إليكِ سيدتي.. رسالة قصيرة وسريعة

إلى: ست الحبايب "أمي"، رفيقة الدرب، أم الشهيد، اللاجئة، المعنّفة، المناضلة، المثقفة، الزوجة، خادمة البيوت، العاملة في شتى الميادين، السجينة في زنزاتها أو في بيت أقربائها، المهاجرة، المعيلة، الشهيدة، الأرملة، المطلقة، المربية، ربة البيت، الرياضية، الموؤودة... وعذري لمن سقط اسمها سهواً لا نسياناً.

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/19 الساعة 03:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/19 الساعة 03:47 بتوقيت غرينتش

أسرعت للكتابة قبل أن يسبقني الآخرون.. أتدرين لماذا؟ أقولها في همس؛ حتى لا يسمعني أحد: إنها إمارات الحب.

سيدتي، أخشى أن تخونَني الكلمات فلا أوفّيك حقك، أو ألا ترتقي كلماتي إلى قيمتك…
سيدتي: الأم.. الزوجة.. الأخت.. الصديقة.. زميلة العمل.. واللائحة طويلة.

نقف وقفة احترام وتقدير للمرأة، لنصف المجتمع؛ بل للمجتمع كله، صمام أمان الأسرة، وبهجة الحياة.

إلى التي لا يهدأ لها بال حتى يخلد الجميع إلى النوم في سلام وأمان.. تحياتي.
إلى التي تحترق أناملها أكثر من مرة وتتذوق الطعام مراراً؛ حتى تقدمه في أبهى حلة، مقابل صمت مطبق لمن يستهلكونه ودون أدنى عبارة شكر!.. شكري.

إلى أول من يستيقظ وآخر من ينام.. تقديري.
إلى من تعمل بالبيت وخارجه وتساعد الأولاد على إنجاز التمارين وتعينهم على مشكلات الحياة، رفقة زوج يتقن حل الكلمات المسهمة وفنون النقد.. احتراماتي.

إلى المرأة القروية المكافحة -التي تتجاهلها حتى الجمعيات النسائية حينما تفكر في تكريم المرأة- الصابرة على شظف العيش وخشونته، وقساوة الزمن وتهميش المسؤولين.. اعتزازي.

إلى من تسكن المدينة، صابرةً على ضوضائها ووطأتها، المحارِبة على جميع الجبهات: البيت، والشغل وإكراهات الحياة اليومية، رغم التمييز والتحرش والنظرة الذكورية لمجتمع يحترف الاحتقار ويبدع فيه.. إلى التي لا تدخر جهداً للرقي ببيتها، محيطها ومجتمعها.. مودتي.

إلى منبع الحب والحنان، إلى رمز الجمال والألق.
إلى من تكفيها كلمة "أمي" لتكمل المشوار..
إلى من تتلهف لكلمة "حبيبتي" من زوجها، ولكن هيهات!

إلى: ست الحبايب "أمي"، رفيقة الدرب، أم الشهيد، اللاجئة، المعنّفة، المناضلة، المثقفة، الزوجة، خادمة البيوت، العاملة في شتى الميادين، السجينة في زنزاتها أو في بيت أقربائها، المهاجرة، المعيلة، الشهيدة، الأرملة، المطلقة، المربية، ربة البيت، الرياضية، الموؤودة…
وعذري لمن سقط اسمها سهواً لا نسياناً.

إليك.. إليكن جميعكن.. بنون النسوة.. وبأعلى الصوت: أهديك -نيابة عنه وعنهم- أسمى عبارات التقدير والاحترام.
دمتنَّ طيبات، فإن لم نفلح في مكافأتكن فلا أقل من أن ننزلكن مكانة مستحَقة.

أعلم أن كلماتي هذه عاجزة عن التعبير عن قدرك السامي -حقاً- وقد لا تغير من الواقع شيئاً، ولعله أضعف الإيمان.. ولكن البدايات لا تكون إلا هكذا.

في انتظار مستقبل أفضل لكنّ ولنا جميعاً.. كل عام وأنتِ، وأنتنّ، بألف خير.

توقيع: المواطن العربي الذي بدأ يتلمس الطريق للتعبير عن نفسه والتعبير عن الحب والعرفان.

قيل:
* المرأة هي أكبر مربّية للرجل، فهي تعلمه الفضائل الجميلة.. وأدب السلوك.. ورقّة الشعور.
* أي جمال في الطبيعة يستطيع أن ينافس جمال المرأة التي تحب.

* في المرأة:
ابتسامة لجميع الأفراح، ودمعة لجميع المصائب، وتشجيع لارتكاب جميع الهفوات، وصلاة لدفع جميع النكبات، وقلب لمقابلة قلب آخر.

* يرضع الطفل من أمه حتى يشبع؛ ويقرأ في ضوء عينيها حتى يتعلم القراءة والكتابة؛
ويأخذ من نقودها ليشتري أي شيء يحتاجه؛ ويسبب لها القلق والخوف حتى يتخرج في الجامعة.. وعندما يصبح رجلاً، يضع ساقاً فوق ساق في أحد مقاهي المثقفين ويعقد مؤتمراً صحفياً يقول فيه:
إن المرأة بنصف عقل!

دمتنّ طيبات..

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد