة التي تشعرهم بالحب والتقدير والاهتمام.

الكلمة الطيبة لغة إيجابية، والأهم أن نقولها بأسلوب هين لا تكلف فيه أو غضب.

3- المساعدة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير الناس أنفعهم للناس"، كُن من هؤلاء الذين لا يترددون لجزء من الثانية في مساعدة الآخرين وإسعادهم.

المساعدة تقوي أواصر الثقة والمحبة، وتساهم في نشر الخير وإصلاح المجتمع الواحد.
لا تقف متفرجاً أمام كرب أخيك أو حاجته، لا تتخذ موقف الصامت المكتفي بما عندهُ، ولا دخل لهُ بكل ما يحصل خارج دائرة الأمان خاصته.
ساعد الناس تَسعد، اغتنم كل موقف وكل فرصة وكل عثرة يحتاجك فيها الآخر، وخذ بيده، مد لهُ يد العون في الوقت المناسب؛ لينهض ويخطو نحو بر الأمان، وإن كان من ساعدته قد نسي فضلك، فالله تعالى لا ينسى، فسوف يجزيك خير الجزاء.

سأكتفي في هذا المقال بثلاث نقاط ذات أهمية كبيرة جداً، إن كانت مع الأقرباء منك وعائلتك، أو مع الغرباء والآخرين من حولك، إنها تفاصيل تعطي الحياة معنى وجمالاً وراحة واطمئناناً.
من يمارسها سيشعر بقيمة ما يقوم بهِ، والأهم ألا ينتظر مقابل أفعاله هذهِ مردوداً، يكفيه السلام الذي يشعر بهِ في أعماقه، فملامح أحبابهُ وهم فرحون بلفتة بسيطة منهُ لا يضاهيها شيء.

علامات الرضا التي يراها في وجه شخص عبّر لهُ عن امتنانهُ بكلمة شكر أو عفو أو تقدير تشعرنا بمدى تأثير الكلمات والأفعال البسيطة في نفوس الآخرين، فهو قادر على أن يرسم الفرحة على وجه شخص في وقت غير متوقع، وتلك أجمل فرحة.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد