الصلاة مشروع حياة

فهي ببساطة رؤية استشرافية لطلب المغفرة، ومنظومة مبادئ وتعامل ورحمة إلهية، استقامة فقرابة، راحة فابتسامة، مكانة فسعادة، استجابة فمفازة، هي جرعات من السكينة والطمأنينة للقلب، تفريغ للهموم والغضب، وإزالة الكربات، بسجدة ووصلة مع الله تستقبلنا للملائكة فرحاً وتهليلاً تصعد بالكلم الطيب، وكأن الملائكة تفرح وقت سماع صوت مناجاة الل

عربي بوست
تم النشر: 2017/02/09 الساعة 02:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/02/09 الساعة 02:37 بتوقيت غرينتش

الصلاة مشروع حياة، مشروع حياة الدنيا ومشروع حياة الآخرة، الصلاة ركن من أركان الإسلام فرضها الله علينا، وأوصى بها رسوله الكريم في خمسة أوقات، في فريضة تجسد معنى الإحسان للروح، فكيف تستقيم حياة الإنسان مع الصلاة؟

من الطفولة حين تكون متعة التعلم مع الأصدقاء وحين تكون ضرورة للشباب عند الألم والمعاناة وحين تصبح أولوية للأفراد في الحياة: "الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (سورة لقمان)،

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت، فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت، فقد خاب وخسر"، فالصلاة إقبال للنجاح والفلاح الديني والدنيوي، فهي بذلك مشروع عملى وزمني وصحي له جدوى حياتية مجتمعية وروحانية ورؤية استشرافية تنظم حياتنا بشكل ميسّر على أدق توجيه في خمسة مواقيت، تستريح الروح وتطّهر بها الأنفس، وتجدد بها العقيدة.

وفي أوقات الصلاة نحترم وجبات الأكل وأوقات العمل والنوم والمطالعة والجلوس مع الأهل في نظام متكامل ينظم لنا جدول أعمالنا، بقوله تعالى عزّ وجلّ: "إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً" (سورة النساء)، "وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ" (سورة هود)، "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (سورة الجمعة).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر"، فهي ببساطة رؤية استشرافية لطلب المغفرة، ومنظومة مبادئ وتعامل ورحمة إلهية، استقامة فقرابة، راحة فابتسامة، مكانة فسعادة، استجابة فمفازة، هي جرعات من السكينة والطمأنينة للقلب، تفريغ للهموم والغضب، وإزالة الكربات، بسجدة ووصلة مع الله تستقبلنا للملائكة فرحاً وتهليلاً تصعد بالكلم الطيب، وكأن الملائكة تفرح وقت سماع صوت مناجاة الله، وتحقق لنا مردودية دون تكاليف وربحية بقيمة أبدية، واستثمار للروح النقية بمعدل إحسان مدى الحياة، فينبغي ألاّ نضيّع الحسنات المجمّعة هدراً رئاء الناس، فالصلاة رأسمالنا، فلا نسمح للذنوب أن تفلسنا.

وفي واقعنا العربي فإن الشباب يعيش في اضطرابات مجتمعية وانهزام نفسي بسبب الأوضاع المزرية من حرب وجوع وخوف وتضارب المصالح وقلة اليقين وثقة بالله.

وفي الأخير، يقول الله عزّ وجل: "فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً"(سورة طـه).

باختصار إن الصلاة عماد الدين، فيا أيّها الإنسان التزم بالصلاة؛ لتكون عماد الأسرة، وتكون الأسرة عماد المجتمع.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد