ارتفاع ضغط الدم.. ناقوس الخطر

إن ارتفاع ضغط الدم هو الشغل الشاغل لمليارات البشر حول العالم لما ينتج عنه من أمراض تُودي بحياة الملايين سنوياً في الوقت الراهن، مما حدا بمنظمة الصحة العالمية إلى تحديد يوم 17 مايو/أيار من كل عام يوماً عالمياً لضغط الدم، بهدف تسليط الضوء على مدى خطورته والتوعية ب

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/24 الساعة 03:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/24 الساعة 03:30 بتوقيت غرينتش

يمضي العالم بوتيرة سريعة من حيث التزايد السكاني، وطوفان أنماط الحياة الحديثة وما يتبعه من تغير في ملامح صحة الإنسان في جميع أرجاء المعمورة، مما يتطلب المزيد من البرامج والخطط في مجال العناية بالصحة.

إن ارتفاع ضغط الدم هو الشغل الشاغل لمليارات البشر حول العالم لما ينتج عنه من أمراض تُودي بحياة الملايين سنوياً في الوقت الراهن، مما حدا بمنظمة الصحة العالمية إلى تحديد يوم 17 مايو/أيار من كل عام يوماً عالمياً لضغط الدم، بهدف تسليط الضوء على مدى خطورته والتوعية به، وارتفاع ضغط الدم قاتل صامت؛ لأنه لا يبدي أعراضاً غالباً، إلا أنه يتسبب أحياناً في ظهور أعراض مثل الصداع وضيق التنفس والدوار وألم الصدر وتسارع دقات القلب والنزيف من الأنف، وإن ارتفاع ضغط الدم ناقوس خطر حقيقي إذا تُرك دون السيطرة عليه؛ حيث تزيد مخاطر تضرر القلب والأوعية الدموية في أعضاء رئيسية مثل الدماغ والكُلى، كما يؤدي إلى الإصابة بنوبات قلبية وقصور القلب في خاتمة المطاف،

مما يتطلب معه إحداث تغييرات جوهرية في أنماط الحياة في سبيل التحكم فيه، مثل: اتباع نظام غذائي متوازن، وتقليل الكمية المُتناوَلة من الملح؛ حيث تنصح منظمة الصحة العالمية البالغين بأن يقللوا استهلاكهم من الصوديوم عن 2000 ملجم أو 5 جم من الملح يومياً، والحفاظ على وزن طبيعي: فكل 5 كيلوغرامات يفقدها وزن الجسم يمكنها خفض ضغط الدم الانقباضي بما يتراوح بين نقطتين و10 نقاط، وتجنب التوتر والانفعالات، وممارسة الرياضة بانتظام، والإقلاع عن التدخين، وتناول الأدوية بانتظام.

يعرف ضغط الدم بأنه مقدار الضغط الذي يحدثه سريان الدم على جدران الشرايين التي تقوم بنقله من القلب إلى سائر أجزاء الجسم، ويُقاس ضغط الدم بوحدة تُسمَّى ملليمتر زئبقي، ويُسجَّل كرقمين يُكتَب أحدهما فوق الآخر في شكل كسر، ويشير الرقم الأعلى إلى ضغط الدم الانقباضي أو السيستولي، وهو الضغط الأعلى في الأوعية الدموية، ويحدث مع انقباض القلب أو خفقانه، ويشير الرقم الأقل إلى ضغط الدم الانبساطي أو الدياستولي، وهو الضغط الأقل في الأوعية الدموية في الفترات التي تفصل بين ضربات القلب مع استرخاء عضلة القلب، ويبلغ معدل الضغط الطبيعي للبالغين 120/80 ملليمتر زئبقي.

معدل ضغط الدم يختلف من شخص لآخر؛ بل يختلف في الشخص ذاته من وقت لآخر على مدار اليوم، كأن يرتفع في حالة النشاط وينخفض في السكون والنوم.

ارتفاع ضغط الدم الذي يعني تكرار تسجيل معدل 140/90 ملليمتر زئبقي أو أكثر عبر فترة زمنية فيما يوصي لمن تجاوزوا عمر الستين بأخذ دواء لتخفيض ضغط الدم إذا تجاوز المعدل 150/90 ملليمتر زئبقي.

تاريخ المرض بدأ مع فهم عمل القلب والأوعية الدموية بفضل الطبيب ويليام هارفي (1578 – 1657)، الذي وصف الدورة الدموية استكمالاً لعمل الطبيب العربي ابن النفيس، ومن هنا تنبه العلماء إلى أن للدم ضغطاً يندفع به داخل الشرايين، إلا أن العلماء لم يتمكنوا من قياس ضغط الدم داخل الشرايين إلا مع التجربة التي قام بها رجل الدين الإنكليزي ستيفن هيلز عام 1733م، والتي وضع فيها أنبوبة من الزجاج داخل شريان رقبة فرس صغير، وربط نهاية الأنبوبة في فرع شجرة، ولاحظ ارتفاع الدم داخل هذه الأنبوبة، وقال إنه الدم يرتفع إلى ثماني أقدام في الارتفاع في أنبوب، ومنها تعرف على قوة اندفاع الدم، وظلت قياسات ضغط الدم مقتصرة على اختراق أحد الشرايين حتى ظهر المانومتر الزئبقي الذي اخترعه بوازييه الفرنسي عام 1846م.

ينقسم ارتفاع ضغط الدم إلى نوعين رئيسيين، هما:
النوع الأول: ارتفاع الضغط الأولي، وهو السبب الرئيسي لمرض ضغط الدم فى أكثر من٩٠% من المرضى، وغالباً ما يصيب الأشخاص البالغين، فيما يبقى السبب الأساسي المباشر غير معروف، وفى كثير من الأحيان يكون هناك تاريخ عائلي للإصابة بارتفاع ضغط الدم.
أما النوع الثاني فهو ضغط الدم المرتفع الثاني، وعادة ما يكون السبب وجود اضطرابات في الكلى، واضطرابات الغدد الصماء، وتناول بعض الأدوية، ومتلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم، والحمل.

قد يحتاجُ بعضُ المرضى لأخذ أدوية ضَغط الدم من أجلِ ضبط ارتفاع ضغط الدم عندهم وهناك مجموعات دوائية رئيسية هي مدرات البول، وهي العقار الأول في الاستخدام؛ نظراً لفاعليتها ولسعرها المناسب، ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين أو مضادات مستقبلات الأنجيوتنسين وحاصرات بيتا أو حاصرات قناة الكالسيوم، ومثبطات الجهاز العصبي السمبثاوي وموسعات الشرايين.

ومن الأساليب المفضلة للوقاية من ارتفاع ضغط الدم تناول الثوم والبصل اللذين يساعدان في تقليل ضغط الدم، كما أن الطماطم تحتوي على مركب جاما أمينو البيوتريك GABA، الذي يقلل من ضغط الدم، كما يساعد على تقوية عضلة القلب، فيما تساعد الأغذية الغنية بالبوتاسيوم على خفض ضغط الدم، وتنصح منظمة الصحة العالمية البالغين بأن يتناولوا 3510 ملجم من البوتاسيوم على الأقل يومياً، ومن الأغذية الغنية بالبوتاسيوم: الفاصوليا، والبازلاء، والمكسرات، والخضراوات مثل: السبانخ، والكرنب، والبقدونس، والفواكه مثل: الموز، والبابايا، والتمر، كما أظهرت دراسة ألمانية في مستشفى جامعة كولونيا أن الكاكاو الخام يمكنه أن يخفض ضغط الدم بشكل واضح.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد