صباح الخير! آمل أن تكون قد نمتَ جيداً، فاليوم الثاني كما الأول سيكون يوماً طويلاً ممتلئاً بالأماكن الجديدة وساعات التجول والمشي الممتد.
كما اتفقنا، ستبدأ يومك مبكراً تتناول فطورك، ثم تنطلق، إن كنتَ قد أقمتَ في فندق أو نُزل، فاحظَ بوجبة الفطور التي يقدمها لك، كنوع من توفير المال، أما إن كنتَ قد استأجرتَ غرفة خاصة أو شقة مستقلة من خلال موقع Airbnb، فاستعن بموقع Forsquare لتعثر على أحد المطاعم القريبة المختصة بالفطور التركي المميّز، سأتحدث لاحقاً عن أكثر الأماكن تميّزاً في تقديم الفطور التركي.
الساعة التاسعة صباحاً: متحف بانوراما 1453 "Panorama 1453 Tarih Müzesi"
لا أعتقد أنك ستفهم إسطنبول بمعزل عن فهم قصة فتحها، وقصة أعظم الدول التي مرّت عليها، الدولة العثمانية، وهذا ما يتيحه لكَ هذا المتحف بأسلوب مميز يمزج الصوت بالصور والمؤثرات المختلفة، يمكنكَ الوصول للمتحف عن طريق خط الترام واي T1، والنزول في محطة "توب كابي Topkapı".
تلميح 1: قد يحتاج المتحف ساعتين أو أكثر للتجول بداخله.
تلميح 2: المتحف يستقبل زواره يومياً من الساعة الثامنة صباحاً حتى الخامسة مساءً.
تلميح 3: سعر تذكرة الدخول للمتحف تساوي 15 ليرة تركية.
خط الترام واي T1 "18 دقيقة"
الساعة الثانية عشرة ظهراً: جامع إمينونو، السوق المصرية وجامع السليمانية "Eminönü. Mısırlı Çarşı & Suleymaniye Camıı"
تعدّ هذه المنطقة من أهم المناطق التاريخية في قلب المدينة القديمة، يمكن التجول داخل السوق المصرية والتمتع بألوانها الخلابة وروائح بهاراتها، وتذوق الحلقوم التركي اللذيذ، ومن ثم التعرّف على جامع إمينونو أو الجامع الجديد كما يُسمّى، ومن ثمّ الصعود للأعلى نحو جامع السليمانية، أحبّ جوامع إسطنبول إليّ، والتمتع بإطلالته المميزة والعالية على المدينة وبسفورها، ولعلّك تدرك وقت صلاة الظهر فتؤديها هناك.
الساعة الواحدة والنصف ظهراً: موعد الغداء
كالعادة، أمامك عدة خيارات للأكل في هذه المدينة:
في حال كنتَ بالقرب من السليمانية، اعثر على أحد المطاعم الشعبية التي تقدّم الأرز والفاصولياء المجففة هناك، أعلم أنه ليس خياراً مفضلاً للكثيرين، لكنكَ حتماً تودّ التعرف على المدينة والحياة الشعبية فيها بتفاصيلها المتعددة.
في حال تواجدكَ بالقرب من السليمانية أيضاً، ابحث في موقع فورسكوير عن "Angus Virginia Burger"، المطعم الذي يروّج لنفسه على أنه صاحب "أفضل برجر في المدينة"، أصدقه كثيراً من جهتي .
أما في حال تواجدك بالقرب من جامع إمينونو القريب من البسفور، فستلاحظ الكثير من السفن المرصوفة التي يتجمع حولها الناس لتناول شطيرة من السمك الطازج والمعروف بالتركية "Balık Ekmek".
هناك في ضواحي السوق المصرية العديد من المطاعم التي تقدّم الـ"pide"، إحدى المأكولات التركية الشهيرة والشبيهة بالمعجّنات والفطائر في عالمنا العربيّ.
المسافة: 1300 متر "16 دقيقة مشياً على الأقدام"
الساعة الثانية والنصف ظهراً: جسر وبرج غلاطة وشارع الاستقلال
أكمل رحلتك مع الصيادين المتناثرين على جانبيْ ذلك الجسر القديم الذي يربط جزأين من المدينة، قبل أن تصل إلى ذلك البرج البارز الذي يهيمن على أفق إسطنبول، ستحظى بمشاهد بانورامية للمدينة في حال قررتَ انتظار دورك والصعود أعلى البرج، لكني لا أحبذ ذلك، فلم أصعد البرج إلا بعد مرور عامين على تواجدي في المدينة، لا تضيع وقتك في ظلّ وجود خياراتٍ أخرى قد تهبك الذي يهبكَ إياه البرج.
هناك العديد من المقاهي وذات الإطلالة المرتفعة والقريبة من البرج، في حال تواجدتُ هناك مع أصدقاء لي يزورون المدينة للمرة الأولى فغالباً ما آخذهم لمقهى لطيف اسمه "كوناك "onak"، تجده على موقع فورسكوير في حال بحثت.
لا بأس بالذهاب للمطعم واحتساء فنجان من القهوة التركية أو كأس من الشاي، مع العلم أنني لا أفضله لخيارات الأكل.
تماماً وبالقرب من برج غلاطة، ستجد نفسكَ في أحد طرفي شارع الاستقلال، الشارع الشهير في إسطنبول، الذي لا يخلو أبداً من العابرين ليلاً ونهاراً. قد يأخذ الشارع من وقتك حوالي النصف ساعة لتصل إلى طرفه الآخر وميدان تقسيم الشهير، وقد لا يعجبك ازدحامه وامتلاؤه بكل ذلك العدد من الإنس، لكن لا بأس، حاول أن تستكشف جمال البيوت القديمة على طرفي الشارع، وجمال عازفي الموسيقى الذين يملأونه حياةً وحيوية.
تلميح1: الشارع يحتوي على الكثير من المحلات وأماكن التسوق والتي بإمكانك أن تجدها في أي مركز تسوق آخر في إسطنبول؛ لذلك لا تضيع وقتك بين هذه المحلات، خصص لها وقتاً في نهاية رحلتك وعد إليها لاحقاً.
تلميح 2: هنالك العديد من المتاحف والأماكن التي يمكنك زيارتها في المنطقة ما بين برج غلاطة وميدان تقسيم والتي سأكتب عنها لاحقاً، احفظ الطريق الآن والبقية تأتي تباعاً.
الساعة الخامسة عصراً: ساحل أورتاكوي "Örtaköy"
هذه هي المنطقة الملائمة لكي تنهي فيها يومك وتزيح تعبك، استخدم تطبيقات المواصلات التي أوصيتُ بها سابقاً لتعثر على الحافلة التي توصلك للمنطقة. وفي حال وصلتها عليكَ بالكومبير kumpir التركي الشهير، فالمنطقة مشهورة جداً به، ثمّ أكمل يومك بتأمل الغروب على البسفور واحتساء كأس من الشاي في أحد المقاهي في المنطقة.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
