عليك أن تخاف من خوفك

مش مشكلتي في الخوف؛ لأنه مشاعر طبيعية وموجودة ومشروعة كمان، الخوف إن يتحول الخوف الطبيعي لخوف مرضي، الخوف المفروض يخليك تعمل أحسن ما عندك مش يخليك ما تعملش حاجة خالص وتقف عند مرحلة التفكير والخوف وتنتهي بعدم تنفيذ أي حاجة في حياتك!

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/25 الساعة 06:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/25 الساعة 06:01 بتوقيت غرينتش

تعريف الخوف ببساطة: هو شعور بيحصل نتيجة تهديد أو خطر، ومواجهة الخطر ده بيكون إما عن طريق المواجهة أو عدمها Fight or Flight.

الخوف أنواع: نوع عقلاني "منطقي"، ونوع غير عقلاني "غير منطقي"، فيه أسباب كتيرة قوي بتسبب الخوف للإنسان: الخوف من الأماكن المفتوحة، الخوف الاجتماعي "من الناس"، الخوف من الأمراض، الخوف من الموت، مخاوف من الظلم، والفشل، والظواهر الطبيعية، والأماكن العالية، والأماكن المُظلمة.. سلسلة لا نهائية من المخاوف المتعددة، واللي بتزيد كل يوم.

الحقيقة مش عايزة أطرح فكرة الخوف العقلاني أو اللي ليه أسباب حقيقية؛ لأن الخوف وقتها بيحافظ على الحياة، يعني لما تخاف من حيوان مفترس هتجري بأقصى سرعة عندك علشان تنقذ حياتك "رغبة البقاء" و"التعلق بالحياة".

لكن اللي عايزة أطرحه هو الخوف اللي مش مبني على أسباب منطقية أو حقيقية، لكن على تخيلات أو افتراضات.

الخوف".. الكلمة اللي مغلفة كل حياتنا تقريباً.. قراراتنا.. خطواتنا.. تفكيرنا.. حتى معرفتنا!

الخوف قيد كبير قوي وحِمل تقيل جداً، قيد خفي مش متشاف، عامل زي وهم الشبح اللي في الأوضة الضلمة، كلنا عارفين إن مفيش شبح مستخبي في الضلمة لكن برضه بنخاف.. معرفتنا العقلية أحياناً مش بتكون كافية علشان نتغلب على خوفنا.

بنخاف من كل حاجة وعلى كل حاجة.. بنخاف على شكلنا، ونظرات الناس لينا، وتقييمهم لينا، وقبولهم من عدمه!

لما بنفكر في فكرة جديدة بينا وبين نفسنا بنخاف، بنخاف من رد فعل الناس، هيقبلوا الفكرة ولا لأ، هيتقال علينا إيه بعد ما نعرض فكرتنا، احتمال نطلع مجانين في نظرهم، أو هايفين، فطبعاً بنخاف!

لما بناخد قرار.. خوفنا من كونه صح ولا غلط بيكون أقل من خوفنا من كونه ماشي مع المُعتاد ولا لأ.. بنخاف!

بنخاف نسأل وخاصة لو سؤالنا متعلق بثوابت ومعتقدات من سنين.. بنخاف نخرج برَّة المُعتاد وبرضه منطقة راحتنا اللي ممكن تكون وهمية "حتى الوهم ممكن نكون بنخاف عليه".. بنخاف لما نسأل نفكر ونتلخبط وبنخاف أسئلتنا ما يكونش ليها إجابات.. فالأفضل ما نسألش!

بنخاف نقعد مع نفسنا.. يمكن علشان ما نكتشفش جوانب بنحاول نهرب منها.
مش مشكلتي في الخوف؛ لأنه مشاعر طبيعية وموجودة ومشروعة كمان، الخوف إن يتحول الخوف الطبيعي لخوف مرضي، الخوف المفروض يخليك تعمل أحسن ما عندك مش يخليك ما تعملش حاجة خالص وتقف عند مرحلة التفكير والخوف وتنتهي بعدم تنفيذ أي حاجة في حياتك!

ما تخافش من خوفك لما يكون طبيعي، خاف لما يكون بيقيدك ويحدك ويعطلك ويشل كل حركة فيك ويقضي علي حياتك بالبطيء.

عارف كمان تخاف إمتى؟ تخاف لما ما يكونش عندك حاجة تخاف منها!

خاف من خوفك، وفي نفس الوقت ما تخافش منه.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد