اختراعات أصحاب السبت!

حتى الكتابة مُحرمة يوم السبت، ولكنها ليست مُحرمة على الإطلاق بحسب "التوراة"، فهي حرام إذا كان الحبر سيبقى لفترة طويلة؛ لذلك فهناك فتاوى تُجيز الكتابة على النافذة المُغبّرة مثلاً وإن كانت هناك فتاوى أخرى ترى أن الأمر مكروه، ويذهب الجدل بالأحبار إلى النقاش حول كراهة الكتابة بالماء على فرش السفرة أو رمل الشاطئ

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/13 الساعة 03:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/13 الساعة 03:11 بتوقيت غرينتش

لا يوم الجمعة عند المسلمين ولا يوم الأحد عند النصارى يُشبه شيئاً في سبت اليهود، فيوم السبت هو يوم عبادة من غروب شمس الجمعة إلى غروب شمس السبت، يحرم على اليهود فيه القيام بـ39 صنفاً من العمل كالصيد مثلاً، ولأن الأمر ليس سهلاً، فقد عاتب القرآن الكريم أصحاب السبت الذين نصبوا الشباك يوم الجمعة، فصادت لهم يوم السبت، وأخذوا الأسماك يوم الأحد، هذه القصّة ليست مُجرد قصّة عن مُجرد قرية احتال أهلها على تعاليم التوراة قبل حوالي 3000 عام، فاليوم نجد في "إسرائيل" مراكز علمية تعمل ليل نهار على إيجاد حيل هندسية من وحي التوراة لتسهيل حياة اليهود في السبت.

مصعد السبت
في كُل مستشفى في العالم توجد المصاعد، مُراعاة لاحتياجات المرضى وكبار السن، ولكن المصاعد الإسرائيلية مُختلفة عن كُل مصاعد العالم، هي مصاعد من وحي "التوراة" ويمكنك أن تجد في بعضها "فتوى" تُجيز استخدامها؛ لأن بعض الحاخامات يشددون على حُرمة استخدام المصعد الذي لم يحصل على ترخيص من حاخام مُعتمد.

هذه المصاعد تعمل يوم السبت بفكرة بسيطة برزت؛ لأن الضغط على أي كبسة من شأنها أن تُغلق دائرة كهربائية هو حرام بحسب التوراة، ولذلك قامت فرق من العلماء اليهود بتطوير مصعد يقوم بحل هذا الإشكال من خلال مصعد يعمل وفق منظومة أوتوماتيكية تتيح لليهود استخدامه دُون الضغط على أي كبسة، فكيف يمكن أن تصعد على الطابق الخامس دُون أن تضغط على رقم 5؟ الأمر ليس صعباً؛ لأن المصعد وعند دخول السبت يبدأ بالعمل ذهاباً وإياباً، فيفتح أبوابه في كُل طابق، ينتظر قليلاً ويغلق الأبواب وينتقل للطابق الذي يليه.

الأكيد أن الأمر أصعب بكثير من مُجرد الكلام فيه، تخيّل نفسك كيف تغضب عندما يتأخر المصعد قليلاً بالقدوم؟ فكيف لو كنت تسكن في الطابق رقم 15 كيف ستفعل؟ العجيب أن بعض الحاخامات يُفتون لبعض أتباعهم بفحص أمر المصعد جيداً قبل دخوله، وحتى لو كان يعمل بموجب منظومة السبت ولكن ليس عليه ترخيص من حاخامات، فالأولى عدم استخدامه.

سبت فون!
هناك مبدأ يُعرف بالجارما في الدين اليهودي يُستخدم في الحفاظ على قُدسية السبت، بموجب هذا المبدأ فإنك لا تقوم بفعل يؤدي إلى "خرق السبت"، ولكن يُمكن أن تقوم بشيء يؤدي بصورة غير مباشرة إلى "خرق السبت"، كأن تضع قدوراً ممتلئة بالماء بالقرب من حريق، فإن النيران ستُخرّب القدور مما سيؤدي إلى انطلاق الماء نحو النار وإطفائها، وبهذا فإن هذا لا يعتبر "حراماً".

وكما في المصعد، فإن أي ضغطة زر بإمكانها أن تغلق دائرة كهربائية فإنها ستؤدي إلى حرام، فكيف يمكن إجراء اتصال بالهاتف يوم السبت؟ الأصل أن ذلك حرام، ولكن في السنوات الأخيرة ظهر ما يُسمى بالـ"شابات فون" وهو هاتف "ذكي" جداً، فيه حيلة علمية مفادها أنه ما دام الهاتف مشبوكاً بالشبكة فهناك دائرة كهربائية مغلقة في جميع الكبسات، وبالتالي فإن اليهودي الذي سيستخدم هاتفاً كهذا يوم السبت لن يخرق السبت، وكُل كبسة زر تقوم بتغيير في التيار، الجُهد والتردد الكهربائي داخل الدائرة الكهربائية، فيتعرف الهاتف على الكبسة التي تم الضغط عليها، وهكذا يُمكن لليهودي الاتصال يوم السبت.

فيديو يشرح فكرة هاتف السبت:

المثير أكثر أنه وقبل تطوّر التقنيات إلى هذا الحد، كان هناك حل ذكي آخر للحفاظ على قدسية السبت مع القيام بأمور تخرق السبت، وهو الطلب من "كافر" القيام بهذه الأفعال، صحيح أن الأمر فيه خلاف بين الحاخامات، ولكن اليوم هناك كُتب وفصول كاملة تتحدث عن أحكام وشروط الطلب من الكافر القيام بما يخرق السبت.
ثمن هاتف كهذا يبلغ 750 شيقلاً، أي حوالي 200 دولار، بينما سعر الهاتف المحرّم استخدامه يوم السبت 20 دولاراً، مما يعني أقل بـ10 أضعاف!

أقلام السبت!
حتى الكتابة مُحرمة يوم السبت، ولكنها ليست مُحرمة على الإطلاق بحسب "التوراة"، فهي حرام إذا كان الحبر سيبقى لفترة طويلة؛ لذلك فهناك فتاوى تُجيز الكتابة على النافذة المُغبّرة مثلاً وإن كانت هناك فتاوى أخرى ترى أن الأمر مكروه، ويذهب الجدل بالأحبار إلى النقاش حول كراهة الكتابة بالماء على فرش السفرة أو رمل الشاطئ.

فتاوى كهذه قد ينظر إليها البعض باستغباء جعلت مجموعة من المهندسين اليهود يبحثون عن طُرق "ذكية" جداً للتعامل مع حُرمة الكتابة فما كان منهم إلا أن قاموا باختراع قلم خاص بيوم السبت، ويتميّز هذا القلم بأن حبره يتلاشى بعد يومين أو ثلاثة، فماذا استفادوا؟ المثير أنهم حصلوا على فتاوى تُجيز لهم أن يقوموا بمسح ضوئي أو تصوير أو حتى نقل كُل ما كتبوه عند خروج السبت (مساء السبت).

للعلم ثمن قلم كهذا يُباع على موقع الشركة المُنتجة أثناء حملة خاصة بحوالي 35 شيقلاً، أي بحوالي 9 دولارات أميركية فقط!

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد