الباروكة والنقاب والقبعة.. من أشكال حجاب الإسرائيليات

في مدينة "بيت شيمش" أو حتى في أحد الأحياء اليهودية المتدينة في القدس يُمكنك أن تشاهد نساء يرتدين البُرقع أو النقاب، لا يظهر منهن شيء بتاتاً، هؤلاء النساء لسن مُسلمات بالطبع، ولكنهن ينتسبن إلى فئة نسوية في إسرائيل تؤمن بأن على بنات إسرائيل أن يرتدين "النقاب"

عربي بوست
تم النشر: 2017/02/27 الساعة 05:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/02/27 الساعة 05:18 بتوقيت غرينتش

سواء كُنت تتواجد في المحطة المركزية في مدينة القدس، أو حتى في أي مدينة "إسرائيلية" معروفة بسكانها المحافظين مثل بني براك وبيت شيمش، فإنك لن ترى الكثير من "بنات إسرائيل" ترتدي غطاء الرأس الذي أمرت به التوراة ووبخ أحبارهم كُل من يتقاعس عنه، حتى قالوا: "لُعن الرجل الذي يترك شعر زوجته مرئياً"؛ لأن "ليس من شيمة بنات إسرائيل الخروج برأس مكشوف"، وفي الواقع فإن النساء اللاتي يغطين رؤوسهن أكثر بكثير مما ترى في الواقع؛ لأن الحجاب "اليهودي" مرّ بتطورات كثيرة، سنتعرف عليها في تقريرنا هذا.

مئة شعاريم.. لا دخول بلا حجاب!

ليس غريباً أن تجد المرأة نفسها تُرمى بالحجارة في وسط "إسرائيل"؛ لأنها لم تُغطِ شعرها، نعم في إسرائيل وليس في أفغانستان، ولكننا بالطبع لا نتحدث عن تل أبيب، ولكننا نتحدث عن حي مئة شعاريم في القدس كمثال، وهو من أكثر الأحياء الإسرائيلية تمسكاً بالتوراة وتعاليمها، حيث يسكن هناك اليهود الحريديم (الأصوليون)، وهناك حيث وجدت إحدى الصحفيات نفسها تُرمى بالحجارة والشتائم الفظيعة؛ لأنها دخلت ببنطال جينز ضيّق ولم تُغط شعر رأسها كما يجب، في ذلك اليوم صوّرت كاميرا التلفاز الإسرائيلي هذه الحادثة ولكن الواقع أن لا أحد يمكنه التدخل وتغيير الواقع في "مئة شعاريم".

تصف الصحفية جاردا جيلزر في موقع (واللا) الإسرائيلي حي مئة شعاريم بأنه "عالم آخر"، حيث تتغير كُل القوانين فهناك كُل النساء يرتدين اللباس المحتشم فقط، وكذلك الرجال يرتدون الملابس السوداء، ومما يتميّز به هذا الحي أن غالبية الناس تتحدث لغة الإييديش، وهي خليط بين الألمانية والعبرية، وكذلك حيث الأسعار رخيصة جداً ولا يوجد مطاعم فاخرة؛ لأن الناس تعتبر الجلوس في المطاعم مضيعة للوقت، ولكن الأهم من كُل هذا كما تنصح جاردا قُراءها قبل زيارتهم لحي مئة شعاريم، أن على النساء ارتداء الملابس المحتشمة بالإضافة إلى غطاء رأس، وتنصح النساء أن لا يختلطن مع الرجال في طابور الانتظار، تحاشياً للمشاكل.

"طالبان" في إسرائيل

في مدينة "بيت شيمش" أو حتى في أحد الأحياء اليهودية المتدينة في القدس يُمكنك أن تشاهد نساء يرتدين البُرقع أو النقاب، لا يظهر منهن شيء بتاتاً، هؤلاء النساء لسن مُسلمات بالطبع، ولكنهن ينتسبن إلى فئة نسوية في إسرائيل تؤمن بأن على بنات إسرائيل أن يرتدين "النقاب"، وتُعرف هذه الفئة من النساء في المجتمع الإسرائيلي بـ"نساء طالبان"، ومع أن البعض قد يظن أن أعدادهن قليلة جداً، إلا أن بعض داعمي هذا التوجه يؤكد أن أعدادهن تصل إلى 10 آلاف امرأة، ولعل سر عدم ذياع صيت هذا التوجه أنهن لا يخرجن من المنازل كثيراً، ولكن مؤخراً تم "افتضاح" أمرهن عندما قامت إحداهن بضرب طفلها في الشارع وقامت الدنيا ولم تقعد.

الحل الذكي.. للحجاب

فكيف الفعل؟ وكيف يُمكن أن تكون أعداد المحجبات في المجتمع الإسرائيلي أكبر بكثير منه في الواقع؟ الامر سهل: إنها الباروكة أو (البيئاة) كما يسميها اليهود، وهي فرض على كُل امرأة يهودية متزوجة، والعجيب أن وضع المرأة لهذا الشعر الاصطناعي على رأسها لا يحل المشكلة، فهناك قواعد متشابكة ومعقدة فيما يخص وضع المرأة للباروكة كحجاب، فبعض نساء يهود رومانيا او هنغاريا تقوم بحلق شعر رأسها من اول يوم في زفافها.

كما أنه وبالنسبة لبعض الأحبار، فإن ارتداء باروكة شقراء محرم لامرأة شعرها الأصلي أسود مثلاً وكذلك يُحرم على المرأة أن تزين خصلة من شعرها بالأحمر إذا كان كُل شعر الباروكة بنياً.

وبعيداً عن كُل هذه التعقيدات فإن حجاب المرأة اليهودية قريب جداً من حجاب المرأة المُسلمة إلا أنهن لا يُغطين الرقبة، وهذا ما يُلاحظ غالباً على نساء يهود اليمن في مدينة رأس العين مثلاً، وحتى التي لا ترتدي الحجاب المشابه للحجاب الإسرائيلي فإنها ترتدي قبعة تغطي رأسها.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد