“انتِ بتاكلي من خير بلدنا”.. الجملة التي تُقال لي كل يوم في مصر

أحبها لأنها تلك البلاد التي قابلت فيها أناساً عند علمهم بكوني فلسطينية تطير قلوبهم فرحاً وأرى في أعينهم الكثير من الحب، لكن أكرهها لأنها نفس البلاد التي قابلت فيها أناساً يعتقدون أني مجرّد زيادة في مجتمعهم سمعت تكراراً تلك المقولة الشهيرة (انتِ بتاكلي من خير بلدنا)

عربي بوست
تم النشر: 2017/04/11 الساعة 07:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/04/11 الساعة 07:29 بتوقيت غرينتش

أحُبها أم….؟!! دائماً ما يطرح عقلي على قلبي سؤالاً، بل يطرح لساني عليهما "هل أحبها أم أكرهها؟!" أم أن المشكلة تكمن في أن القلب يقبل في بعض الأحيان ما يرفضه العقل والعكس صحيح إن صح تعبيري؟ أحبها لأنها ذلك البلد الذي ولدت فيه، لكن أكرهها لأنها ذلك البلد الذي كتبني لاجئة منذ يوم ولادتي، فحتى في قوائم الدراسة كتبني وافدة وأُعامَل على هذا الأساس.

أحبها لأنها تلك التي أكسبتني أشخاصاً وأصدقاء أسعد بقربهم وصداقتهم، لكن أكرهها لأنها التي عرّفتني على أشخاصٍ قد ينظرون إليّ شزراً لكوني فلسطينية.

أحبها لأنها هي التي أتنقل على أراضيها، لكن أكرها لأنها التي تحدد لي إقامتي وتنَقُّلى ولا تسمح لي بالانتقال خارجها أو السفر حتى لكوني قتاةً فلسطينية.

أحبها لأنها تلك البلاد التي قابلت فيها أناساً عند علمهم بكوني فلسطينية تطير قلوبهم فرحاً وأرى في أعينهم الكثير من الحب، لكن أكرهها لأنها نفس البلاد التي قابلت فيها أناساً يعتقدون أني مجرّد زيادة في مجتمعهم سمعت تكراراً تلك المقولة الشهيرة (انتِ بتاكلي من خير بلدنا)، ألا يعلمون أن ذاك الخير أدفع ثمنه مادياً وأكثر منه معنوياً؟ كيف لا أستطيع كرهها وهي البلد الذي يفرض عليّ قيوداً إضافية لكوني وافدة؟!

وهي التي قيل لإحداهن فيها "عفواً يا آنسة، تتوفر فيكِ جميع الشروط المهنية ولكنك مرفوضةً لكونك فلسطينية"؟! فكيف بي لا أستطيع أن أقول إنّي أكرهها مع ذلك الذي عشته فيها من آلام منذ الصغر حتى اليوم، فرأيت منها الكثير؛ مروراً ببطاقة التأمين الصحي التي سُحبت مني في المدرسة؛ لكوني وافدة وبتعليم أخي الجامعي وانتظار قراراتها فيه، وكل ما سمعته ورأيته وسوف أسمع وأرى.

وتظل إجابة السؤال ذاك عالقةٌ، هل أحُبها ولكن ….؟!

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد