(1) القرآن لا يعمل:
من الطقوس المتوارثة والتى تعد من علامات التدين "تشغيل" القرآن كاصطباحة لتحل البركة على مكان العمل أو لطرد العفاريت في منزل غير مسكون أو لحمايه طفل ليخلد فى نومه بدون عكوسات، يترك المصحف فى السيارة لحفظها من السرقة والحوادث، ويترك تحت الوسائد لمنع الأحلام المزعجة، ويؤخذ فى شنط السفر حتى يرجع المسافر سالما غانما.
والقرآن هنا بيشتغل ولكن لا يسمع ولا يقرأ ولا ينصت له.
"فلتبدأ يومك بورد يومي، تتأمل فى معانيه وتفسيره"
(2) القرآن ليس حلالا للمشاكل:
ألا بذكر الله تطمئن القلوب، نعم لو لديك تلك القناعة سيطمئن قلبك إذا تلوت آياته، ونفس الشئ للموسيقى وممارسة الرياضة والخلود إلى النوم، هى طرق تدفع الشخص إلى أن يطمئن قلبه حسب قناعته وميوله، لا أن تحل مشاكله، فتجدن أغلب "المتدين بطبعه" إذا ذكرت له مشاكل فى حياتك الشخصية، يدعوك إلى قراءة القرآن والدعاء، فى إشارة إلى أن تتقرب إلى الله، ويذكرونك بنجاة يونس في بطن الحوت ويقين نوح بالنجاة من الطوفان وخروج إبراهيم آمنا من النار، فيطمئن قلبك ومن ثم تستسلم لانتظار حل إلهى يسقط عليك من السماء لحل مشاكلك في يقين منك أنه قمة الإيمان. قراءة القرآن من الممكن أن تعدل من حالتك المزاجية لتتمكن من التفكير بشكل أفضل، وغير ذلك هو تواكل.
"ابحث عن حلول فعلية لمشاكلك، الملحد والكافر والمشرك تحل مشاكلهم بدون تلاوة القرآن"
(3) التاتش الإسلامي:
يعشق ذلك المتدين بطبعه إلصاق التاتش الإسلامى على كل ما يحيط به "متدين بقى"، وهى كلها حلول وسطية للنيل من ده شويه ومن ده شويتين كالرقص على السلالم.
"وعندك مانيكير إسلامى: تحطه الصبية تحلي بيه الصوابع المخلية وتشيله بسهولة وتصلى لرب البرية"
"مايوه شرعى: بيحد وبيشف وبيوصف وبيلزق وبيلفت النظر، بس أهم حاجة إنه شرعى فلا يظهر منك إلا الوجه والكفين. ده رواه الحاج أبو نسمة اللى فاتح تحت الكوبرى"
"الفرح الإسلامى: هيا بنا نرقص على أغنيه هشام عباس بتاعه أسماء الله الحسنى"
حتى الضرب يا اخوانا بقى له نوعان شرعى "دح" ومش شرعى "كخ".
"يا تطلب الدنيا يا تطلب الآخرة، خليك واضح فى طلبك وما تضحكش على نفسك"
(4) ثقافة: أنت تشغل وأنا اقول آمين:
منذ أيام وأنا في عربة مترو الأنفاق، طلبت من راكب أن يخفض صوت هاتفه لأنى كنت بالفعل مصابة بصداع عنيف ولولاه لما اقحمت نفسى في تلك الهرطقة، كانت آيات سورة "البروج" هى الصادرة من الهاتف، وبالنسبة لى فى تلك اللحظات بالتحديد صوت الآيات لا يختلف تأثيره كثيرا عن صوت الأغانى، وقد استجاب الراكب بمنتهى الهدوء، وبعد لحظات احاطتني نظرات تعلن شعار "الغاز لازم تنزل"، استدار نحوى شخص يلعب "كاندى كراش" منذ بداية الرحلة وقد احتدت ملامحه "طب اعملى باللى انتى لابساه -يقصد الحجاب- متضايقة من كلام ربنا! بكره يمنعوا خطبة الجمعة علشان اللى زيك هيقولوا بتعمل للناس إزعاج"، وجراء تلك الكلمات سكتت أنفاس الراكبين وانقسموا إلى مؤيد له يدعوه ألا يتحدث مع السفهاء أمثالى وجزء آخر -على استحياء- يدعونى إلى عدم الرد أو الجدال خشية ما قد اتعرض له من سب، وبغض النظر عن مفهموم القسمين، فالكل يدعو إلى تكميم الأفواه.
حاولت بكل الطرق أن أظهر أن ليس لدى مشكلة مع آيات القرآن الكريم، وأن من المفترض أنه إذا قُرء القرآن أن نسمع له وننصت، ونحن جميعا لا نسمع ولا ننصت ولا هو مكان مناسب لتلاوة القرآن على العامة من دون رغبة منا، وابل من الجمل غير المفهوم مقصدها تقذف بى فى غيابات الكفر وعدم تقدير قدسية القرآن، وقد تحول الركاب بقدرة قادر إلى مجموعة من الواعظين وأولياء لله يحاربون الشيطان المتمثل في شخصي.
"القرآن لا يجبر عليه، وإنما يطلب لنستمع له وننصت لعلنا نرحم"
(5) الميت أبقى من الحي:
إذا مات العبد ينقطع عمله إلا من ثلاث، الثلاثة مفيهاش صيوان للعزاء يقفل الشوارع بميكرفونات عملاقة أبدا، المتدين بطبعه قام بربط الموت بقراءة القرآن، ولزوم المنظرة لابد من صيوان كبير يليق بحجم المرحوم وأصوات عالية ضخمة تجبر الجوار على النزول لتقديم واجب العزاء أو إدعاء الطرش.
وردا على الراكب الساخن إياه، لا أجد أي احتياج لتلك الأصوات العالية لسماع خطبة يوم الجمعة. تتجاور المساجد لمسافات قريبة وتختلف الأصوات المنبعثة، كل من يصلى فى المسجد يمكنه سماع الخطيب، أما من فى المنازل فالحل سهل ومعروف.
ولن تجد ضررا، فالخطب مكررة المواضيع والمحتوى.
"الصدقة الجارية والعلم والدعاء، أنفع للحي والميت"
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.