الأدب امتداد.. امتداد مناسب للزمن والحالة والمجتمع والخيال والمشاعر التي يعيشها الكاتب في هذا الزمان أو ذاك.
في عصر السرعة والمتعة اللحظية والغربة الاجتماعية أمسى الأدب هواية مسّلية وبسيطة تمنح كاتبها مرتبة رفيعة راقية، وإضافة ثقافية مطلوبة، فهي جزء من اكتمال حضورهُ الاجتماعي بين أقرانهُ.. على مدار ثماني سنوات مضت ظهرت على السطح موجة روايات وكتابات تحمل توقيع أُدباء جُدد بإصداراتهم الأدبية استطاعوا اجتياح الساحة العربية.
كالموجات الفنية الغنائية والتمثيلية كل شيء بات مزدحماً أكثر من اللازم أكثر مما يُحتمل.
فالوطن العربي بدأ يحارب من ناحية، ويحمل الفن والأدب كسلاح جديد من أسلحة الحرب من ناحية أخرى، وكأننا نشهد عصر نهضة بملامح شرق أوسطية، عصر نهضتنا هذا يمثل مرحلة من المراحل التي لا تعتبر ذات قيمة ضمنية وحقيقية لما يمتلكه العرب من تاريخ أدبي عريق بكلمات ومعانٍ وأطروحات ومعاجم وبحوث ومعلقات يصعب تجاوزها أو وضعها على الهامش.
فالسرقات الأدبية علنية مُعلنة، والاقتباسات التي لا يُغير فيها الكاتب المُستجد سوى حروف الجر والعطف والتنوين والسكون، وإضافة واستبدال مفردة أصلية بدل مفردة أقل منها معنى ووضوحاً تجعل النص مشوهاً تماماً وقريباً لمسودة تحتاج إلى العديد من المراجعات حتى يتم نشرها بين غلاف كتاب.
وما لاحظته ولاحظه العديد من القرّاء في الوطن العربي هو التشابه الكبير المتكرر خلال عصر النهضة العربي هذا هو اعتلاء المنصة لأخذ دور البطولة في منح الإلهام لهؤلاء الكُتاب الجدد لأعلام الأدب العربي، وأذكر منهم (غادة السمان) بأسلوبها المتناقض الثوري الذي يحمل الكثير من كبرياء الحب وإغرائه وجماله، و(أحلام مستغانمي) التي باتت كالداء تصاب بهِ كل كاتبة تقرأ لها وتتأثر بها؛ مستغانمي أتت بأسلوب سردي جديد مختلف تماماً ومتفرد لدرجة أنك تستطيع قراءة جملة وأنت تجهل الكاتب فتعرف أنه أسلوب أحلام الذكي.
و(نزار قباني)، هذا الشاعر الذي ترجم أحاسيس حواء قبل آدم بين أبيات قصائده وما زلنا نتغنى بِشعره وسنبقى.
هؤلاء لا يصح أن نسرق أعمالهم أو نعيد بناءها بأسلوب ركيك لا يتماشى مع المستوى والأسلوب لدى الكاتب الأصل.
هؤلاء أصبحوا قاعدة وأساساً نرتفع من خلاله لنأتي بجديد بأسلوبنا نحن بما يناسب مجتمعنا وزماننا الحالي.
لا يكفي أن تضع الشخوص وتحدد المقدمة والعقدة والنهاية، الشعر ليس الكثير من الجرأة المبتذلة وبيت وقافية وبعض الغزل!
أنت أمام معنى ومغزى ورسالة تحاكي بها جمهوراً من القرّاء الذي سيتلقى أعمالك ويتأثر بها.
في المقابل تجد مئات بل آلاف الأعمال تحمل ذات الحبكة، ذات القصة، ذات الرسالة، وذات المعنى!!
لمَ كل هذا العناء والخوف والتردد وقلة الثقة بما تحملهُ من إبداع؟
أنا واثقة كل الثقة بأن الجميع لديهم شيء من الإبداع لكن الخوف من المغامرة بأن يخرجوا على الجمهور بجديد هي العثرة الأكبر في طريقهم؛ لهذا يفضلون السير على نهج القديم دون أن يغيروا أو يجرأوا على التغيير.
نقطة التحول أو التغيّر أو النجاح تبدأ بكسر حواجز الخوف، والثقة بالفكرة التي تقدمها ليس على الصعيد الثقافي والأدبي فقط، بل في كافة محافل الحياة.
كتبت هذا المقال على لسان قارئ يشعر بالملل والتخمة من وجبات الحب والخيانة والحروب الدرامية من الأدب العربي الجديد، وبأفكار ناقد أدبي مبتدئ يأخذ خطواته الأولى في ظل غياب واضح للنقد الأدبي على الساحة العربية، وبقلم كاتبة طموحة، يدفعها القلم نحو المجازفة والمغامرة بكلماتها التي تحمل أسلوباً بسيطاً؛ لتخرج بهِ على الساحة العربية لعلها تكون وريثة أحلام وغادة لاعتلاء منصة الإلهام للأجيال المستقبلية.. من يدري؟ طموحي يلامس النجوم، ماذا عنكم؟
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.